نادية صالح تكتب: الجرد السنوى مع الذات «1-4»

مقالات الرأي



■ أصبح تنظيم الأداء فى البيوت وتقليل السكر فى الشاى وغيره شبه عادة تغيرت لتساير الارتفاع فى الأسعار والاختفاء الذى كان مفتعلا للسكر

عشت حياتى أكره الوداع.. يؤلمنى.. ويسلمنى للدموع والشجن.. لكن وداع السنين والأعوام شىء آخر.. قدر ومحتوم.. ومحاسبة النفس والذات فيه تجعلنا على قدر من الوعى وتكسبنا الكثير من الحكمة والفهم لتحسين الحياة..

وفى هذا الجرد السنوى الذى قررت أن أقوم به مع ذاتى أبحث عمَّا بداخلى من المشاعر والأحاسيس تجاه أهم القضايا والأحداث دون ضابط أو رابط.. ما أشعرب به وتأتى به الذاكرة العفوية يكون له الأولوية.. ويؤكد أنه الأهم طالما أن الذاكرة لم تسقطه أو لم يسقط هو من الذاكرة: وهذا الجرد لابد أن يضم أقساماً مختلفة.. اجتماعية وعائلية، سياسية وعالمية وكل منها يضم فروعا مختلفة سوف أتناولها فى وقتها.. ولا شك أن الأحداث السياسية والعالمية سبقت غيرها من الأحداث بعد عام 2011 وهو بداية الثورات والتغييرات التى شملتنا وشملت العالم كله تقريباً بداية من 25 يناير 2011 وحتى الآن..، ولذلك سوف أبدأ -مع نفسي- هذا الجرد السنوى لأهم الأحداث السياسية وأحداث الشأن العام التى أصبحت الأهم فى حياتنا نحن المصريين فى هذه السنوات وإلى حضراتكم ما تبادر إلى ذهنى وأحاول أن أتأمله مع حضراتكم..

■ الأحداث والحرب التى تجرى فى سيناء للقضاء على الإرهاب هناك.. إنها تحقق انتصاراً ملحوظاً مع أنها تذهب بأرواح غالية للشهداء من أبناء الوطن ومع كل انتصار وشهادة ندعو أن تنتهى بالنصر المبين الذى نثق أن رب العالمين سوف يحققه لنا لأنه هو الحق..

■ لأن السياسة والاقتصاد توأمان لا ينفصلان كان لابد للقرارات الاقتصادية الأخيرة أن تسبق غيرها من الاهتمام وتعويم الجنيه هو الأهم وغير المتخصص يشعر بهذا التعويم فى ارتفاع الأسعار وما يحمله من معاناة.. لكننا نحن المصريين نعرف أنفسنا ونعرف أن أحسن ما فينا يظهر أمام التحدى.. ضع المصرى أمام التحدى تجده أكثر قوة وصلابة.. لقد أصبحت كلمة «طفى النور» عنوانا ونداء فى البيوت حتى لا تتضخم فاتورة الكهرباء.. «طفى النور» كانت أثناء الغارات فى الحرب لكنها اليوم عنوان للحرب ومواجهة الارتفاع فى أسعار الكهرباء أصبح تنظيم الأداء فى البيوت وتقليل السكر فى الشاى وغيره شبه عادة تغيرت لتساير الارتفاع فى الأسعار والاختفاء الذى كان مفتعلا للسكر.. وغيره من الأحداث التى واكتب ومازالت تواكب ما يسمونه فى الاقتصاد «تعويم الجنيه» ويقولون ومن المؤكد أنه للصالح العام.

■ كان فوز «ترامب» الرئيس الأمريكى الملياردير وكأنه حدث فى بلدنا.. اهتم به الوطنيون هنا وعشت أنا أيامه ومشاهدات المناظرات بينه وبين منافسته هيلارى حتى انتصر الرجل فى النهاية.. وأحسست أنه انتصار لنا.. وأرجو أن يكون إحساسى وإحساس من يحمل نفس قناعاتى، أرجو أن يكون صادقا وهذا ما ستحمله لنا الأيام القادمة بإذن الله.. ولكننا نتحسب بعد أن خيب ظننا يوما هذا «الرجل الأسود» الذى جاء جامعة القاهرة يوما بالسلام عليكم ولم نر منه خيراً أبداً..، ومع ذلك وخلال هذا «الجرد» أشعر بالتفاؤل تجاه سياسة الرجل الجديد فى البيت الأبيض.. «ترامب» الذى أبدى لنا من الود ما أثلج قلوبنا ونطمئن إليه بإذن إليه..

■ شعرت بالفقد والحزن الشديد عندما غادر عالمنا رجل السياسة والدبلوماسية البارز د. بطرس غالى الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق.. والذى ظل على لياقته الذهنية ووطنيته حتى آخر لحظة من عمره المديد.. ومازلت أذكر عبقرية عبارته الأخيرة التى قالها قبل شهور قليلة قبل رحيله.. «قضايا مصر.. تحتاج إلى دوا تركيب للعلاج».. يرحمه الله ويعوض الله مصر فى فقده الكبير.. رمز من رموز الوطنية يرحل ولكن الحياة لابد أن تسير.

■ مصر تشرق دائما وتستعد لاستقبال الجديد من الواقع إن شاء الله.. وها هى إحدى بناتها المشهود لها تترشح وترشحها لمصر لمنصب مدير عام اليونسكو.. السفيرة والوزيرة السابقة مشيرة خطاب تدعو الله أن يكلل ترشيحها بالنجاح إن شاء الله.. مصر دائما تتجدد وتأخذ وتعيد مكانها ومكانتها التى تستحقها.

■ استبقيت الجرد السنوى لإنجازات وأعمال حبيب المصريين الذين لا تخدعهم المظاهر والكلمات والإشاعات.. استبقيت ملامح إنجازات الرئيس السيسى فالإنجازات أكبر وأكبر وأكبر من هذه التأملات، ولو جاز لى أن أوجزها فلن يكون ذلك إلا من خلال ما يشعر به كل منا وهو يسير على طرق معظمها أصبح ممهداً.. ورقابة إدارية أصبحت موجودة تحاسب الكبير قبل الصغير، ومراجعة للذات وإعفاءات من الرئيس عن شباب احتجز فى أوقات شديدة فى هرجها ومرجها.. ومازالت قائمة الإعفاءات سارية وممتدة ومتتابعة للشباب وإصرار على أن يأخذ حقه ومواقعه من المسئولية.. وراقبوا مؤتمر الشباب.. وتوابعه وكيف لا يتوانى ولا يسوفون فى القرارات والتوصيات التى اتخذها المؤتمر.. هذا - للحق- شكل جديد ومتابعة لا تتهاون ويقظة مستمرة..، لاحظوا أيضاً كلمة «الغلابة» التى لا تختفى والتى يتهم بها الكبار فى الدولة وأولهم الرئيس شخصياً.، وأظنهم بدأوا فى أخذ حقوقهم.. لكنهم يتكتمون الغنائم ربما خوفاً من الحسد.. لكنك إذا سألت أحدهم على انفراد.. صرفت البطاقة؟ عندك سكر؟ السكر بكام؟ تكون الاجابة بـ«نعم» فى هدوء حتى لا تحسده.. ومبدأ «الشكوى رقوه» يسود بيننا.. وأظن أن «الحال عال» أو حتى «شبه عال» وفى كل الأحوال «ماشي» بإذن الله..

وإلى الأسبوع المقبل فى جرد سنوى للذات...