هل يؤثر ارتفاع أسعار البناء على العمل العقاري؟

تقارير وحوارات

مواد البناء
مواد البناء


شعبة الأسمنت: الخامات المستوردة المستخدمة في الصنع سبب ارتفاع أسعار مواد البناء
عباس: ارتفاع ضريبة المبيعات أثرت على مواد البناء
مهندس: ارتفاع أسعار مواد البناء أدى إلى توقف تنفيذ المشاريع
الشافعي: توقف المواطنين عن البناء.. ووقف حال معظم المقاولين

أثار ارتفاع أسعار مواد البناء "الحديد والأسمنت ، استياء أصحاب الشركات والعاملين بهذا المجال، بعدما شهدت هذه الأسواق، ركوداً ووقفاً لتنفيذ المشاريع.

وارتفع سعر الحديد والأسمنت اليوم الإثنين، مع ارتفاع ملحوظ في سعر الدولار في السوق السوداء حيث أن الثنائي مرتبط ببعضهم البعض، حيث وصل سعر الحديد اليوم في شركة حديد عز بات 8868، بينما سعر الحديد في شركة حديد المصريين 8600جنيهاً ، وسيكون سعر الحديد في شركة بشاي 8920 جنيهاً.

اما سعر طن الاسمنت المسلح 755 جنيهاً مصرياً واسمنت حلوان 810 جنية واسمنت 810 جنيهاً واسمنت العامرية العادي، أما أسمنت السويس فهو مرتفع حيث صل سعره إلي 820 جنيهاً.

وترصد "الفجر"، فيما يلي، تباين أراء بعض المختصين في مجال البناء حول هذه القضية الشائكة.

الخامات المستوردة 

قال مدحت اسطفانوس، رئيس شعبة مصنعي الأسمنت بإتحاد الصناعات، إن ارتفاع أسعار الأسمنت المحلي، ترجع إلى ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، نظرًا لأن الخامات المستخدمة في "شكارة" الأسمنت مستوردة، كورق الشكارة نفسه التي يتم تغليف الأسمنت به، بالاضافة إلى الحبر المستخدم في الكتابة على ورق التغليف، والمدخلات في الصناعة كالفحم.

وأضاف" اسطفانوس"، في تصريح لـ"الفجر"، أن معظم المدخلات في صناعة الأسمنت والحديد خامات مستوردة، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الحديد ترجع لتدخل خام  "البليت" في صناعته والتي يعد سعره مرتفع عالميًا، حيث إن أسعار منتج الحديد علي وجه الخصوص ترتبط بالأسعار العالمية ولا تتدخل في الأسعار المحلية بالمصانع.

وتابع رئيس شعبة مصنعي الأسمنت بإتحاد الصناعات، أن ارتفاع أسعار مواد البناء أدت إلي ارتفاع أسعار العقارات بنسبة 20 %،  مما أثرت بالسلب على مجال المقاولات، متوقعًا أنها ستؤثر أيضًا على مجال الاستثمار العقاري في مصر في الفترة المقبلة.

سعر الطاقة

في السياق ذاته أوضح مجدي عباس، رئيس مجلس اداره الشركه المتحده لتجاره الأسمنت، أن الأسمنت ليس صناعة محلية بنسبة 100%، وإنما يدخل في تكوينه بعض المواد الخام المستوردة، لذا ارتفاع سعره ووصوله إلى 800 جنية اليوم يرجع لاستيراد الخامات المستخدمة بداخله، بالاضافة إلى ارتفاع سعر الطاقة "الغاز" المستخدم في الأفران الخاصة لصناعة الأسمنت.

واستطرد"عباس" في حديثه لـ"الفجر" قائلاً : " إن الفحم المستخدم في الفرن لصناعة الأسمنت وصل سعره إلى 300مليون جنيه حاليًا عقب ارتفاع سعر الدولار، نظرًا لأنه مستورد، وبالتالي بيؤثر على ارتفاع سعر الأسمنت، بالاضافة إلى الصيانة الدورية للمستلزمات الإنتاج، وفرض رسوم إضافية على كل حبة طفلة  بتخرج من المحاجر، بشكل مضاعف، جميعها أسباب تؤثر على ارتفاع سعر الأسمنت".

ضريبة المبيعات

وأشار رئيس مجلس اداره الشركه المتحده لتجاره الأسمنت، إلى أن ارتفاع نسبة القيمة المضافة ووصلها 80 جنيه بدلا من 25 جنيهًا على طن ضريبة مبيعات أثر أيضًا على ارتفاع سعر مواد البناء بشكل عام لأن من الصعب تحمل المصانع هذا الفرق.

وتابع" عباس"، أن مصانع الأسمنت بتنتج 60 طن ولم تستطيع بيع 30 طن، بسبب ارتفاع  الأسعار، مؤكدًا أن حتى شركات المقاولات وقفت شرائها للأسمنت ومواد البناء، معلقًا: "المخازن مليانة بشكاير الأسمنت ومحدش بيقرب منه، ووصل حال الشركات للأرض بسبب ارتفاع سعر الدولار، وعدم توفر المواد الخام الدخيلة في الصنع محليًا".

خسائر

من جانبه قال إسلام حلمي، مهندس معماري بإحدى شركات المقاولين، إن ارتفاع أسعار مواد البناء أزمة تواجه شركات المقاولات وتهدد سرعة انجاز المشاريع القومية، مما يتطلب لتدخل سريع من الحكومة للعمل على حل الأزمة وتوفر خامات الصنع للاعتماد على الإنتاج المحلي.

وأضاف"حلمي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن الخسائر أصبحت تلاحق شركات المقاولين نتيجة الغلاء الجنوني للأسعار بعد وصول سعر طن الحديد إلي 8700 جنيه للطن، والأسمنت إلى 800 جنيه، مؤكدًا أن المشاريع المفترض كانت تنتهي الشهر الجاري لازالت واقفة بسبب عدم توفر مواد البناء بعض ارتفاع أسعارها.

وأوضح المهندس المعماري، إلى أن معظم شركات المقاولين وقفت تنفيذ بعض المشاريع، لأن  نسبة الزيادة علي المشروعات وصلت إلي20% عن أسعار المناقصات، وأصبح المقاول ليس أمامه سوى تحمل الخسائر أو توقف المشروعات.

وقف حال المقاولون

من جانبه قال ناصر الشافعي، أحد اصحاب شركات المقاولات، إن ارتفاع سعر الدولار، أجبر "المقاولين"، على التوقف عن البناء لعدم استطاعتهم على تحمل تكاليف الحديد والأسمنت التي ارتفعت بشكل باهظًا في الأونة الأخيرة، مكتفين بالمشاريع والأعمال القائمة متحملين خسائرها.

وأضاف" الشافعي"، في حديثه، لـ"الفجر"، أنه منذ شهرين غير قادر على شراء مواد البناء خاصة الخامات التي ارتفعت الضعف، موضحًا أن "المون" ارتفعت سعرها من 95جنيهًا إلى 155 جنيه، مما أدى إلى ركود في السوق، قائلاً: "الناس مجرد ما بتيجي تسأل على تكاليف البناء وتعرف سعر البناء بتمشي وما بترجعش تاني، وده وقف حالنا ولا بقينا بنبني ولا حتى عارفين نكمل المباني اللي اتفقنا عليها"، مؤكدًا أن كثير من زملائه أغلقوا شركات المقاولات الخاصة بهم.