المستشار الدبلوماسي سامح المشد يكتب : رحلتي مع الرئيس في نيويورك بالأمم المتحدة 1

ركن القراء

المستشار الدبلوماسي
المستشار الدبلوماسي سامح المشد


 هذا هو العام الثالث على التوالي، الذي تشرفت فيها بالحضور، والمشاركة، في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالولايات المتحدة، بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الوفد المصري، كما توجهنا بصحبة الوفود المصرية المشرفة، (الوفد الرئاسي، والوفد الدبلوماسي، والوفد الإعلامي، والوفد البرلماني)، في زيارة دبلوماسية، سياسية، تاريخية، بنيويورك، إستغرقت خمسة أيام، شارك خلالها ممثل، ورئيس مصر، فى إجتماعات الدورة الـ71، سبتمبر 2016، بالأمم المتحدة، وكذلك ترأس إجتماع مجلس الأمن، والسلم الإفريقى، وإجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة، المعنية بتغير المناخ، كما بحث سبل التوصل لحلول فعالة، لأزمة تدفق اللاجئين، نتيجة الصراعات القائمة، وإجراء عدة لقاءات إعلامية، ولقاءات قممية، ثنائية، وأخرى ثلاثية، وأيضا رباعية، وغيرها، تناولت الجهود التى تبذلها مصر، لوقف سقوط دول المنطقة العربية، وجهود مصر، لجذب الإستثمارات، فى مختلف المشروعات، التى تنشأ على الأراضي المصرية.


أثناء زياراتي لنيويورك في العام الأول، والعام الثاني، من العام الماضي، وقبل الماضي، حاول الإخوان المغرضون، تعكير صفو فرحتنا، ومشاركتنا، وإفساد الفعاليات الدبلوماسية، بشتى الطرق الرخيصة، والمحاولات الفاشلة، والوقفات الخاسرة، والتصرفات الصبيانية، والحركات العشوائية، والندائات البهلاوانية، والخطوات الفوضوية، التي توصف بالمراهقة، من خلال إخوان مفسدين، في الولايات المتحدة، ضد الوفد الدبلوماسي، والوفد الإعلامي، أمام مقر هيئة الأمم المتحدة، ومقر إقامة الرئيس السيسي. لقد خاب ظن الإخوان، أثناء فترة حكمهم، عندما ظنوا أنهم أكلوا، بل إبتلعوا (خاروف محشي)، من فوق مائدة كبيرة، طويلة، وثمينة، عندما كانوا يحومون حولها وهم جائعون، ويحلقون فوقها مستغلون، ولكنهم في الواقع حاولوا أن يأكلوا، بل يبتلعوا مصر كلها، أرضا، وزرعا، وسماء، وشعبا، وجيشا، وشرطة، ونعما، ونعيما.  حاولوا خطف حاضرها، ومصادرة مستقبلها، واللعب على وتر ماضيها، وكسر فرحتها، وسرقة ثورتها، وخداع شعبها، لحساب فصائل مشوهة عقولهم، مذبذبة أفكارهم، مجمدة حواراتهم، أعمالهم عنيفة، آرائهم عصبية، كلماتهم عنصرية، من أجل مصالح  تعبر عن شراهة نفوس عدائية، إمتلأت بالعقد، والصغائر، والضغائن، ضد كل مؤسسات الدولة المصرية.

لكن.. في زيارتي الأخيرة، هذا العام، لنيويورك، حالة بالغة من السعادة، سادت جموع المصريين، الذين يعيشون بمدينة نيويورك، وكانت الوفود الدبلوماسية، والإعلامية، والبرلمانية، والصحفية، في قمة بهجتها، وطاقتها، لأن هذه المرة، غير كل مرة، وفي هذا العام، إرتفع صوت الحق عاليا خفاقا، وتغير وتبدل كل شئ، فضلا عن وقفة الجالية المصرية، التي شهدت إنشاد الأغاني الوطنية، ورفع الأعلام المصرية. جدير بالذكر.. أن عدد المصريين المهاجرين إلى الولايات المتحدة، يتعدى 5 ملايين، يمكن إستثمارهم، من جانب الدولة المصرية، بما يحقق المساندة اللازمة، للإقتصاد المصري. وخصوصا أن مصر تتعرض لمؤامرة، لها أبعاد إقتصادية، وهذا هو الوقت المناسب، لتكاتف المصريين، داخل وخارج الوطن.

لقد قضيت الأيام الخمسة، في نيويورك، بصحبة رئيس مصر، ووفود مصر، رفيعة المستوى، بينما تتدفق الجالية المصرية، كل يوم، على مدى خمسة أيام متتالية، وكنت على علم أكيد، بل يقين تام، بجدول أعمال الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت لقاءات الرئيس، معلومة لدى الجميع، وكانت المفاجأة الكبرى، هى إختفاء الإخوان الظالمين، وكأن الأرض قد إبتلعتهم، ولم يكن متوقعا هذا التقهقر الغريب، فعندما كنا ذاهبين، لمقر هيئة الأمم المتحدة، توقفت لبرهة من الوقت، أنظر حولي مستغربا، وترجلت يمنة، ويسرة، أمام الأمم المتحدة، ودققت النظر، وزاغ البصر، فلم أجد سوى الوقفة الوطنية، من أبناء الجالية المصرية، بمشاركة أقباط المهجر المصريين، الذين خرجوا لإستقبال الرئيس، وعلى الجانب الآخر، وجدت أحد عشر شخصا، من الإخوان المفسدين، فأعدت النظر كرتين، ربما كان بصري خاسئا، فلم أجد سواهم، فقمت بعدهم، وضحكت من أشكالهم، وجوههم هزيلة، ومناظرهم كئيبة، رأيت الغل والحقد، يكاد يأكل من ينظرون إليهم من حولهم، نظرت إليهم قبل دخولي مقر الهيئة، وأنا أتسائل كثيرا، ضاحكا، مستبشرا. 

أين هؤلاء الشرزمة؟، لماذا إختفى الخائنون المغيبون؟ أين التائهون المشردون؟ أين الحاقدون الذين مكثوا يتوعدون؟ أين الإخوان، الذين أقسموا كذبا، بالويل والهلاك للقادمين، والدبلوماسيين، والإعلاميين، والبرلماننين الداعمين؟، أين تهديداتهم لنا نحن القادمون مع الرئيس؟، أين كاميراتهم الكاذبة، وفيدوهاتهم الملفقة، وتصريحاتهم المزورة، والجزيرة العميلة؟، أين المأجورون الباحثون عن فيديو يلاحقون به دبلوماسيا، أو إعلاميا، في شوارع نيويورك، من أجل بيعه للقنوات الإخوانية المضلة، والمواقع المضللة، نظير الكثير من الدراهم. هذه الأسألة لم تكن مثيرة للضحك، والسخرية وفقط، بل كانت مثيرة للشفقة، فهم غائبون ومغيبون. كنت أمام مقر فندق إقامة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ولم أجد غير عدد كبير من المصريين المقيمين بنيويورك، نظموا وقفة إحتفالية، تزامنًا مع حضور الرئيس، والوفود المرافقة له، وكذلك وجدت ستة أشخاص، من جماعة الإخوان، تشعر عندما تنظر إليهم، وكأنهم ينتظرون الإحسان والشفقة من أحد. إختفى الجميع، ولم تختفي أفكارهم السقيمة، وتوجهاتهم العقيمة، وخطوات الشيطان الضالة لديهم. فهذا الأردوغان التركي الأعمى، يعلن دائما كرهه، وحقده، للقيادة والجيش المصري، وهو عريان أبله، يجاهر دائما بالعداء لمصر المحروسة، لأنه يؤمن ويعتقد في سياسة المعايير المزدوجة، بدليل أنه أرسل وزير خارجيته، ساعيا للقاء وزير خارجيتنا المصري، السفير سامح شكري، مطالباً بل متوسلا، نسيان الماضي، والنظر في الحاضر، وفتح صفحة جديدة، من أجل آفاق جديدة، وهذه شهادة أكيدة، أن مصر القويمة، تصارع الزمن، وتسير على الطريق المستقيم، وتنطلق في الإتجاه الصحيح.

خلال رحلتي الدبلوماسية، بهيئة الأمم المتحدة، بنيويورك، تعمدت الجلوس، والحديث مع عدد كبير من المصريين، المقيمين فى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، الذين أتوا من كل ولاية، لمشاركة الوفد المصري، والرئيس المصري، والموقف المصري، ففرحت فرحا شديدا، لوعيهم، وعلمهم، وفقههم، وثقافتهم، ووطنيتهم، ومصريتهم، ومكانتهم، ومكارمهم، وسعيهم الدؤوب، لرفعة إسم مصر، وجيش مصر، ورفرفة علم مصر، أمام أعين هؤلاء الإنتهازيين، المهزومين، المعذبين، ممن باعوا ضمائرهم، ومبادئهم، للمرشد، وباعوا أنفسهم للشيطان. من هذا المنبر الإعلامي، أعلن كدبلوماسي دولي، أنني أخجل من هؤلاء الإخوان المنحرفين، نظير ماقدموه من أفعال، تتنافى مع الأخلاق، والشرع، والدين، والقانون، وأعلن كذلك من نفس المنبر، أنني أفتخر بهؤلاء المصريين المحترمين، الوطنيين، المقيمين في أمريكا، وخصوصا نيويورك، ممن لهم باع طويل، فى دعم مصر، ومن الذين قدموا صورة مشرفة لمصر، والوجه الحضاري، لأحفاد الفراعنة، والشكل الإيجابي، لأبناء الجالية المصرية في أمريكا، بصفة خاصة، والخلفية الحضارية، لجميع الجاليات المصرية فى الخارج. أرجو قراءة تفاصيل رحلتي الدبلوماسية، مع الرئيس السيسي، بجمعية الأمم المتحدة، بنيويورك، في سلسلة مقالاتي، تحت عنوان: (رحلتي مع الرئيس السيسي في نيويورك بالأمم المتحدة)، – (عن بعثتي الدبلوماسية بهيئة الأمم المتحدة)، – (شهادتي كدبلوماسي دولي بلقاءات الرئيس المصري في أمريكا)، – (على هامش حضوري بالجمعية العامة للأمم المتحدة)، – (النادي الدبلوماسي الدولي بنيويورك شاهد على الرئيس السيسي).
تحدثت مع عدد لا بأس به من الجالية المصرية، في هذه المرة الفائتة، منذ أيام معدودات سابقة، في شهر سبتمبر من عام 2016، وعدد من رجال الأعمال، المقيمين في أمريكا، ولكنني عاشرتهم كثيرا، وعاملتهم كثيرا، عندما كنت مقيما أثناء دراستي الجامعية بكاليفورنيا، وأثناء عملي الدبلوماسي بنيويورك، وواشنطن. وعندما تبادلت أطراف الحديث معهم، والتحاور إليهم، والتعمق فيهم، والتفاخر بهم، الكبراء منهم والصغار، المثقفين منهم والثائرين، علمت منهم بالدلائل، والبراهين، المثبتة، والموثقة، الخفية منها والمعروفة، السرية والمعلنة، أن فشل الإخوان الزريع، في هذا العام والأعوام السابقة، عرفت أين ذهب "إخوان نيويورك"، فغالبية من كانوا يقفون فى المظاهرة، ويتجولون فى الشوارع، لم يفعلوا ذلك عن إقتناع، وإنما مقابل أموال، كانت تدفع لهم من قيادات إخوانية، ومنظمات تركية، وقطرية، وحينما فشلت الوقفات فى الأعوام السابقة، فى إفشال زيارات الرئيس السيسي لنيويورك، تجميد المال، والتمويل الذي يتم تخصيصه للوقفات، والتنظيمات، والتحركات الإخوانية، وخصوصا أن الكثير منهم، مأجورين، وليسوا بإخوان، فالمأجورون منهم، إلتفتوا إلى مصالح أخرى، وهناك شريحة كبيرة من الإخوان، وبعض الأعضاء المنتمين للجماعات الإرهابية الأخرى، قد ملوا من الإنتظار، وأصابهم الإحباط، وعرفوا أنهم مخادعين، وتيقنوا أنهم خائبين، وإقتنعوا أن قيادات الإخوان، والجماعات الإرهابية الأخرى، الموجودين في أمريكا، وخارجها، ماهي إلا جماعات واهية، ومجموعات لاهية، وجماعة قاتلة، وكاذبة، وضعوا شبابهم في الخطوط الأولى، للمواجهة الحمراء، ورموا بهم في الظلم، والظلام، وقذفوا بهم في النار، والعار، والدمار.