رئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا: الإسلام مختطف والانترنت امتداد لفوضى الفتاوى (حوار)
* نصف مقاتلي داعش من أبناء أوربا
* ثلث الأمة المسلمة خارج الكيان العربي ويحتاجون إلى كيانات دينية
* عدد المسملين في أوربا 50 مليون مسلم
* 25% من مقاتلي داعش من المتدينون الجدد و20 % من النساء
* جماعات العنف لها كتائب في أي وقت تفجر نفسها
* الإسلام السياسي يركز على المراكز الإسلامية في الغرب
* الانترنت والفضائيات امتداد لفوضى الفتاوي
* تيارات اليمين المتطرف الصليبي تريد خلق حرب مع الضعفاء في البلدان المسلمة
قال الدكتور محمد البشاري، رئيس الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا، وأمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، إن جماعات العنف لها كتائب في أي وقت تفجر نفسها ، لأنها قدمت لها فهماً للدين والدعوى إلى التفجير أن فيه الوصول للجنة بطرق سهله، مضيفاً أن جماعات الإسلام السياسي تركز على المراكز الإسلامية ولهم أدوات تشهير وإشهار أقوى من الإتجاهات التي تؤمن بالسلم والاعتدال بالوسطية.
وأضاف "البشاري" خلال حواره مع "الفجر"، أن عدد المسلمين في أوروبا يقدر بـ50 مليون مسلم، وعندما نتحدث عنهم فنحن نتحدث عن قوة بشرية هائلة، وهذه الكتلة لم يصاحبها تكوين ديني يحميه مما جعل هذا الوجود مطية وهدف اختراق من جماعات العنف والإسلام السياسي والطائفي، مؤكداً أن هناك 50 ألف مقاتل في صفوف داعش من أبناء الأقليات المسلمة ، 12 الف مقاتل من أوربا ، و6 آلاف مقاتل مسلم من روسيا ، وآلاف الباقيين من بلدان أخرى ونصف المقاتلين من مجتمع الأقليات المسلمة.
كم يقدر عدد المسلمين في المجتمعات الغير مسلمة؟
يوجد خارج العالم الإسلامي عدد كبير جداً من المسلمين ، وهؤلاء المسلمين بحاجة إلى دور إفتاء، وكيانات دينية كبيرة تضمن لها التواصل الإيجابي مع المكونات الاجتماعية ، وتضمن أيضاً ألا يخترق المسلمين من الجهات والكيانات المتطرفة التي تستعملها لمصالحها.
كما أن ثلث الأمة الإسلامية خارج العالم الإسلامي بحاجة إلى وجود كيانات لتؤسس عملها الديني وتضمن التواصل الإيجابي مع المؤسسات الأم في البلدان العربية، خاصة وأن الجماعات المتطرفة تستعملها كورقة تستغلها في الأعمال الإرهابية، خاصة وأن الأقليات المسلمة في الغرب حديث العهد في بعض البلدان ، لكن في أقدم البلدان مثل فرنسا وأسبانيا موجودين من قدم الزمان .
كم عدد المسلمين في أوربا؟
عدد المسلمين في أوروبا يقدر بـ50 مليون مسلم، وعندما نتحدث عنهم فنحن نتحدث عن قوة بشرية هائلة، وهذه الكتلة لم يصاحبها تكوين ديني يحميه مما جعل هذا الوجود مطية وهدف وموضوع اختراقات كثيرة من جماعات العنف والإسلام السياسي والطائفي، وجعل هؤلاء المسلمين في هذه البلدان حلبة صراع ، تصفى في حسابات جماعات ، كما أن الأئمة الموجودين عندنا في أوربا لم يحصلوا على تكوين وعلم كافي على مهمة الإمامة والخطابة، وأغلبهم كانوا عمالًا ثم صاروا أئمة لسد فراغ معين فنحن بناء جديد لهذه المؤسسات، خاصة وأنهم يتأثرون بما يحدث في العالم العربي والإسلامي سواء إيجابي أو سلبي.
هل يوجد مقاتلين من صفوف داعش من الغرب؟
نعم.. يوجد 50 ألف مقاتل في صفوف داعش من الغرب ، و12 الف مقاتل من أوربا ، و6 آلاف مقاتل مسلم من روسيا ، وآلاف الباقيين من بلدان أخرى ونصف المقاتلين من مجتمع الأقليات المسلمة، كما أن 25 % من المقاتلين من داعش من المتدينون الجدد، و20 % من النساء وبذلك قدمنا للجماعات المتطرفة جيش جاهز في أي وقت للتفجير.
ولجماعات العنف لكتائب في أي وقت تفجر نفسها ، لأنها قدمت لها فهماً للدين والدعوى بأن التفجير فيه الوصول للجنة بطرق سهله، فالعمل الآن يأتي في توقيت زمني مهم جداً، نشهد فيه اضطرابات سياسية انتجت من خلاله اضطرابات مفاهيمية حول الدين، فلابد من إعادة النظر في المفاهيم من قبل المؤسسة الدينية الأم لهذا الفكر القتالي الذي استطاعت الجماعات الإرهابية من خلاله اختطاف معنى الإسلام الحقيقي وشوهت صورة الدين.
هل بالفعل المراكز الإسلامية في أوربا يسيطر عليها جماعات الإسلام السياسي؟
نعم الإسلام السياسي يركز على المراكز الإسلامية وله أدوات تشهير وإشهار أقوى من الإتجاهات التي تؤمن بالسلم والاعتدال بالوسطية وصوت الأحمق يدوي بقوة وصوت العاقل لا يسمع له، وبين المحاضر و الخطيب، الجماهير تتبع الخطيب بل ويسهل بسماع الخطيب تجيشها ، وبالفعل لهم حضور في كثر من البلدان الغربية لظروف وأسباب كثيرة.
هل هناك ارتباط بين الإرهاب وبين سيطرة هذه الجماعات على المراكز الإسلامية؟
نعم الارتباط قد يكون مباشر لقصور الأداء في الفهم والوظيفة، خاصة وأن الشباب يذهب للمواقع الالكترونية للبحث عن المعلومة الصحيحة في الدين، ولا أظن أن هناك مراكز إسلامية تجيش لداعش لكن عدم الخوض في عملية تصحيح الأفكار عند هؤلاء الشباب من الأسباب التي تؤدي إلى العنف.
ولماذا أصبحت الإسلاموفوبيا مصدر قلق هناك؟
نتيجة لعدة أسباب ، عدم الفهم، وقصور المسلمين في إيصال مفهوم الوسطية والدين الحقيقي وأنهم دعاة محبة وسلام، وانتشار تيارات اليمين المتطرف الصليبي الذي يريد خلق حرب مع الضعيف في البلدان المسلمة من المسلمين.
كيف يمكن مواجهة فوضى الفتاوي من غير المتخصصين؟
صعب السيطرة على هذا الأمر لأن هناك انترنت وفضائيات، ودعاة جدد والحركة الوحيدة التى توقف امتداد فوضى الفتاوي أن تعمل المؤسسات الإفتائية على انتاج فقهي يتفاعل مع الشباب حتى لا يندرج تحت تيارت أخرى.
من الممكن أن تخاطب الشباب بعقليتهم ووسائل التواصل التى يستعملوها على السوشيال ميديا ، لكن الخطاب من المؤسسات الرسمية تقليدي لا يتفاعل مع الشباب ومرتبطة بالقرار السياسي ويتعزر عليها ذلك، لكن على الإعلام له دور كبير
كيف يتم سحب البساط الدعوي من جماعات التطرف في المركز الإسلامية؟
نعمل على ارسال أئمة ملتزمون ينتهجون الوسطية إلى هذه المراكز.
ما الدور به المنوط به تأهيل الأئمة في الغرب؟
يجب فتح مجال ودعم المؤسسات هناك التي تعمل على نشر الوسطية بلغاتها وفكرها وثقافتها، ودعونا من الفتاوي المعلبة والمستوردة، ونري فكر منتج بثقافة الأوربية والشعوب التي يعيش فيها.
الخطر الكبير الموجود هناك تطرف اليمين المحافظ وتطرف اليسار وأصبح محاربة المسلمين هي المشترك بين هذه الأحزاب لسبب أن المحيط والقتل باسم الإسلام، ولسنا بحاجة إلى استراتيجيات كيف نحرر الإسلام لكن في حاجة لتحسين الصورة.
هل الإسلام مختطَف حقاً من قبل المتطرفين؟
نعم، الإسلام مختطَف من قبل المتطرفين والمنتسبين إليه، ويجب على العلماء أن يستعيدوا الإسلام ويحرروه من أيديهم ولا بد من دور قوى وفاعل للأزهر الشريف حامل لواء علوم الدين.
ما دور منظمة المؤتمر الإسلامي- الأوروبي في تجديد الخطاب الديني؟
لا بد أن ندرك أنه من الصعب إنتاج معرفة دينية من دون أن يكون هناك تجديد للخطاب الديني لوجود أزمات في الأفكار التي جاء بها المهاجرون المسلمون من بلادهم، وكذلك ما تحويه المناهج المتطرفة لبعض المسلمين الذين يعيشون في الغرب، لذلك فمن الأولى تصحيح هذه الأفكار والمناهج المغلوطة ضمن تجديد الخطاب.