ننشر رسائل "الحاج" و"كنفاني" في عشق غادة السمان.. أحدهم حب من طرف واحد والآخر تلاعبت بمشاعره (صور)

تقارير وحوارات

غادة السمان
غادة السمان



اعتبره البعض حبًا من طرف واحد، تلك هي العلاقة التي جمعت بين الشاعر الراحل أنسي الحاج والروائية السورية غادة السمان، وذلك بعد أن أفشت الروائية عن العلاقة التي جمعتهما في كتابها "رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان"، والذي يباع، حاليا، في معرض بيروت للكتاب.
 
حب من طرف واحد
ولم تكن تلك العلاقة هي الأولى بين "السمان" ومشاهير الأدب فسبقها علاقة حب بالأديب الفلسطيني غسان كنفاني ولكن هناك فرق بين العلاقتين، فيقول الشاعر والناقد اللبناني عبده وازن: "لا يمكن المقارنة بين رسائل كنفاني ورسائل الحاج ولا يمكن المقابلة بين قصة كنفاني وقصة الحاج.. الأول أحب غادة حبًا حقيقيًا وبادلته غادة الحب مبدئيًا بينما أحب الحاج غادة حبًا ظل ملتبسًا، ولم تبادله هي هذا الحب".
 
فيما يقول أسعد أبوخليل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية كاليفورنيا، إن غادة السمان كانت تتلاعب بعواطف غسان كنفاني وتخدعه، هناك جانب غير ظريف البتّة في علاقة غادة السمّان بغسّان كنفاني، ولا أدري ما كانت طبيعة علاقة السمّان بأنسي الحاج لكن هناك ما هو أكيد".
 
 
إفشاء سر "الحاج"
ورغم عدم مبادلة غادة السمان الحب مع "الحاج" وكذلك قدم العلاقة التي ترجع إلى عام 1963، إلا أنها أذاعت سره في كتابها وهو ما أثار جدلًا لأن كان متزوجًا ولديه ابن وابنة، وقتها، وكان يكتب في مجلة الشعر وصحيفة النهار، وهو متوفي أيضًا في 2014.
 
رسائل "الحاج" لـ"السمان"
ويقول "الحاج" في رسائله لغادة السمان، حسب ما ذكرت الروائية في كتابها: "المسألة بحاجة إلى وضوح وأنا إلى فهم: أن يفهمنى أحد وأن أفهم نفسى لم أشعر كهذه المرة بالرعب أمام حالى..إنها المرة الأولى التى يجرفنى فيها الشعور إلى هذا الحد الرهيب بأننى على وشك الجنون فلقد كنت دائما مع نفسى حتى فى أحلك ظلماتها، كنت دائمًا وحيدًا ومع هذا كنت أحيطها وتحيطنى وأعلم أن فىّ شيئَا جيدًا هو حصانتى وهو قيمتى وهو خلاصى فى النهاية، والآن يبدو لى أننى أضعت كل شىء، أضعت حتى أسرارى، وأنا أيضًا أضعت فى نفسى، هل تدركين معنى هذا؟ لقد تمرد فىّ وعلىّ.. تمردى القديم على العالم، التمرد الذى كنت بواسطته أرد الفعل، وأندلع من قلب وحدتى كالنار".
 
ومن بين الرسائل أيضًا: لا أستبعد أن تكون هذه الأفكار، وغيرها أمرّ، قد راودتك في مناسبات أخرى. فقد كانت معظم مواقفي الظاهرية معك مواقف ناقصة تحمل كثيرًا على الشك وأحيانًا على الاستخفاف والألم والرغبة في تأكيد الذات بنوع من القسوة حتى لا أقول الظلم،لكن، يا عزيزتي (يا لهذه اللفظة السخيفة!) دعيني أوضح مرة أخرى، وأرجو أن لا تضجري.

أما عن الرسائل الأكثر رومانسية يقول "الحاج" بها: قبل أن أتصل بك للمرة الأولى كنت أعلم، لكن ربما أقل من الآن، أنني بحاجة إلى إنسان. بحاجة إلى إنسان يتناسب، في ذكائه وإحساسه وطاقاته جميعًا، الإيجابية منها والسلبية، مع ما أنا فيه، وما سأصير فيه. وفكرت طويلًا. ورفضتُ، شيئًا بعد شيء، كل الحلول التي مرّت بفكري.

ورفضت كل الأشخاص، ممّن أعرفهم وممّن لا أعرفهم، الذين استعرضتهم. وعندما اتصلت بك للمرة الأولى كنتِ ما تزالين مجرد إمكانية غامضة، لكن قوية. وظلّت هذه الإمكانية غامضة عندما قابلتك للمرة الأولى. وظلّت غامضة أيضًا عندما قابلتك في المرة الثانية، لكنها ازدادت قوة. وفيما بعد، أصبحتِ أنت التجسيد للإنسان الذي أنا بحاجة مصيرية ملحّة وعميقة وعظيمة ورهيبة إليه. أصبحتِ أنتِ هذا الإنسان لا لأنني أنا صنعتُه منكِ، فحسب، بل لأنك كنتِ أهلًا لذلك. كنتِ أهلًا لذلك رغم أنّك ما تزالين، بالنسبة لي، منغلقة على نفسك ترفضين الخروج إليّ بالعري الذي أشتهيه وأريد أن أتحمّل وزره.
 
رسائل "كنفاني" لـ"السمان"
أما عن الرسائل التي أفشتها غادة السمان لـ"كنفاني" فيقول فيها: " أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تُعاش..وتُحس وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين...ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلى الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك.

دليل خداع غادة السمان
وحسب رسائل "كنفاني" نجد دليلا على تلاعبها بمشاعره، فيقول: "إن شراستك كلها إنما هي لإخفاء قلب هش، لا حدود لهشاشته، ذات يوم ستصل أصابع امرأة ما إليه وستطحنه..وإذ تجيء يومها إليّ سأفهمك وحدي".

وتابع: معركتنا خاسرة، إذن فلنعمل على ربحها إلى أن تجيء اللحظة . الزمن ضدنا فلنستعمله طالما هو معنا . اللقاء مستحيل فلنتلاق حين يكون ذلك ممكناً. سنخسر كل شيء فلنربح الزمن كي لا نندم. البكاء قادم، علميه أن الزيف هو جواز المرور الأكثر حسماً، وأن الدنيا هراء يكسب فيها من ينزلق على سطحها".