إبراهيم عيسى.. ومن يقدر على مولانا؟!

العدد الأسبوعي

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى


من باب الصدفة أن زميلى الكاتب والإعلامى الكبير إبراهيم عيسى يحتفل بإطلاق فيلمه «مولانا» فى نفس أسبوع إجباره على التخلى عن برنامجه التليفزيونى، وهذه المصادفة قد تكون مكافأة معنوية لإبراهيم فى لحظة صعبة، ولكنها بالتأكيد تعكس معنى أكبر، فحجم موهبة إبراهيم وتنوعها أكبر وأعمق وأخطر من أن يحجب صوته وقيمه ومبادئه، فإن أغلقوا بابا فهناك ألف شباك للموهوب الاستثنائى إبراهيم.

ولا شىء ينافس موهبة إبراهيم سوى تدفقه وحماسه ووطنيته وجرأته فى الدفاع عن قناعاته، لا يبحث إبراهيم عن مصلحة أو مجد شخصى، ولا يملك بوصلة التقرب من السلطان والسلطة، ولكنه يمتلك ضميرًا وطنيًا يرفض المساومة أو التراجع عن موقف آمن به.

لا يحسب إبراهيم حسابا لحجم خصومه ومكاناتهم، لكنه يحسب ألف حساب لكلمة الحق الذى يؤمن به، ويلتزم بقناعاته حتى آخر نفس سواء كان هذا النفس فى جريدة أو برنامج، ولذلك من البديهى ألا يطول شهر العسل بين إبراهيم والدولة لفترة طويلة، وبالمثل من البديهى أن يكتسب خصوما أكثر من اكتسابه أصدقاء يدافعون عنه، وعن استمرار برنامجه.

وأزمة وقف البرنامح لا تخص إبراهيم عيسى وحده، وإلا لرفعت سماعة التليفون وواسيت زميلى، ولكن الخاسر الأكبر هو المجتمع ولو بعد حين.

فأخطر ما يواجهه مجتمع هو حجب الآراء والأصوات المختلفة، وحرمان المجتمع والدولة من التنوع الذى يثرى المناقشات، ويساهم فى اتخاذ القرار الصحيح، وربما يكون الصوت المعارض متعبا بعض الوقت، ولكنه بالتأكيد مفيد ومهم لكل الوقت، فما بالك لو كان هذا الصوت صوت إبراهيم عيسى بموهبته وثقافته وجرأته ووطنيته، أرجو ألا يغيب صوت إبراهيم أو برنامجه كثيرا، وأثق أن إبراهيم بموهبته المتنوعة سيجد طريقا آخر للتعبير عن قناعاته وآرائه، فمين يقدر على مولانا؟!