داعش استخدم الأسلحة الكيماوية نحو 52 مرة في العراق وسوريا

عربي ودولي

بوابة الفجر


كشف تقرير جديد، صادر عن مركز الأبحاث الاستخباراتي "آي إتش إس" ومقره لندن، استخدام تنظيم داعش الإرهابي الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك الكلور والكبريت والخردل، 52 مرة على الأقل بالمعارك الدائرة في سوريا والعراق منذ ظهوره في عام 2014.

وأكد مرصد الصراع التابع لمؤسسة "آي إتش إس"، المعنية بجمع المعلومات الاستخبارية والخدمات التحليلية "وقوع أكثر من ثلث تلك الهجمات الكيماوية في الموصل وضواحيها"، وهي معقل التنظيم في شمال العراق، وذلك بحسب صحيفة الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء.

وأعرب المسؤولون العسكريون الأمريكيون والعراقيون عن تزايد القلق والتحذير بشأن وقوع هجمات كيماوية أخرى مع الضغوط التي تمارسها قوات التحالف لاستعادة الموصل والرقة، عاصمة التنظيم الإرهابي في سوريا.

قلق متزايد
وقال المتحدث العسكري الأمريكي في العراق العقيد جون دوريان، في رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني يوم الإثنين: "يشعر التحالف بالقلق إزاء استخدام داعش للأسلحة الكيماوية. واستخدم التنظيم الإرهابي تلك الأسلحة في العراق ثم في سوريا في الماضي، وإننا نتوقع منه أن يستمر في استخدام هذه الأنواع من الأسلحة في المستقبل".

وأكد العقيد دوريان، أن مقدرة التنظيم الإرهابي على استخدام الأسلحة الكيماوية "بدائية"، وأن القوات الأمريكية والعراقية وغيرها من قوات التحالف الدولي مجهزة للتعامل مع الآثار الناجمة عن مثل تلك الهجمات الكيماوية، وهي في المعتاد تكون هجمات بالصواريخ، أو قذائف الهاون، أو القذائف المدفعية المليئة بالمواد الكيماوية. والآثار الناجمة عن الذخائر الكيماوية اقتصرت حتى الآن على المناطق التي سقطت عليها.

وكان من المتوقع نشر تقديرات مؤسسة "آي إتش إس" البريطانية في المجال العام أمس الثلاثاء. وحصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على نسخة مسبقة من التقديرات وموقع الـ52 هجمة بالأسلحة الكيماوية. ولم يتطرق التحليل إلى الحالات وفق نوع الهجوم الكيماوي.

وفي محاولة للحد من قدرات تنظيم داعش على تصنيع تلك الأسلحة، تمكنت حملة جوية تقودها الولايات المتحدة من قصف المسلحين المعنيين بالإشراف على إنتاج هذه الأسلحة إلى جانب المنشآت التي يجري فيها تصنيع الذخائر الكيماوية. وفي سبتمبر (أيلول)، على سبيل المثال، هاجمت مقاتلات الحلفاء مصنع للأدوية في شمال العراق يعتقد أن التنظيم الإرهابي كان يستخدمه في إنتاج الأسلحة الكيماوية.

تحذيرات
ومع تقدم القوات العراقية في مدينة الموصل، يحذر المحللون من أن داعش قد يطلق العنان لمزيد من الهجمات الكيماوية مع فقدانه السيطرة على الأراضي. ونجحت القوات العراقية في استعادة السيطرة على ثلث مساحة مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية.

وقال كبير المحللين ورئيس مرصد الصراع في مؤسسة "آي إتش إس" كولمب ستراك: "مع فقدان داعش الأراضي حول الموصل، هناك خطر كبير لأن يستخدم التنظيم الأسلحة الكيماوية لإبطاء وتيرة الهجمات وإضعاف معنويات قوات العدو. ولأن يجعل منهم مثالاً وينتقم من المعارضين المدنيين داخل المدينة.

ووقع ما لا يقل عن 19 هجوماً من أصل 52 هجوماً كيماوياً في الموصل وضواحيها، وفقاً للبيانات الصادرة عن مؤسسة "آي إتش إس"، ولكن التقديرات أشارت إلى انخفاض في عدد الهجمات قبل بدء هجوم القوات العراقية على المدينة.

وأردف ستراك: "كانت الموصل هي مركز إنتاج الأسلحة الكيماوية لدى التنظيم الإرهابي. ولكن تم إخلاء أغلب المعدات والخبراء إلى سوريا في الأسابيع والشهور السابقة على هجوم الموصل، إلى جانب القوافل التي تضم كبار أعضاء التنظيم وعائلاتهم".

هجمات النظام
وليس تنظيم داعش هو اللاعب الوحيد في الصراع السوري الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية، فلقد نفذت الحكومة السورية أيضاً عدة هجمات بالأسلحة الكيماوية من قبل.

وذكر في تحقيق مشترك أجرته الأمم المتحدة ومركز دولي لرصد الأسلحة الكيماوية في أغسطس (آب) الماضي، أن المروحيات العسكرية السورية ألقت بقنابل تحتوي على غاز الكلورين على المدنيين في هجمتين على الأقل خلال العامين الماضيين.

وبدءاً من العام الماضي، أكد مسؤولون أمريكيون الحالات الأولى لاستخدام خردل الكبريت من قبل تنظيم داعش، وهو الغاز المستخدم في الحرب الكيماوية، والعثور على بقايا غاز الخردل في شظايا القذائف المنفجرة والمستخدمة في شن هجمات للتنظيم في سوريا والعراق.

وأظهرت الاختبارات المعملية، التي أجريت أيضاً على قصاصات من ملابس الضحايا، وجود آثار لنوع متدهور جزئياً من كبريت الخردل المقطر، وهي المادة المحظور استخدامها دولياً وتعمل على حرق جلود الضحايا، وتغلق ممرات التنفس، وتصيب بالعمى.