تجار الموت يغزون "الفيس بوك".. والصيادلة يدخلون "السوق السفلي" من أجل التربح (تحقيق)

تقارير وحوارات

بيع الأدوية - أرشيفية
بيع الأدوية - أرشيفية


 


 

أدوية للبيع.. مصطلح جديد تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في ظاهرة هي الجديدة من نوعها حيث يعلم الجميع المكان الوحيد لبيع الدواء وهو الصيدليات، ولكن انتقل سوق الدواء من الصيدليات إلى مواقع التواصل الاجتماعي  دون وجود آليات لضبطه، مما أثار الجدل حول الأدوية التي تباع عبر "فيس بوك".

40 صفحة تروج للأدوية المغشوشة على الإنترنت

 

وهنا حذر المركز المصري للحق في الدواء ، من وجود هجمة من تجار الأدوية المغشوشة، على صفحات الفيس بوك،  لترويج  بضاعتهم  الضارة على المرضى المصريين،  مستغلين وجود أزمة ونقص في بعض الأدوية، كاشفًا أنه تم رصد حوالى 40 صفحة على الانترنت، تقوم ببيع الأصناف الناقصة من الأدوية  مثل صنف الألبومين" ، مطالبا الأجهزة المعنية ،بسرعة توفير تلك النواقص .

 

"الفجر" في زيارة للصفحات بيع الدواء

"الفجر" تجولت في تلك الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، للتأكد من إمكانية شراء المواطنين الأدوية من خلال تلك الإتصالات من عدمه، وما هي الشروط التي يشترطها عارضي تلك الأدوية على الصفحات.

 

شروط مخازن الأدوية للبيع

في البداية تحدث محرر "الفجر" مع "إ.ش"، أحد العاملين بمخزن للأدوية، وطلب منه أن يشتري أدوية "قطاعي" ليجيب العامل بالمخزن: "لا إحنا بنبيع لصيدليات أو صيادلة معاهم رخصة.. مش بنبيع لأفراد معندهمش تراخيص".

 

تساهل أصحاب الصيدليات في البيع

فكانت البداية مطمئنة لحرص القائمين على تلك الصفحات على الشروط الأساسية لبيع الأدوية وهي وجود تراخيص، ولكن بدأ الوضع يتغير عندما تم التعامل مباشرة مع أصحاب الصيدليات المشتركين في مثل تلك الجروبات، فنجد أن هناك تساهل من قبل الصيادلة في إخراج الأدوية دون أن يتسائلوا عن عمل الشخص الذي أمامهم بل أنهم يبيعون للمواطنين عبر "فيس بوك".

وعندما أجرى محرر "الفجر" عدة إتصالات بالأرقام المرافقة لكل منتج كانت ردود أصحاب الصيدليات بالترحيب لبيع الأدوية المعروضة على الصفحات بل رد أحدهم بإمكانية توفير الأدوية التي طلباها المحرر لأن المعروض منها قد إنتهى دون أن يتسائل عن امتلاك تراخيص صيدلي أم لأ.

وبالتواصل مع "هـ.م"، صيدلي، بحجة أن صديق المحرر لديه صيدلية ينقصها بعض العقاقير قال هشام أنه مستعد للمساعدة دون أن يسأله على تراخيص مزاولة المهنة بل وبدأ يعرض له الأسعار التجارية للأدوية فعلى سبيل المثال دواء "جليفك 400" المعالج لمرضى السرطان قال له إن سعره التجاري بـ5000 جنيه، وللمستهلك بـ 11750 جنيه، و لم يسأل الصيدلي عن التراخيص فكان يمكن للمحرر أن يحصل على العقار بسعره التجاري على أنه صيدلي.

أما "م.ع"، صيدلي من سوهاج، فكشف له المحرر عن شخصيته، أكد أن جروبات بيع الأدوية على "فيس بوك" ما هي إلا وسيلة للتواصل بين الصيادلة بعضهم البعض لتبادل نواقص الأدوية وليس للبيع للجمهور، متابعًا: "بيكون عند حد مجموعة من الأدوية غير مستغلة ويوفروها لصيادلة آخرين يحتاجونها.. لأن العرض والطلب على الدواء يختلف من منطقة لأخرى.. فصيدلي بجواره طبيب نساء يحتاج بشكل أكبر أدوية النساء فعندما تتهي الكمية الموجودة لديه يطلبه من آخرين متوفرة لديهم ولا يستخدموها لعدم قربهم من أطباء نساء وهكذا".

وأكد أن لا يمكن لأي طبيب بيع الأدوية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأن القانون لا يسمح ببيع الأدوية سوى داخل الصيدليات فقط لا غير، ومن يخالف ذلك يتعرض للمسائلة القانونية والمهنية.

 

أدوية التخسيس عبر "فيس بوك"

وبالإنتقال إلى شركة "م.س"، التي أنشأت صفحة على "فيس بوك" لبيع أدوية التخسيس، وبالإتصال بالأرقام المرفقة لكل إعلان وبالسؤال عن مدى إعتماد الأدوية من وزارة الصحة، قال مسئول الإتصال بعد أن إرتبك: "أنا أدويتي كلها مستوردة.. يعني معتمدة في البلد بتاعتها.. ومش معتمدة من وزارة الصحة المصرية"، وتابع: "والحمد لله نتايجها فعالة وكويسة".

 وهو ما ينذر بخطورة على المواطنين الذين يستخدمون تلك الأدوية خاصة وأنها ليست تحت إشراف وزارة الصحة المصرية، وإنما معتمدة بشروط صحية في الدول الموردة.

 

أدوية تتسبب في الإصابة بـ"السرطانات"

ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى الوكيل، وكيل نقابة الصيادلة، أن جروبات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يسمح بها التبادل بين الصيادلة فقط حتى يعوضون ما ينقص بكل صيدلية، ولكن محظور تمامًا أن يتم الإتجار من خلالها.

أما عن أدوية التخسيس الغير مرخصة من وزارة الصحة، أكد وكيل الصيادلة لـ"الفجر"، أن الأدوية الغير مسجلة أو مصرح بها من وزارة الصحة "لا يضمن ما يوجد بداخلها"، وقد ينتج عنها مضاعفات ومشاكل صحية تؤدي إلى إصابة الإنسان بـ"السرطانات".

وحذر وكيل نقابة الصيادلة، المواطنين من شراء أي منتجات مجهولة سواء من على الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي لأنها قد تؤثر بشكل خطير على صحة المواطن