وزير الدفاع الأمريكي: بوتين لم يسهم في هزيمة داعش..والتعاون مع موسكو "صعب"

عربي ودولي

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن - أرشيفية


 قال وزير الدفاع الأمريكي المنتهية ولايته آشتون كارتر، إن روسيا لم تسهم بشئ للمساعدة في هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا، بل وتتبنى استراتيجية تهدف إلى عرقلة جهود الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم بشكل واضح.

وأضاف كارتر -في مقابلة مع صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية نشرتها على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- أن جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية للحد من النفوذ الأمريكي في ازدياد، مما يصعب من عملية إيجاد أطر تعاون بين واشنطن وموسكو.

وأعرب كارتر -الذي لديه تاريخ طويل في العمل مع المسئولين الروس بسبب طبيعة عمله- عن اعتقاده بأن هذا التوجه زاد على نحو مطرد تحت قيادة بوتين، قائلا إنه فيما يبدو أن هذا النهج هو جزء من تصوره الذاتي، وإن أحد الطرق التي يقيس بها نجاح سياسته لا يتمثل في النتائج التي يحققها على أرض الواقع، بل بمستوى الاضطرابات التي يمكن أن يحدثتها في بقية العالم، ويصورها لشعبه على أن لها مغزى سياسي..موضحا أن هذا هو السبب وراء صعوبة تشييد جسر مع قادة روسيا.

وقال كارتر -الذي سيترك منصبه في البنتاجون بمجرد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب زعامة البلاد في وقت لاحق من شهر يناير الجاري- إنه لا يسعى إلى تقديم المشورة للإدارة القادمة، مستدركا بأن تقييمه للسلوك الروسي -في سوريا وخارجها- يتناقض على نحو صارخ مع تحليل ترامب وبعض مستشاريه لروسيا عموما وبوتين على وجه التحديد.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب كان قد أبدى إعجابه ببوتين كقائد، وتطلع إلى علاقات أفضل مع روسيا في العموم، بل وأشار إلى روسيا كحليف محتمل في هزيمة داعش.

وقال الوزير الأمريكي "كلما ازداد حزم الجيش الروسي في دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الأشهر الأخيرة، كلما تعقدت الأمور بالنسبة للقتال ضد قوات داعش"، وإن الروس لم يفعلوا شيئا لمحاربة (داعش) فلطالما تعاونوا مع القوات الحكومية السورية في محاربة المعارضة المعتدلة، وإن كل ما فعلوه كان خاطئا بل ويتناقض تماما مع ما قالوا إنهم في طريقهم للقيام به.

ولفت إلى أن القادة الروس "لم يفوا بوعودهم باستغلال تواجدهم في سوريا لـ(تسهيل انتقال) السلطة من نظام الأسد الى حكومة موسعة تضم المعارضة المعتدلة للرئيس السوري"، واتهم موسكو بـ(مضاعفة الحرب الأهلية) في سوريا.

وتشير تعليقات كارتر إلى أن روسيا برزت باعتبارها قضية أمن قومي، تتناقض فيها إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما وإدارة ترامب القادمة تناقضا صارخا هو الأكثر لفتا للانتباه. وتأتي تصريحاته في الوقت الذي يبدأ فيه قادة من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب عقد جلسات استماع للنظر في عمليات القرصنة الروسية المزعومة في عرقلة الانتخابات الرئاسية 2016. 

ورفض ترامب- على خلاف الأخرين في الحزب الجمهوري- تقديرات الاستخبارات الأمريكية التي تفيد بتدخل روسيا سريا في العملية الانتخابية.

وردا على سؤال عما إذا كان الرئيس المقبل وفريقه يستحسنون الدور الذي تلعبه روسيا في سوريا على نحو أكثر من اللازم، أجاب كارتر: "لا أستطيع أن أتكلم نيابة عنهم، وينبغي عليهم تأسيس وجهة نظرهم حول هذه المسألة، أما أنا فقد عملت مع الروس لربع قرن حتى الآن منذ نهاية الحرب الباردة".

وقال كارتر إنه حاول اعتماد سياسة تتسم "بالقوة والتوازن" مع روسيا وأن يكون على استعداد للعمل مع الكرملين (الرئاسة الروسية) عندما يكون ذلك ممكنا، واستشهد بتهديدات كوريا الشمالية وإيران التي أتاحت التعاون بينهما.

وشجع وزير الدفاع الأمريكي الكونجرس والإدارة الجديدة على مواصلة تمويل البرامج المصممة لمساعدة حلفائهم الأوروبيين، ولا سيما الدول المتواجدة على الحافة الشرقية لحلف شمال الأطلسي، في التصدي لتدخل روسي محتمل.

وقال "أثق تماما أن هذا الدعم هو أمر ضروري ينبغي علينا القيام به، وعلينا أن نستمر في الاستثمار في ذلك. وسيتعين علينا الإثبات للقيادة في أوروبا أنه يجب المحافظة على اتحاد منظمة الناتو، لأن انشقاق أعضاء التحالف هو أحد الأهداف الروسية التي لطالما كانت وستظل من أهداف موسكو".

وعلى الرغم مما وصفه بتقاعس روسيا عن مكافحة داعش، أعرب كارتر عن تفاؤلة بسيطرة جهود الولايات المتحدة وحلفائها على هزيمة القوات التابعة لتنظيم (داعش)، وقال: إن سر سيطرتها هو استعادة مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية، اللتين تعتبرهما ميليشيات (داعش) بأنهما عاصمة للخلافة المزعومة.

وفي الختام، قال كارتر: "أثق أن هذا هو المسار الصحيح، وأن تلك المدينتين سوف تسقطان، مما قد يقطع شوطا كبيرا نحو القضاء على حقيقة وجود داعش في العراق وسوريا، بل وسيقضى على فكرة أن يكون لهذه ألافة مستقبل أو حتى يتم التسامح معاها".