الكرة في "الكريسماس" بطلة 5 قصص سعيدة

الفجر الرياضي

الكرة
الكرة

نحن الآن في وقت تبادل التهاني وأحلى الأمنيات، في وقت أعياد تحمل معاني نبيلة ورغبات سامية. نشاهد الأفلام ونقرأ القصص التراثية التي تحتفي بعيد الميلاد المجيد وتذكرنا دائما بأن كل فرد منا يستطيع أن يفعل شيئا ليجعل العالم أفضل.

ويريد موقع FIFA.com أن يعيش معكم بهذه الروح وهذا الإيمان بأن أدق اللفتات الطيبة تعني الكثير. لذلك قمنا بإجراء بحث صغير لنجلب لكم بعض الأمثلة التي تبين أن  كرة القدم تستطيع أن تكون وسيلة، أو بطلة، في قصة نهايتها سعيدة.

تتويج الروح الرياضية 
استيقظ العالم الكروي بأسره على فاجعة أليمة بعدما نزل خبر سقوط طائرة شابيكوانسي البرازيلي كالصاعقة على رؤوس كل محبي الكرة المستديرة، بعدما انتشر خبر سقوط الطائرة التي كانت تقل 81 شخصًا بينهم أعضاء الفريق البرازيلي وتحطمها في كولومبيا قبل وصولها إلى مطار ميدلين، ما أدى إلى إلغاء النهائي الذي كان مرتقباً بين شابيكوينسي وكلوب أميريكا المحلي.

ولأن كرة القدم تعتبر من أبرز وسائل التقارب بين الشعوب، شهدنا لواحدة من بين أرقى وأسمى الالتفاتات في تاريخ كرة القدم، وهي تلك الالتفاتة التي قام بها نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي الذي قرر منح لقب "كوبا سود أمريكانا" لنادي شابيكوينسي لتتغلب في الأخير الروح الرياضية وليؤكد نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي أن كرة القدم هي محبة وتضامن قبل أن تكون منافسة وتحقيقاً للألقاب وكسباً للأموال.

تحقيق الحلم      
انتشرت في الأشهر القليلة الماضية صورة لأحد أصغر مشجعي اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهو طفل أفغاني عبر عن حبه للاعبه المفضل بطريقته الخاصة وحسب إمكانياته المادية، حين ارتدى كيس بلاستيكي باللونين الأزرق السماوي والأبيض بنفس ألوان المنتخب الأرجنتيني، وكتب عليه في الظهر اسم ليونيل ميسي. الطفل الأفغاني الذي يدعى مرتضى حقق حلمين  هذا العام، الأول لما أرسل له النجم الأرجنتيني كرة قدم  وقميصه الرسمي موقعين من ليو، لينتشر الخبر في كل أرجاء العالم، كما وعد ميسي الطفل بلقائه في قادم المواعيد، ووفى بوعده يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الأخير لما التقى به في قطر بمناسبة المباراة الودية بين برشلونة والأهلي السعودي، وهذا بمبادرة من للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية.

هدنة عيد الميلاد المجيد     
كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة في الخنادق. واشتدت قسوة الصراع في البرد القارس، خاصة بعيدا عن العائلة في ليلة عيد الميلاد المجيد. وفي تلك الليلة من عام 1914، لمعت أضواء في معسكر الألمان في إيبر (بلجيكا). وحبس الجيش البريطاني الأنفاس خشية التعرض لهجوم وشيك، لكن بدلا من صوت الرصاص، ترددت في المكان النغمات الشهيرة لأهازيج عيد الميلاد المجيد. وبحرص وحذر، خرج جنود الجيشين من مكامنهم وأخذ كل فريق يقترب من الآخر.

وملأ "الأعداء" الأرض الواقعة بين الخنادق، التي كانوا يعرفونها "بأرض لا أحد"، وراح الجميع يتشاركون القليل الذي كان بين أيديهم، والكثير الذي كانوا يستحضرونه من ذكريات الوطن. وتتويجا لروح التآخي، قرروا لعب مباراة في كرة القدم. ويقال إن الألمان فازوا بهدفين مقابل هدف واحد، لكن الأرجح هو أن الفائز الحقيقي في تلك الليلة كان سمو المشاعر الإنسانية. وكانت المأساة هي أنه بعد آخر "عيد ميلاد سعيد" نطق بها أحدهم، عادت العداوة لتضرب بين الجانبين وتستمر لثلاث سنوات أخرى.

وبعد سنين أخرى، وعلى بعد آلاف الكيلومترات، عادت كرة القدم لتفرض وجودها وسط نيران المدافع. حيث كانت بوليفيا وباراجواي تتنازعان في سنة 1934 جزءا من إقليم تشاكو. وبينما كان الصراع محتدما، قررت منظمة الصليب الأحمر في باراجواي إطلاق مبادرة لجمع الأموال من أجل رعاية الجرحى من الجانبين. ولما كان الأمر يتعلق بأمريكا الجنوبية، لم يجدوا نشاطا أكثر شعبية من كرة القدم يمكن أن يفيد في هذه الحملة. وهكذا شكلت المنظمة فريقا قام بجولة في العديد من مدن الأرجنتين وأوروجواي، وجمع بذلك بعض المال لنجدة من يصابون في ميدان المعركة. وكان من بين لاعبي هذا الفريق شاب صغير يدعى أرسينيو إريكو، ذلك الباراجواياني الذي سرعان ما لفت انتباه أكبر الأندية الأرجنتينية، والذي لا يزال حتى الآن محتفظا بلقبه التاريخي كأفضل هداف في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية بفضل أهدافه التي بلغ عددها 295...

حياة جديدة  
لا يجب علينا دائما أن نسافر إلى الماضي البعيد لكي نرى عظمة كرة القدم. فهذه الرياضة يمكن أن تغير حياة أي شخص، ويمكن أن تمنح الأمل لمن اشتدت عليه الخطوب. وكان هذا هو ما حدث مع روديجر بوم، معلم التزلج الألماني الذي تعرض لحادث مروري خطير في سنة 1997، وفقد على إثره كلتا ساقيه. لقد انتبه بوم جيدا لكلمات أحد أصدقائه: "كانت هذه هي السنوات السبع والعشرين الأولى في حياتك. الآن عليك أن تضع نقطة وتبدأ من أول السطر فعل شيء آخر". وهكذا، وبعد أن تعلم المشي من جديد، حصل على شهادة في التدريب. وأثناء الدراسة تعرف على ماركو بيتزايولي، الذي كان يعمل كمنسق لقطاع الشباب في نادي كارلسروهر، الذي أعجب بإصراره على تجاوز محنته وتعاقد معه للعمل في النادي. ومنذ عام 2010، يقوم بوم بتدريب فريق تحت 21 سنة في نادي إف سي ثون، وخاض معه هذا العام بطولة الشباب FIFA/Blue Stars.

روعة التضامن والتكافل      
شهد عام 2011 أحداثا فاجعة مثل الزلزال الذي ضرب اليابان وما أعقبه من موجات مد بحرية. ولم تتأخر ردود الفعل الاجتماعية، حيث رأينا الكثير من اللفتات والأفعال التضامنية التي كان لكرة القدم دور فعال فيها. وللأسف تصيبنا هذه المآسي من حين إلى آخر وتفرض نفسها بسرعة على غيرها من الأحداث في وسائل الإعلام. كما حلت كارثة اليابان وأنست الكثيرين ما حدث في هايتي قبلها على سبيل المثال.

لكن لحسن الحظ يوجد من يتذكر ويواصل تقديم الدعم، مثل بريان هيبرلين، حارسة مرمى الولايات المتحدة الأمريكية التي عايشت مأساة هايتي من خلال حارسة مرمى منافسة لها، هي لاعبة منتخب هايتي التي شاركت في بطولة سيدات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي تحت 17 سنة عام 2010، التي فقدت والديها في الكارثة. فما أن عادت بريان إلى الوطن حتى بدأت العمل الجاد وأنشأت مؤسستها الخاصة لجمع التبرعات لمساعدة هؤلاء الفتيات. واستطاعت الحصول على دعم كاف لتنظم بطولة في الولايات المتحدة مع المنتخب الكاريبي تحت 20 سنة. وما زالت حتى الآن مشغولة برسالتها "قلوب كثيرة، وهدف واحد"، التي تتلقى دعم رموز كبيرة في كرة القدم النسائية. إنها مثال آخر على ما تستطيع كرة القدم فعله لمد جسور الصداقة والتكافل والتعاون.