كواليس الزيارة المفاجئة من ولي عهد أبوظبي للسيسي

تقارير وحوارات

السيسي ومحمد بن زايد
السيسي ومحمد بن زايد


وسط أجواء خيّم عليها الود المتبادل، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، أمس، في ميناء القاهرة الجوي.

عقد الزعيمان جلسة مباحثات مشتركة في قصر الاتحادية تطرقت إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن بحث التطورات السياسية إزاء قضايا المنطقة خصوصا ما يتعلق بالأوضاع في سورية والعراق وليبيا واليمن.

تعد زيارة محمد بن زايد هي الثالثة للقاهرة خلال 6 أشهر؛ حيث كانت الأولى في 21 أبريل الماضي، والثانية في 25 مايو الماضي.

"لم الشمل العربي"

بحسب عدة صحف إماراتية، كان الهدف الرئيسي للزيارة لم الشمل العربي، خصوصًا مع تصاعد الخلافات السعودية المصرية الأخيرة، بعد وقف شركة "أرامكو" النفط عن مصر، ونقل موقع "24" الإماراتي قول ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، بأهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه، والتيقظ من محاولات شق الصف بين الدول العربية الشقيقة سعيًا لزعزعة الاستقرار بالمنطقة.

محمد بن زايد أكد أن العلاقات بين مصر ودول الخليج تعد ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، مشددًا على موقف الإمارات الثابت من دعم مصر والوقوف إلى جانبها في مواجهة مختلف التحديات، كما تم التأكيد، خلال المباحثات، على أهمية بذل مزيد من الجهود بهدف التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من الدول العربية، بما يحفظ وحدتها وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات شعوبها، في إشارة إلى عدم التوافق بين مصر والسعودية حول الملف السوري.

وكانت العلاقات بين مصر والسعودية قد بدأت تأخذ منحنى آخر، بعدما قال عبدالله المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، إن تصويت مندوب مصر في مجلس الأمن وتأييد مشروع القرار الروسي يعتبر "أمرا مؤلما".


الأطماع الإيرانية والنفط كانا ضمن المفاوضات مع أنباء توجه القاهرة لطهران

صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلت عن مصدر مطلع قوله إن "لقاء السيسي وبن زايد، ناقش الأطماع الإيرانية في المنطقة، وضرورة وضع سياسات للحد من ذلك النفوذ خاصة في العراق وسورية، وشدد الرئيس السيسي على أن أمن الخليج امتداد لأمن مصر القومي، وأن القاهرة لن تقيم أية علاقات مع طهران على حساب دول الخليج".

وأشار المصدر إلى أن اللقاء تناول بحث الاتفاق الرسمي بين البلدين بشأن تزويد الإمارات لمصر بجزء من الحصة التي تحتاجها من المواد البترولية لمدة سنتين، على أن يكون الدفع بنظام "ربع السنوي".

يأتي ذلك بعدما بثت وكالة رويترز للأنباء خبرًا قالت إنه نقلا عن مصادر رسمية مصرية أن وزير البترول المصري طارق الملا توجه إلى إيران الأحد الماضي، لبحث شراء نفط ومشتقات من طهران مع توقف شركة ارامكو السعودية عن شحن المشتقات لمصر للشهر الثاني على التوالي.

وساطة بين القاهرة والرياض

الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلاقات الدولية، قالت إن زيارة ولي عهد أبو ظبي لمصر جاءت بعدما أدركت الإمارات خطورة الوضع المتأزم بين مصر والسعودية، وبالتالي تحاول إحداث انفراجة في هذه الأزمة.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن مصادر مصرية رئاسية، بأن الإمارات تقود وساطة بين القاهرة والرياض برعاية محمد بن زايد، تهدف إلى فك الجمود في العلاقات بين البلدين، موضحة أن تلك الوساطة جاءت بعدما ظهر زيارة مستشار الملك سلمان للقاهرة قبل نحو أسبوعين، لم تنجح في احتواء الأزمة. 
 
"بكر" أضافت في تصريحات صحفية، أن الإمارات حاولت التدخل لتكون همزة وصل، قبل تصاعد الأزمات في المنطقة ويدفع ثمنها الجميع، خاصة أن الموقف العربي المعقد لا يحتمل أزمة جديدة بين مصر والسعودية.

وترى "بكر"، أن دولة الإمارات تلعب دورًا إيجابيًا في ترطيب الأجواء بين مصر والسعودية من أجل المصلحة السياسية، وذلك لإطلاع الإمارات ببعده الإيجابي مع مصالحها وتوجهها في مواجهة التطرف بكل اشكاله.

طلب السيسي من الإمارات بشأن السعودية

نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر مطلعة قولها إن سبب الزيارة هو "إتمام المصالحة المصرية ــ السعودية" بعد توتر في العلاقات استمر عدة أسابيع وتصاعد خلال الأيام الماضية.

وقالت الصحيفة، إن الجلسة في الصالة الرئاسية تمخض عنها سفر وفد إماراتي بطائرة خاصة إلى الرياض للقاء مسؤولين سعوديين، لغرض المصالحة نفسها، علما بأن القطعية في العلاقات وصلت إلى مستويات عليا، في ظل طلب السيسي اعتذارًا سعوديًا واضحًا عن "التجاوز الذي حدث بحق مصر، وتلقي اتصال من الملك سلمان ونجله محمد".

صحيفة "الأهرام" الرسمية عن زيارة بن زايد

قالت صحيفة "الأهرام"، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبي، القاهرة أمس، ومحادثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، تأكيد جديد لمدى خصوصية وتميز علاقات الدولتين، وهى الخصوصية التى استمرت بين الدولتين، منذ إنشاء الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدولة الإمارات فى عام 1971.

وأضافت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم، "لا شك فى أن الرئيس السيسى، والشيخ محمد بن زايد، قد تناولا فى محادثاتهما، تطور أوضاع المنطقة فى أعقاب فوز الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، وهو ما ستترتب عليه نتائج كبيرة، سواء فى الشرق الأوسط كله، أو فى منطقة الخليج.

وتابعت أنه تناولت المباحثات سبل تعزيز علاقات الدولتين، على ضوء المساندة الكريمة التى قامت بها الإمارات لمصر منذ ثورة 30 يونيو، والإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، التى سعت لتخريب مصر.

وختمت الصحيفة تأكيد الشيخ محمد بن زايد، فى كل حديث له عن مصر، أنها ركيزة الاستقرار بالمنطقة، وصمام الأمان، لما تمثله من ثقل سياسى واستراتيجى، وهو ما يحتم مساندتها.

مقال "الأهرام" الافتتاحي يتوافق مع رأي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة، وقوله إن زيارة بن زايد "مهمة" خاصة أنها جاءت في توقيت يشهد تغير القيادة في البيت الأبيض، ومن المتوقع أن تشهد المنطقة العربية تطورًا إزاء كثير من ملفاتها المفتوحة، لذا كان التوافق حول الملفات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط هو عنوان المباحثات.

علاقة مصر والخليج ركيزة لاستقرار المنطقة

على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، علق النائب مصطفى بكري على الزيارة، بأنها دليل على موقف الإمارات الواضح والصريح تجاه مصر وثورتها العظيمة في المحافل الإقليمية والدولية.
 
وقال بكري: "إنها زيارة لها دلالتها في هذا الوقت، فالإمارات لا تزال تواصل دورها في دعم مصر ومساندتها، لقد كان للإمارات ولا يزال موقفها الواضح والصريح تجاه مصر وثورتها العظيمة في المحافل الإقليمية والدولية".
 
وتابع: "الزيارة سوف تأتي في إطار التشاور المستمر بين البلدين، والموقف من القضايا الإقليمية والعربية وتحديدًا في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وأيضًا الموقف من العلاقات الخليجية الإيرانية إضافة إلى تطور العلاقات الثنائية بين البلدين".

وأعلنت الخارجية الإماراتية أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، والتشاور المستمر بينهم في كل المجالات لتعزيز هذه العلاقات وتنميتها بما يحقق مصالحهما المشتركة، وبما يخدم مصالح الأمة العربية.
 
وأوضحت أن القيادة السياسية في الإمارات تتبنى دائمًا مواقف داعمة تجاه الشقيقة مصر، حيث إن العلاقة بين البلدين تتخطى دائمًا كل الأطر التقليدية، فتصل إلى آفاق أرحب وأبعد وتخوم غير مسبوقة ومستويات عالية من التعاون والتناغم والتنسيق المشترك.

موقع "العربية" السعودي ركز على تصريح الشيخ محمد بن زايد بأن علاقة مصر بدول الخليج هي ركيزة لأمن واستقرار المنطقة، ونقلت بيان الرئاسة المصرية تحت عنوان "لم الشمل العربي" و"تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والإمارات".

"مصر والإمارات تؤكدان ضرورة تعزيز جهود لم الشمل العربي"، كان العنوان الرئيسي لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، ونقلت بيان الرئاسة المصرية، والذي شدد على ضرورة تعزيز جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف والعمل على احتواء الخلافات القائمة إزاء سُبل التعامل مع التحديات التي تواجه الوطن العربي، من خلال مد جسور التواصل والتعاون والحوار بما يحقق التوافق العربي المنشود، وأهمية بذل مزيد من الجهود بهدف التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من الدول العربية، بما يحفظ وحدتها وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات شعوبها.

زيارة ناجحة

صحيفة "العين" الإماراتية، رأت أن زيارة الشيخ محمد بن زايد القصيرة للقاهرة كانت ناجحة، وشهدت تطابق رؤى البلدين بشأن ضرورة تعزيز جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف والعمل على احتواء الخلافات القائمة إزاء سُبل التعامل مع التحديات التي تواجه الوطن العربي.

ونقلت الصحيفة، اتفاق محمد بن زايد والسيسي على ضرورة توحيد الصف العربي لمواجهة الأزمات، وتأكيد الرئيس السيسي وقوف القاهرة بجانب الإمارات ضد أي أخطار.