الجبير: التصريحات المنسوبة لجونسون لا تعكس قوة العلاقة مع بريطانيا
أكد وزير خارجية المملكة عاد الجبير، أن
التصريحات المناهضة للمملكة المنسوبة إلى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون؛ لا
تعكس متانة العلاقة مع المملكة المتحدة.
وطالب الجبير -في مؤتمر صحفي مشترك مع جونسون
بالرياض، الأحد (11 ديسمبر 2016)- بتحلي إيران بالمسؤولية في سياساتها الخارجية، وأن
تلتزم بالقانون الدولي إذا كانت تريد علاقات طبيعية مع جيرانها.
ولفت الجبير إلى أن "تفجير إيران للسفارات"
لا ينسجم مع ادعاءاتها بالسعي للعيش بسلام، في إشارة إلى الهجوم الذي تعرضت له سفارة
المملكة في طهران.
وأكد وزير خارجية المملكة أن كبار قادة
القاعدة يعيشون في إيران، مشيرًا إلى أن زعيم التنظيم الإرهابي نفسه (أسامة بن لادن)
عاش هناك فترة.
ومن جانبه، شدد جونسون على ضرورة التزام
طهران بالقانون الدولي، مطالبًا بـ"مراقبة دورها في المنطقة"، لافتًا إلى
أن لقاءه بالجبير بحث كيفية العمل المشترك لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى "تطابق
وجهات النظر بين السعودية وبريطانيا حول الأوضاع في اليمن وسوريا".
وقال وزير الخارجية البريطاني: "ندرك
التهديد الكبير الذي تتعرض له المملكة نتيجة النزاع اليمني، وندين القصف على حدودها
الجنوبية".
وأضاف أن وجوده في الرياض "دليل على
عمق العلاقات بين البلدين"، مشيرًا إلى أن الصداقة السعودية البريطانية تعود إلى
ما يقارب قرنًا من الزمن.
وكانت الحكومة البريطانية، سارعت، قبل يومين،
بإصدار بيان أعلنت فيه تبرؤها من تصريحات "جونسون" التي وصفتها بـ"غير
المسؤولة" بعدما تضمنت توجهات مناهضة للمملكة؛ حيث اتهم المملكة بخوض "حروب
بالوكالة"
وأصدرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا
ماي، قرارًا بمراجعة بعض الخطابات التي سوف يلقيها جونسون، تجنبًا للوقوع في أي حرج
دولي، وللتأكد من أنه لن يرتكب مزيدًا من الأخطاء الدبلوماسية، في حين طالب بعض النواب
المحافظين بإقالته من منصبه؛ "لأنه أصبح يشكل خطرًا على السياسة الخارجية البريطانية".
وأمام هذا الكم من ردود الأفعال الغاضبة،
حرص وزير الخارجية البريطانية على إظهار تراجعه عن هذه التصريحات وتأكيده أهمية الشراكة
بين بريطانية ودول الخليج عامةً، والمملكة العربية السعودية خاصةً؛ حيث أسهب في مدح
العلاقات بين السعودية وبريطانية خلال كلمة ألقاها أمام مؤتمر بالبحرين يوم الجمعة
الماضية، مؤكدًا أن أي أزمة تحدث في الخليج هي أزمة لبريطانيا بالضرورة، وأن أمن الخليج
من أمن لندن.