وزارة الثقافة الفلسطينية تطلق برنامج القارئ بالشراكة مع بلدية رام الله

الفجر الفني

بوابة الفجر


أطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية،والإدارة العامة للآداب/ قسم أدب الأطفال، ودائرة المكتبات، بالشراكة مع دائرة الشؤون الثقافية والمجتمعية في بلدية رام الله، برنامج القارئ.

 

 يأتي البرنامج ليعزز فكرة القراءة بطريقة مغايرة من خلال طرح نماذج للقارئ العادي، من ربة البيت، إلى سائق التاكسي، إلى حارس الحديقة، إلى الطالب الجامعي، وتنظيم لقاءات لهؤلاء القراء مع طلبة المدارس، على اعتبار أن القراءة بحد ذاتها فكرة ريادية حتى وهي تصب في خانة العادي، عندما يتم كشف الغطاء عن كونها ظاهرة أسرية ومجتمعية، وقبل كل ذلك شخصية، تربوية.

إنها تماما بالصورة التي قدمها جمعة كراجة، طالب جامعي، سنة أولى إعلام، في جامعة بيرزيت، والذي به افتتح برنامج القارئ نشاطه الأول، في المدرسة الانجيلية، حيث نظم لقاء ضمه مع طلاب الصف الثامن في المدرسة، ليتحدث عن تجربته في القراءة، التي كانت بدايتها في الصف الثالث الإبتدائي مع كتابي " جنان في بيت يا ليت" للكاتبة السويدية أستريد ليندغرين و" آن في المرتفعات الخضراء" لمونتغمري. تقول الكاتبة أحلام بشارات، رئيسة قسم أدب الأطفال، إنها الصورة التي طفت في رأسي وأنا أفكر بفكرة البرنامج؛ الجد كراجة الذي كان، كما سرد حفيده، ينفعل وهو يناقش أحفاده في أمر ما، فلا يجد لديهم المعلومات الكافية عنه، فيسرع إلى مكتبته، ليخرج منها أحد الكتب، مثل كتاب فلسفة الأخلاق لنيتشه، ويغرق في تصفحه، لنهار كامل أحيانا.

 

لسنوات ظل يفعل ذلك، وكرر الأمر مع الأحفاد كلهم، ولم يكتشف أي منهم، أن جدهم كان أميا، لا يقرأ ولا يكتب، إلا بعد وفاته! كانت تلك حيلة الجد لينشئ أولاده وأحفاده على حب القراءة، وهو يحثهم على تركيب رفوف المكتبة قبل أي قطعة أثاث أخرى في أي بيت يسكنونه.

 

وقالت احلام بشارات رئيسة قسم أدب الطفل في وزارة الثقافة: كنت فخورة وأنا أسمع قصة الجد التي يرويها الحفيد، كأنها قصتي، وشعرت بأننا لا نخترع شيئا ونحن نقوم على تفعيل هذا البرنامج، بل نفتح النافذة للفكرة كي تطير، وهذا أحد الأداور الحقيقية لوزارة الثقافة.

 

وأضافت: بلدية رام الله، كانت شريكا قويا دائما، من خلال برامج أخرى عمل عليها قسم أدب الأطفال بالتنسيق مع مكتبة الأطفال والنشاطات في البلدية لأكثر من سنة، مع رئيسة القسم المكتبية هامة فريج، لذا فكرنا أن تكون البداية من مدارس رام الله، بالشراكة مع البلدية، لتعميم التجربة لاحقا، على المحافظات الأخرى، من خلال مكتبات البلديات، ومكاتب وزارة الثقافة في المحافظات، والمدارس في كل محافظة.

 

أما أكثر كتابين حظيا بقراءة جمعة كراجة، الضيف الأول الذي يستضيفه البرنامج، فكانا كتابي: الخيميائي (رواية لباولو كويلو)، الذي قرأه ست عشرة مرة، وكتاب فلسفة المواجهة خلف القضبان الذي حظي بقراءته أربع عشرة مرة.