نادية صالح تكتب: الجرد السنوى مع الذات «3-4»

مقالات الرأي



اختلط العام بالخاص بل الشخصى أيضاً، فقد سافرت هذا الأسبوع إلى فرنسا فى رحلة علاج، وما أن وصلت حتى سمعت خبر حادث الكنيسة الذى انفطر له قلبى وقلب ابنى الذى يصاحبنى.. مأساة إنسانية فيها كل البشاعة والجهل بل العمى الدينى، وكل ما تشاء من الصفات هل أذهب إلى الطبيب الفرنسى الذى يخرج ليستقبل كل مريض «هاشاً».. «باشاً»؟! ماذا يقول -فى سره- وهو يعلم أننى مسلمة؟! هل يحتاط الرجل؟! هل يتوجس منى شراً؟! الرجل لا يتنافش فى ذلك طبعاً. لكن عيون الناس تقول الكثير!!.

يارب ماذا سنفعل فى أنفسنا وفى ديننا؟! هذا الحادث البشع لابد أن يكون فى بؤرة الاهتمام فى هذا الجرد السنوى مع نفسى..، لقد أبى عام 2016 أن يذهب دون أن يدق رءوسنا وكأنه يقول: انتباه.. انتباه..، عالجوا الأمر بالفكر متوازياً مع العقاب المحاكمات والقصاص.. كلها أشياء تدق ناقوس الخطر للعالم كله.. فهل نسمع ونعالج ونحاكم فى سرعة وإنجاز وعدالة واضحة.. اسلامنا يا عالم بخير وهو دين سماحة وعدل وإنسانية وكل ذلك خارج عنه فهم «خوارج» جدد.. وللحق كانت المحاورة بين د. سعد الهلالى أستاذ الفقه المقارن الشهير والعالم والمفكر الإنسانى والإسلامى المعروف وبين أشهر المجددين وأكثرهم جرأة حتى تم حبسه وقضى فى السجن مدة العقوبة التى وقعت عليه حتى صدر عفو رئاسى قبل نهايته بحوالى شهرين هو إسلام البحيرى الشاب المعروف.. كان الحوار بينهما جديداً ومحترماً.. بل كان فكراً إنسانياً وإسلاميا مستنيرا.. ولعلنا وقد بدأنا فى مناقشة الأفكار وتوضيحها للناس بالعقل والمنطق مستشهدين بكلام الله عز وجل وما جاء فى قرآنه الكريم وسنة رسوله.. وللحق كان الحوار إضافة جديدة لجهود عمرو أديب الإعلامية والوطنية أيضاً، بل مساهمة طيبة وذكية للدخول فى عقل الشباب المضلل لتوضيح الحقيقة.. فاستمعوا يا شباب.. تفكروا يا شباب.. بل اسمع يا عالم واقرأ أيضاً وتدبر الأمر فهو أمر جلل يحتاج منا إلى الكثير من الاهتمام والمواجهة الصريحة الناجزة.

لقد وضعت المناقشة بين الهلالى والبحيرى قضية «قتل غير المسلم» فى بؤرة الاهتمام وهذا هو الجديد فى المواجهة الفكرية التى لابد أن تتوازى وتجاوز المواجهة الأمنية، وهذا هو المطلوب.. بل هو أهم ما جاءت به الأيام الأخيرة من هذا العام الصعب بل والصعيب 2016..

والآن.. وقد تكلمت وتأملت.. هل تذكرت رحلة للعلاج؟! لقد ذابت ونسيتها..ولعله خير.. فالله هو الشافى وهو المعافى بإذنه تعالى وليس بإذن الطبيب الفرنسى أو المصرى أو صاحب أى جنسية.. فنحن لا نأخذ إلا بالأسباب فقط، المهم.. أريد أن أؤكد لحضراتكم من جديد أن السياسة والأحوال العامة اقتحمت حياتنا واهتمامنا حتى نسينا أنفسنا بل أحوالنا الاجتماعية وقد ارتفعت الأسعار مثلاً لكن ماذا يكون سعر كيلو أرز 10 جنيهات، ماذا يعنى بجوار هذا الهم وأمام موت الناس وهم يصلون فى المسجد أو الكنيسة.. نسينا كل شىء فالأهم ينسيك المهم.. فليواجه كل منا نفسه مواجهة اقتصادية.. يجدد فى أسلوب حياته بالاقتصاد والموازنة بين المهم والأهم.. ونحن خبراء فى ذلك خصوصاً المرأة.. وكلنا لها.. بالصبر والإيمان.. الإيمان الصحيح وليس إيمان المضللين.. فانتبهوا يا سادة.. انتباه.. انتباه.. وإلى الأسبوع القادم إن شاء الله.