أردوغان يطفأ حرائق الإسرائيليين .. وخبراء: ما فعله الرئيس التركى يؤكد دخول الدولتين في شراكات لا نهاية لها

عربي ودولي

حرائق اسرائيل - ارشيفية
حرائق اسرائيل - ارشيفية


ها هو"رجب طيب أردوغان" الرئيس التركي الذي لطالما ملأ أذاننا أنه عدوا لدودا لإسرائيل، بل لم يكن يترك مناسبة تديرها الكاميرات من كل جانب، إلا ويصدع رؤوسنا بأنه الحامي للعرب والمسلمين، وحامي حمى القضية الفلسطينية، لكن يبدو أن الرجل  الذي تربى في كنف جماعة الإخوان المسلمين، والتي تدعي أنها دائما ما ربت أبنائها إلا على الكفر بإسرائيل وضرورة الإنهاء عليها، هو الآخر يتلاعب ويكذب، كما كذب من قبله أبناء جماعته، إذا أن أردوغان لم يعد، مجرد صديق للكيان الصهيوني وإنما بات، أخا وصديقا وصهرا عظيما.






أردوغان يفيض بعطفه على حرائق إسرائيل

اندلعت منذ الأمس الحرائق الإسرائيلية اللافتة للنظر جدا، والتي كشفت عن الكثير من الأمور التي كانت تشرد عنها الأذهان، كما يؤكد متابعون، ومن أكثر الأمور أهمية، هو بروز رجب طيب أردوغان في المشهد الحاصل، إذا أن دولة الاحتلال، لم ترى أفضل منه وتناديه كي يساعدهم في إخماد حرائقهم، مما يؤكد الانقلاب الكامل في سياسات الرجل تجاه قضايا المسلمين، التي يتاجر بها، كما جاء على ألسنة الكثير من المحللين، بل ويؤكد أيضا أن أردوغان دخل في شراكة أبدية، مع العدو الصهيوني، تحتويها العلاقات الأخوية، والطيبة، وإذابة العداوة التي لم تكن موجودة بالأساس.

المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي "أوفير جندلمان"  كان على موعد عاطفي ليكشف عن مدى طيبة قلب الرئيس التركي، إذا أكد بذاته على صفحات التواصل الاجتماعي، أن تركيا عرضت على إسرائيل إرسال طائرة إطفاء كبيرة وقبلت إسرائيل العرض التركي، بل أفصح عن مدى الحب المتعانق بين رئيسه نتنياهو، وبين الرئيس التركي، حيث أعرب الأول عن فرحه وتثمينه مجهودات الرئيس التركي في إبرازه هذا العرض والمساعدة التي تقدمها الحكومة التركية.






مقابلته مع التلفزيون الإسرائيلي تفصح عن الكثير 

لم تكن إطفاء الحرائق هي الأمر المفاجئ، لخليفة الإخوان، رجب طيب أردوغان، إنما سبقها لقاء تلفزيونيا أجراه مع القناة الإسرائيلية الثانية، وهو ما لم تفعله الكثير من الدول العربية، ولم يجرأ أحد أن يفعله إلى الآن.

أوساط فلسطينية ، أعربت عن امتعاضها وخزيها، الشديد من حديث الرئيس التركي، مع القناة الإسرائيلية، الذي أفصح عن وجهه الحقيقي تجاه القضية الفلسطينية، وعن مدى قربه الشديد من وجهات نظر الكيان الصهيوني، حيث أكد أنهم يهتمون برفع الحصار عن غزة، إلا أنه في الحقيقة وكما أكدت جريدة القدس الإخبارية، على لسان  الكاتب سعيد الحاج، أن حديث أردوغان يعد كذبا، قائلا " الحصار لم يرفع عن قطاع غزة، وكلام أردوغان غير دقيق".





القدس مدينة للأديان الثلاثة بما فيها اليهودية

اردوغان اعترف أيضا أن القدس مدينة مقدسة للأديان الثلاثة، وهو ما يؤكد شرعنة الكيان الصهيوني فيما يراه من حقه التاريخي، في احتلال تلك المنطقة، فضلا عن اعترافه بأن المسجد الأقصى، مكان عبادة مقدس للأديان الثلاثة، أيضا، وصف الكاتب هذا الأمر بالخطاب الجديد لأردوغان والخطير جدا، مؤكدا أنه لا حق لليهود في المسجد الأقصى، وهو ما أثبتته أيضا منظمة اليونسكو في الأيام القليلة الماضية.

 




ما فعله أردوغان سابقة تاريخية 

وفي سياق ما سبق أكد الدكتور "حسن وجيه" أستاذ العلاقات الدولية أن رجب طيب أردوغان ما فعله تجاه الكيان الصهيوني يعد سابقة كبرى له في تاريخ علاقاته مع إسرائيل، مؤكدا أن هذا التوجه جاء بعد إحساس أردوغان بأنه قد ينكسر في أي لحظة من خلال الانقلاب الذي قام عليه، في غضون الشهور الماضية، وهو ما جعله يفكر بجدية تقوية التعاون مع البلاد المعادية مثل إسرائيل.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن طلب نتنياهو من رجب طيب أردوغان، أن يساعده في إخماد الحريق يعد أيضا من أكثر الأمور التي كشفت عن نيات أردوغان الحقيقة تجاه الكيان الصهيوني، وهو تمديد الشراكة اللي ما لا نهاية مع إسرائيل، إذا أن العلاقات أصبحت أخوية للغاية.

وأوضح أن هذا يبين كذب أردوغان فيما كان يدعيه طوال الوقت، من أنه يعمل لصالح القضية الفلسطينية، وقضايا العرب، ولكن أصبح أردوغان يبيع كل شئ في سبيل الحفاظ على منصبه من الزوال.






العلاقات ممتدة دائما وتركيا تستفيد من قمع المقاومة الفلسطينية

من جانبه أكد "محمد حامد" الباحث في الشأن التركي، أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل لم تتوقف على الإطلاق، خاصة في الجانب الأمني والعسكري، والتجاري، موضحا أن موقف تركيا من الحرائق، يعد أمرا مفروضا خاصة أن تركيا تعد عضوا في الناتو، وبالتالي فإنها تدخل ضمن الالتزامات على تركيا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تركيا تخالف أوروبا بكاملها، في عدم فرض قيود على المنتجات الإسرائيلية التي تأتي من المستوطنات الإسرائيلية، مبينا أن الحكومة التركية في عهد أردوغان ، وقبل عهده، لم تقطع العلاقات على الإطلاق سوى السياسية، وذلك بقصد المظهر فقط، بل جميع العلاقات ما بين الطرفين، تعد من أقوى العلاقات وأشدها.

وكشف حامد عن سر خطير في العلاقة ما بين الجانبين، موضحا أن تركيا تستفيد من تجربة إسرائيل في قمع المقاومة الفلسطينية التي تحترفها إسرائيل عن جدارة، وذلك للاستفادة منها في قمع الأكراد بالداخل التركي.






يقيم علاقات أبدية مع إسرائيل

كما أكد الدكتور "سعيد اللاوندي" خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن تعامل أردوغان مع الحرائق الإسرائيلية يعد أمرا طبيعا، من قبل أردوغان، خاصة أنه يقيم علاقات كاملة وقوية للغاية مع الكيان الصهيوني.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن التعاون بين أردوغان وبين إسرائيل، أصبح قويا للغاية، وأن ما حدث من استدعاء الطيران التركي لإطفاء الحرائق الإسرائيلية، يؤكد أنهم يدخلون في شراكة قوية للغاي، ستمتد كثييرا.

وشدد اللاوندي، أن هذا يؤكد كذب أردوغان في تصريحاته الدائمة، أنه يدافع عن القضية الفلسطينية، وأنه يعد عدوا للإسرائيليين، موضحا أن أردوغان يتلاعب بالقضايا العربية، ولا يجب تصديقه في أي شيئ على الإطلاق.