مى سمير تكتب: التنظيم الإرهابى حصل على صواريخ موجهة بالأشعة من ليبيا.. تكفيريون من سوريا انضموا إليه

مقالات الرأي



تقرير ألمانى: إرهابيو سيناء تلقوا أسلحة متطورة.. ومحترفون انضموا إليهم

■ باحث أمريكى: التنظيم يهدف لإضعاف معنويات الجيش المصرى ولكنه سيفشل


تحت عنوان «تنظيم الدولة الإسلامية وولاية سينا»، نشر مجلس العلاقات الخارجية الألمانى ورقة بحثية تتناول تفاصيل العلاقة التى تربط بين تنظيم داعش وبين العمليات الإرهابية التى تحدث فى سيناء وأهم أجزاء ذلك البحث هو ذلك الجزء المتعلق بالإمكانيات العسكرية للتنظيم الإرهابى.


1- أسلحة حديثة ومتطورة بين أيدى إرهابيى سيناء

بحسب الورقة البحثية فإن تنظيم ولاية سيناء لا يوجه عملياته فقط صوب جهات الأمن المصرية، سواء جيشًا أو شرطة، ولكنه يقوم بعمليات اغتيال لأى شخص يتعاون مع الجهات الأمنية، حيث يملك التنظيم فى سيناء إمكانيات عسكرية تمكنه من تنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق، منها عبوات ناسفة قادرة على تفجير المدرعات العسكرية والدبابات، بجانب الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات الروسية الصنع كونرت، والصواريخ غير الموجهة «الآر بى جى»، القادرة على تدمير الدبابات والعربات العسكرية.


2- استراتيجية ثلاثية الأبعاد

وبحسب جانتزن جورج جارنيت، الباحث فى معهد دراسات الحرب فى واشنطن، والمتخصص فى شئون تنظيم داعش فإن تنظيم ولاية سيناء، الموالى لداعش يعتمد على عدة استراتيجيات فى تنفيذ حربه الإرهابية ضد الدولة المصرية، نشر الباحث على موقع سيكورتى أفايرز تقريراً تحت عنوان «دولة إسلامية فى سيناء»، أشار فيه إلى أن الوضع يزداد خطورة فى سيناء بسبب اعتماد التنظيم الإرهابى على هذه المدفعية الثقيلة التى تمكنه من تطبيق استراتيجية مواجهة جديدة غير مسبوقة فى مصر، قائمة على استخدام الأسلحة الثقيلة.

يذكر أن مثل هذه العمليات الإرهابية التى تعتمد على الإمكانيات العسكرية الثقيلة هى استراتيجية معروفة لدى التنظيمات الإرهابية والميليشيات العسكرية فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث يجعل الاعتماد على هذه الإمكانيات العسكرية من صواريخ ومضادات دبابات المواجهة القائمة فى سيناء أقرب للحرب العسكرية الحقيقية.

على سبيل المثال فى يناير 2014، تمكن التنظيم من إسقاط مروحية حربية تابعة للجيش الثانى الميدانى وقتل طاقمها بالكامل باستخدام صاروخ موجه مضاد للطائرات من طراز س-أ-16 أو س-أ-18، وهو الأمر الذى يعكس حقيقة امتلاك التنظيم لأسلحة متطورة فمثل هذه الصواريخ تعد من أحدث وأدق الصواريخ البعيدة المدى، حيث تعمد مثل هذه الصواريخ على الأشعة تحت الحمراء لتتبع الهدف.

كما يعتمد التنظيم على المزج بين المدفعية الثقيلة والخفيفة والصواريخ الموجهة وغير الموجهة والقناصة لدعم أى هجوم إرهابى يقوم به التنظيم، ما يشكل غطاء شديد التعقيد لمنفذى العمليات الإرهابية التى يتأرجح عددهم بين عشرات إلى مئات العناصر وفى بعض الأحيان تستهدف هذه التشكيلات المدن أو القرى وفى أحيان أخرى تستهدف تمركزات أمنية.

لكن الاستراتيجية التى يعتمد عليها التنظيم وتحقق الضرر الأكبر بالقوات المصرية هى تلك التى يطلق عليها التنظيم التوغل، وهى استراتيجية يمكن وصفها بعمليات حرب العصابات التى تعتمد فى المقام الأول على انتحارى أو أكثر يقومون بالهجوم على الكمائن أو أقسام الشرطة ويشمل ذلك عمليات الكر والفر على أهداف عسكرية مع محاولة فرض السيطرة الكاملة على أكبر مساحة لفترة محدودة بتشكيلات قليلة العدد وخفيفة التسليح، ويحرص التنظيم فى هذا الإطار على تجنب أى مواجهة مباشرة طويلة أو متوسطة المدى مع قوات الجيش أو الشرطة.

وبحسب الباحث جانتزن جورج جارنيت، فإن نمو الإمكانيات القتالية لتنظيم ولاية سينا، يعد مشكلة حقيقة تزيد من تعقيد الوضع داخل سيناء التى تشهد حرباً حقيقية تتضمن إلى جانب استراتيجية حرب العصابات، استراتيجية أخرى وهى استهداف المدنيين عبر العبوات الناسفة أو عمليات الاغتيال أو اللجوء للعمليات الانتحارية، ما يشكل ضغطاً مضاعفاً على الجهات الأمنية التى تجد نفسها فى مواجهة جماعة لا تهتم سواء بتحقيق أكبر قدر من الخسائر سواء على المستويين المدنى والعسكرى.


3- دعم من إرهابى سوريا والعراق لتابعيه فى سيناء

هذه الإمكانيات العسكرية التى يتمتع بها التنظيم الإرهابى بفضل الدعم العسكرى الذى يتوفر له من جانب داعش التنظيم الإرهابى الأم، أو غيره من التنظيمات الداعمة لولاية سيناء مكنت التنظيم من تطبيق تلك الاستراتيجيات المتنوعة التى سهلت له تنفيذ العديد من العمليات المعقدة التى تعكس تلقى التنظيم دعمًا لوجستيًا وعسكريًا وتلقى عناصره لتدريبات عالية. ومنذ انضمام ولاية سيناء، لتنظيم داعش اعتمد الأول على نحو متزايد التكتيكات والتقنيات والإجراءات المستخدمة من قبل تنظيم داعش فى العراق وسوريا، وقد أثار الاندماج بين تنظم ولاية سيناء وداعش، العديد من الأسئلة والمخاوف بشأن قدرات هذه المنظمة الجديدة ومدى اتساع قدراتها العسكرية بعد تعاونها داعش.

والمؤكد أن إعلان الولاء لداعش فى 2014، انعكس بشكل مباشر فى زيادة القدرات القتالية للتنظيم بعد تلقيه كل مايحتاجه من دعم، وحسب جانتزن جورج جارنيت، فإن الانضمام لداعش جعل التنظيم باختصار أكثر فتكاً.

ولكن حتى قبل الانضمام للداعش كان التنظيم بالفعل من أكثر الجماعات الارهابية خطورة فى مصر، مع تاريخ من الهجمات، بما فى ذلك سلسلة من العبوات الناسفة التى تحملها السيارات المفخخة وسلسلة عمليات انتحارية بسيارات مفخخة فى النصف الثانى من عام 2013 ويناير 2014.

ومع ذلك، فإن التنظيم تعرض لهزائم عظيمة على يد الجيش المصرى، وعلى سبيل المثال ما حدث فى الأشهر الأولى من عام 2014، عندما لقى تسعة من العناصر القيادية فى التنظيم مصرعهم فى اشتباكات مع القوات المصرية، بما فى ذلك أحد مؤسسى الجماعة و3 من قدامى العناصر التى شاركت فى الحرب السورية.

لكن من أين يأتى التمويل؟ وإلى أى مدى يرتبط تنظيم ولاية سيناء بتنظيم داعش؟ أسئلة طرحتها الورقة البحثية على موقع مجلس العلاقات الخارجية الألمانى.

التسليح، التدريب، والتجنيد، هى العناصر الثلاثة الرئيسية من أجل دعم الاستراتيجية العسكرية لتنظيم ولاية سيناء، وتشير الورقة البحثية إلى أن التقارير تلفت النظر إلى تدفق الأسلحة من ليبيا هى تقارير تحظى بقدر كبير من المصداقية، ورغم الأسلحة المتقدمة التى يملكها التنظيم إلا أنه فى النهاية لا يملك نفس القدر من الأسلحة التى يملكها تنظيم داعش فى سوريا والعراق سواء من ناحية الكم أو الكيف.

وتشير الورقة البحثية إلى أن هناك نقاط اتصال بين تنظيم ولاية سيناء وبين الإرهابيين فى غرب ليبيا من خلال هشام عشماوى وجماعته «المرابطين»، على ناحية أخرى يتم التواصل بين تنظيم داعش فى سوريا وولاية سيناء، حيث انتقل إرهابيون من العراق وسوريا إلى سيناء.


4- التنظيم يهدف لمحاولة التأثير على معنويات الجيش المصرى

إلى جانب محاولة سيطرته على الأرض وتأسيس دولة خاصة، أشارت الورقة البحثية إلى أن أحد الأهداف الرئيسية التى يسعى التنظيم لتحقيقها هو النيل من الحالة النفسية للضباط والجنود المصريين وذلك من خلال الاستهداف المستمر للقوات والعمل على تنفيذ عمليات دموية أو إعدام العناصر العسكرية التى يتم أسرها لإحباط بقية الجيش المصرى أو الشرطة، ولكن تنظيم ولاية سيناء لا يدرك صعوبة تحقيق هذا الهدف فمثال هذه العمليات لم تؤثر على قدرات الجيش القتالية. ومثل بقية المناطق التى تخضع لسيطرة تنظيم داعش يسعى تنظيم ولاية سيناء إلى إصابة استهداف جميع العناصر المحلية التى تقدم المساعدة لقوات الجيش وذلك بصرف النظر عن القبيلة التى ينتمون إليها، وهذه النقطة بالتحديد نشرها تنظيم داعش فى دليل إرشادى له حول استراتيجية التنظيم فى مواجهة أى عناصر تتعاون مع القوات الأمنية.

وبحسب الدليل الإرشادى فإن القضاء على عناصر تتعاون مع قوات الأمن تمكن التنظيم من منع أى شخص أياً كانت انتماءاته من التعاون مع قوات الأمن بما فى ذلك المعادين للتنظيم، هذا النوع من الترهيب يحقق للتنظيم هدفه فى القضاء على أى مصدر معلومات من شأنه مساعدة قوات الأمن.