" أسبار الدولي" يختتم أعماله بالرياض بالدعوة لإنشاء هيئة للبحث والتطوير

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


دعا مؤتمر منتدى أسبار الدولي 2016 الذي اختتمت فعالياته اليوم بالرياض تحت شعار (المعرفة قوة)، برعاية إعلامية من" سبق " لإنشاء "هيئة للبحث والتطوير والابتكار" وتكون على غرار بعض الهيئات النوعية التي تم بالفعل إنشاؤها في مجالات توليد الوظائف ورعاية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كما طالب بإنشاء صندوق تمويل خاص لتشجيع الأبحاث العلميّة .
 

وأوصى المؤتمر في البيان الختامي الذي تلاه رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود بضرورة تعزيز السياسات والأنظمة التنافسية لتحفيز الابتكار والإبداع، وتثمين دور مجلس المنافسة السعودي كمؤسّسة رائدة هدفها تعزيز الكفاءة بما يضمن دفع الابتكار واكتساب قدرة تنافسيّة عالية بمزيد من التوجه لاقتصاد السوق.

وأكد على أهمية توفير المناخ التنظيمي والمؤسسي الجيّد الذي يتّسم بالشفافية والمرونة والكفاءة بما يضمن حماية حقوق الملكيّة الفكريّة واستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر للشركات متعددة الجنسيات التي تعد محرّكاً أساسيّاً للابتكار ورفع مستوى الإنتاجيّة والقدره التنافسيّة، مع التركيز على إبرام عقود مع هذه الشركات تضمن توطين العمالة وتوطين التّقنية.

 
 ودعا منتدى "أسبار" إلى الاستفادة من البنية التحتية المعرفية التي جهزتها المملكة للتحوّل لمجتمع مبتكر ينتج ويصدّر المعرفة. وإنشاء بوابة إلكترونية تسهّل عمل المستثمرين المحليين والأجانب وتعرّف بالفرص الاستثماريّة والحوافز في الاقتصاد السعودي، والاستئناس بتجارب الدّول الأخرى ووضع برامج تعزّز دور الجامعة في تطوير النظام الاقتصادي وتمكّن من ترجمة الأفكار المنبثقة عن الأبحاث الأساسيّة في الجامعات إلى مشاريع ومنتجات ذات جدوى اقتصاديّة.

 وبناء علاقة تعاون وشراكة وتكامل بين الحكومة والجامعات والقطاع الخاص وتجاوز تباين الأهداف بينهم بتأسيس رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار النتائج الاقتصاديّة والاجتماعيّة في الأجل الطويل ولا تقتصر على الربح المادي السريع كهدف وحيد.


وأكد المنتدى على التركيز على دور التعليم المستمر في ربط الجامعة بقطاع الأعمال ونقل التقنية والابتكار والتفاعل مع المجتمع، وإيجاد مجلس استشاري يضم مستثمرين وأكاديميين يساعد على الابتكار ويعزز التكامل بين الجامعة والقطاع الخاص ويتيح فرص الاستفادة من آراء الخبراء بما يتوافق مع سياق المجتمع السعودي. 


ودعا المؤتمر لإنشاء صندوق تمويل خاص يهدف إلى تشجيع الأبحاث العلميّة ويدعم الشركات المحفّزة على نقل التكنولوجيا، واستثمار كافة أشكال وأنماط التمويل الممكنة في الخارج في مجال تطوير ونقل التكنلوجيا وإلى الاتجاه لبناء شراكات جديدة مع الدول المتقدمة معرفياً، والتركيز على دور المنظمات والجهات والمؤسسات غير الربحيّة وبناء شراكة معها لدعم مجتمع المعرفة.


وطالب المنتدى بدعم الطّلب على السّلع المحلّيّة وتوطين النفقات كرافد أساسي للتشغيل وتطوير الأفكار القيادية وتشجيع المشاريع الصغيرة، كما طالب بترك مجال أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكاً في تحقيق الأهداف وتحمّل المسؤوليّات، والمضيّ نحو الخصخصة الحقيقيّة طويلة المدى لضمان استقرار هيكلي للاقتصاد وتعزيز الكفاءة.


وحث المنتدى على النظر لانخفاض أسعار النّفط كفرصة لترشيد الإنفاق الخاص والإنفاق الحكومي وإحداث إصلاحات شاملة وفق أولويّات من أبرزها تعزيز الشفافيّة، تخفيف القيود الإداريّة، متابعة إنجاز الأهداف المحددة، وتقويم الأداء العام.


وأوصى المشاركون بتشجيع الإنتاج البحثي والمعرفي والتركيز على التخصّص لأنّه مفتاح الانتقال لمرحلة إنتاج المعرفة، مع وضع محفّزات وبناء شراكات بين الجامعة والصناعيين لتبنّي الافكار والمنتجات المبتكرة وتحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق بسرعة، ودعم مشاريع التقنية خارج المدن الكبرى، الاعتزاز بالمكتسبات والاحتفاء بالنجاحات بإشراك وسائل الإعلام لبث روح التفاؤل والمبادرة والأمل، وتسليط الضوء على قصص النجاح والاستفادة من التجارب لتعزيز الثقة في أبناء وبنات الوطن.


 فيما رفع المشاركون في المنتدى والحاضرون لجلساته وفعالياته الشكر والامتنان والعرفان بالفضل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله، وإلى ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز رعاه الله، وإلى ولي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، على ما يبذلونه وما يقدمونه من عطاء كبير لدعم التنمية المستدامة الشاملة في المملكة، وتطوير كافة بناها المعرفية ومساندة الاقتصاد الوطني وتقويته وتمكينه، وما تلقاه كافة مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية من تشجيع للاضطلاع بأدوارها المهمة في صناعة مستقبل فاعل ومنتج ومؤثر بحول الله تعالى وقوته. 


كما رفعوا الشكر والتقدير والامتنان لمقام الأمير بندر بن فيصل بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، على كريم رعايته للمنتدى وحضوره حفل الافتتاح، وما أبداه سموه في كلمته الضافية من دعم ومساندة لرسالة المنتدى، وتوجيه سديد لفعالياته. 


وشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر منتدى أسبار الدولي التي عقدت اليوم بفندق الريتزل كارلتون بالرياض، برعاية إعلامية من "سبق" رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام ورئيس مجلس إدارة مؤتمر منتدى أسبار الدولي 2016 الدكتور فهد العرابي الحارثي، و وزير الشؤون الخارجية والتعاون في المغرب السابق محمد بن عيسى،و نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة الأسبق بقطر رئيس مجلس إدارة عبدالله بن حمد العطية للطاقة و التنمية المستدامة بقطر عبدالله بن حمد العطية، ورئيس اللجنة العلمية لمؤتمر منتدى أسبار الدولي 2016 الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود، والرئيس التنفيذي لمكتب بيكر أند بولياكوف الدكتور جورج بورجيس، ونائب المستشار للإبداع ونقل التقنية في جامعة ميسينا البرفسور دانيلا بالغري، ومؤسس شارلز مونك وشركاه الأستاذ شارلز مونك .ورأسها حسين شبكشي، واستهلت الجلسة الختامية بعرض فيلم وثائقي تعريفي بمنتدى أسبار الدولي، ثم ألقى د. عبدالله الحمود نص البيان الختامي لمؤتمر منتدى أسبار الدولي 2016م.


بعدها وجه عبدالله العطية الشكر لمنظمي مؤتمر منتدى أسبار الدولي، وقال: لا يجب أن نتفاءل أو أن نتشاءم، قطارنا نحن العرب كثيراً، وطال الزمن ونحن في المحطة ننتظر وصول القطار، وما زلنا ننتظر وصوله. كانت هناك دول في الشرق الأوسط غنية ثم افتقرت والعكس.


وأضاف: يحزنني ما يحصل في العالم العربي من تخلف سنة وراء سنة، لكنه ليس من المعيب أن تكون متخلفاً ثم تتطور، لكن المعيب أن تكون متطوراً ثم نتخلف، ونحن نعتز في قطر بأننا تطورنا. كل دول العالم تواجه هذا التخلف، وأنا أؤيد وأؤكد على إنشاء معاهد للأبحاث والابتكار، تكون لها حرية الحركة، ولا تكون تحت البيروقراطية ورحمة الآخرين. لذلك أعتقد بأن الفرصة لم تفت، ولكن يجب ألا نتأخر في التعامل مع هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن.


أما محمد بن عيسى فقد اعتبر منتدى أسبار طفرة في فضاء التفعيل الثقافي والفكري، انطلاقاً من البحر الشاسع الذي نبدأ من أمواجه الصغيرة ألا وهي المعرفة. وقال: تحدثت اليوم عن البنوك والمصانع والصناعة المعرفية والكمبيوترات، وقلت: أين هو المفكر المثقف المبدع؟ لأنني لم أسمع حديثاً عنه. بل إن المجتمع كان في كل فقرة يطرح ويناقش ولكن عن أي مجتمع يتحدث؟.

 

وقال: لا يمكنك أن تنبت نباتاً صالحاً لأي مستوى من المعرفة في تربة قابلة للتهلل. وذكر قصته مع بلدته "أصيلة" (التي عرفت بمنتدى أصيلة الثقافي) قال: عندما عدت إليها كانت تفتقر إلى كل شيء، وقررت أنا وصديق لي أن نغير ذلك، فترشحنا للمجلس البلدي، وتبين لنا بعد الفوز به أننا لن نتغلب على تلك الصعوبات وأولها: جمع النفايات: فماذا نفعل؟. مضيفاً: قمت خلال 3 أيام بدراسة ملاحظاتية، ووجدت أن أكثر موسخ للبيئة هو الطفل. فقررت أن نقيم جميعة، ونعمل على إنشاء إنسان جديد وننسى الإنسان الراشد. بدأنا بصبغ الجداريات، وبقي هذا العمل إلى اليوم بعد 38 سنة، والذي أعنيه من ذلك كله أننا نلمس حصيلة وثمرة هذا الجيل اليوم.

وأكد على إعطاء الثقل كله على المعرفة للطفل. متأملاً أن يصبح منتدى أسبار الدولي متخصصاً في كل قطاع، وفي مختلف الشؤون. وتوجه في الختام بالشكر لكل العاملين وكل المشاركين، وكل من عمل في هذا المنتدى، بلا تعب أو ملل.


أما الدكتور جورج بورجيس فقد أبدى اهتمامه بامتلاء قاعة المؤتمر بالحضور، وشهدها حضور كثيف من الجنسين، ومن المسؤولين والتنفيذيين من مختلف القطاعات الحكومية، والشركات الخاصة، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، والطلاب. وقال: توقعاتي اختلفت. فهذه هي المرة الأولى التي أكون فيها في السعودية، وكان لدي حماس كبير. كما أن كل محور من محاور المنتدى والتي طرحت في جلساته على مدار اليومين الماضيين أثارت حماستي وشغفي، إلى جانب الاهتمام وطرح الأسئلة فقد أدهشتني كثيراً قائلاً: أنتم من تملكون هذا الحوار، وأنتم من تستجيبون لهذه الرؤية، ومن يحققها. 

 

 

وأضاف: إن اجتماع هذه الحشود بهذا الطريقة، وتنظيم المؤتمر بالطريقة التي ظهر بها، واستمرار ثقافة الحوار أمر رائع للغاية، وأعتقد أنه لا بد أن يتحول هذا المنتدى إلى عمل، وإلى إستراتيجيات قياس تتبع كافة مخرجات هذا الحوار، وهذا أمر أوضحته للجميع.

وقال: الحكومة يجب ألا تقوم بكل شيء بنفسها الحكومة هي الشعب، ونحن في كافة القطاعات: الأكاديمية والخاصة والمدنية نجد أنها على قدر عال من الأهمية. لا بد أن يكون هنا مزيد من التعاون والعمل لتحقيق رؤية المنتدى.


وتابع جوريس: شعرت بأن هناك نوعاً من التخوف في الشراكة بين القطاعين الخاص والعام. فبالطبع هناك الكثير من التحديات، لكن وجدت أن لديكم هنا في السعودية الرغبة من كافة أطياف المجتمع، ولديكم موارد كبيرة وهائلة، ولديكم شباب نشط ومميز تستطيعون من خلال ذلك كله تحقيق رؤيكم. لذا لا بد من استغلال هذا الأمر، وأن تركزوا على هذه الثروة، وعلى الموقع الجغرافي، وأن تستثمروا هذا الوضع بتنويع قاعدة المعرفة. بالصراحة خبرتي أصبحت إيجابية جداً، وخاصة هذا هو المؤتمر الأول، ودائماً الأول هو الأول، وأعتقد أنكم أبليتم عملاً حسناً.


وحول ما الذي يجعل منتدى أسبار مختلفاً عن غيره، وعما شاهده قال: إذا نظرت إلى هذه القاعة أجد أن هناك تحدياً كبيراً، وهو الانتقال من الاقتصاد القائم على النفط، إلى الاقتصاد القائم على غيره. الذي يدهشني كثيراً هو أنكم وضعتم رؤية على أعلى مستويات، وأعتقد أنكم الآن في وضع جيد لتحقيق هذه الرؤية.

نحن ننتقل من تغير إلى تغير خصوصاً إذا كان هناك استمرارية، وبخاصة أن العرب يمثلون ثلث سكان العالم، وعندما نتحدث عن أكبر شريحة سكانية نتحدث عن هذه الشريحة العربية فأنتم في موقع متميز لتقودون هذا التغير في هذا المرحلة وهذا الوقت.


وأضاف: أجد أن لديكم رؤية دولية مختلفة، ولكن ما يقلقني ويجعلني أتساءل هل هذا سوف ينجح؟ أود أن أقول: لكي نبني المؤتمر القادم على هذا الأفكار، علينا أن ننظر إلى مدى إمكانية تحقيق هذا التغيير، وأن ننتقل إلى أشياء عملية لمعالجة هذا الأمر، فلقد أتيت من بلد مختلف، ولدينا ما يسمى بالاقتصاد النقلي في أوربا، وقد حصل التغيير بالرغم من أنف الحكومات. لذا لا بد لتحقيق رؤيتكم من استخدام عملية النقل هذه، وإدخال الجميع فيها: كيف يمكن لهذا المجتمع المعرفي أن يحدث نقلة في المملكة العربية السعودية؟ وأنا أريد أن أسمع الكثير والكثير عن الاقتصاد المعرفي، لأن التقنية والمعرفة لا بد من استثمارها لتحقيق ذلك. 


وانتهى إلى القول بأنه: من خلال عمل الجامعات، ومن خلال إشراكها، في العمل التجاري وتطوير التقنية، لا بد أن تكون هناك أجندة مشتركة بين الجامعات وبين الشركات والجامعات، وكيف نجمع هؤلاء الناس مع بعضهم البعض. كما أنها تعتبر الأجندة الرئيسة لتدعيم وجلب الاستثمارات الأجنبية لبلادكم، وعليكم أن تنظروا للموقع المميز لبلادكم، فهي محل جذب للاستثمارات المختلفة. أهنئ مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام على الحكمة بتنظيم هذا المؤتمر والذي يستمر لمدة 5 سنوات .


من جانبها قالت البرفسور دانيلا باليقري: من الصعب أن تنتقل من الغنى إلى الفقر، ولكن بالنسبة لكم أسهل بكثير، فلديكم الموارد متوافر. مضيفة: هذه فرصة طيبة لصياغة المستقبل، ودعوني أتحدث أولاً عن مصطلح نقل التقنية الذي نقوم به في إيطاليا. فما نقوم به هو خلق للمعرفة، وهذا يعطينا ميزة تنافسية على مستوى الشركات والحكومة أيضاً. نحن نقوم بمشروعات ذكية، فقد وفرنا مع المواطنين منصة رقمية.


 

وأضافت دانيلا: إن إيجاد بيئة محفزة للشباب لنشر طرق جديدة للتفكير والقيادة وبناء الأعمال، مهم جداً وهذا البرنامج يمتلك شباباً أذكياء وأساتذة جامعات أذكياء، ولكنهم لا يتحدثون مع بعضهم البعض. ولذلك كان لا بد من إيجاد برامج للحوار والتناقش فيما بينهم، وهذا هو أساس الابتكار، وبهذه الطريقة يمكن أن نكون مصدراً للإبداع. كما أنه على مستوى موقع البلد على الخارطة العالمية، نحاول أن يكون هناك ربط داخلي وربط خارجي لنقل المعرفة.

واختتم د. فهد العرابي الحارثي نقاش الجلسة الختامة بتأكيد كمية الغبطة والسعادة التي تملؤه، وأعضاء منتدى أسبار، وفريق العمل في المؤتمر، وقال طلبنا من قاعة الفندق أكثر من 130 كرسياً فوق استعداد القاعة، حتى اعتذرت إدارة الفندق عن عدم توفر كراسي إضافية. معلقاً: هذا أكبر دليل على أن المؤتمر جاء في وقته، ووجد من الشباب والمهتمين اهتماماً عالياً. كما أن ورش العمل، امتلأت كلها، واعتذرنا عن استقبال الأعداد الأخرى، وكل ذلك يدعونا لبذل المزيد من الاهتمام والجهد في المؤتمرات القادمة، لذا نحن فخورون بما أنجزناه في منتدى أسبار.