نادية صالح تكتب: ثلاثية مصرية جدا.. 1- كتاب "شخصية مصر".. 2- التجديد.. 3- طارق نور

مقالات الرأي



1- كتاب (شخصية مصر): هذا الكتاب أو الموسوعة مصرية جدا.. ومن تخطى الأربعين من عمره ولم يعرفه أو يقرأه أو يسمع عنه فلابد أنه خواجة من بلاد برة.. المثقفون يعرفونه ويعرفون أن د.جمال حمدان هو من وضعه للمكتبة المصرية والعربية فى أربعة أجزاء.. ود.جمال حمدان أحد أساطين الجغرافيا السياسية فى مصر والوطن العربى كله، ظل معتدا بنفسه وعلمه حتى آخر يوم فى حياته وخاض معاركه بكل الشرف والوطنية وقد جعل د.جمال حمدان من شخصية مصر عبقرية وشرح فى كتابه عبقرية المكان والزمان للشخصية المصرية، وكان ذلك فى الثمانينيات من القرن الماضى وظل وسيظل هذا الكتاب أحد أهم مراجع الجغرافيا السياسية، ولكن ولأن العبقرية يشملها نوع من الجنون فلابد أن ندرس هذه الشخصية العبقرية ولابد أن يسرى عليها ما يسرى على كل ما هو «عبقرى» فلا ننزعج مثلا إذا ما طرأ علينا جديد، ولا نحزن إذا ما غادرنا غالى من تقاليدنا أو أعرافنا، بل لابد أن نكون على يقين من أنها «حالة» ساعة تروح وساعة تيجى فهذه بعض سمات العبقرية، وقد أعجبنى ما جاء بقلم المفكر الاقتصادى العظيم د.جلال أمين بجريدة الأهرام بتاريخ 9 يناير الحالى بعنوان «أخطاء كبيرة لمفكرين عظام» وفيه يضع د. أمين كل أو معظم كتب العظماء ونظرياتهم فى العالم كله موضع البحث بل إعادة النظر، مثل «فرويد» و«آدم سميث» مؤسس علم الاقتصاد، وحتى «العولمة».. باختصار د.جلال أمين يضع ويؤكد على ضرورة تأمل وعبث الأفكار حتى لو كانت لمثل هؤلاء العظماء لأنهم قد يقعون فى أخطاء كبيرة، د.أمين يطالبنا دائما بإعمال العقل.. يطالبنا بالتفكير.. ثم التفكير ثم التفكير مهما كانت الأفكار لعظماء ومهما علت نظرياتهم فقد «يخطئون».. وجل من لايخطئ.

2- التجديد: وهى كلمة استحدثت أخيرا وبدأت بعبارة تجديد الخطاب الدينى والذى تطلبته الظروف وما نمر به من أحداث وأفكار تحتاج إلى التجديد.. ولكن.. وتظل هذه الـ «لكن» طالما نفكر ونعمل عقولنا، نحن نحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى، وتجديد الخطاب الثقافى وتجديد الخطاب الاقتصادى وتجديد الخطاب الاجتماعى وتجديد الخطاب السياسى أيضا.. التجديد مطلوب بل هو حتمى.. ولعل ما كتبه د.جلال أمين عن أخطاء مفكرين عظماء يجعلنا أكثر امتنانا بضرورة التجديد فى كل شيء.. للحفاظ على التطور ومواكبة زماننا الذى نعيشه.

3- طارق نور: ولأن هذه الثلاثية مصرية جدا كان «طارق نور» الإعلامى المثقف وأحد أيقونات الإعلام المصرى الذى يحرص على التطور مع الزمن والمراحل التى نعيشها، فبعد أن عرفنا طارق نور بإعلاناته فى الإذاعة والتليفزيون.. وبجاذبية خاصة أحبها المستمع والمشاهير، وبعد أن مضت السنوات وجاءت القنوات واستحدثت الفضائيات، ولأنه مصرى جدا.. صور لنا طارق نور «القاهرة والناس» فضائيتان ناجحتان.. ضمت كل منهما السياسة والترفيه والمجتمع.. باختصار تقول لنا دائما هذه هى (القاهرة والناس).. وللحق أنا لم أقابل السيد (طارق نور) إلا مرة واحدة استمعت فيها إلى بعض أفكاره التى كان يستعرضها فى محاضرة لا أتذكر مكانها ولكن كان ذلك من سنوات بعيدة، وأتذكر أن إعجابى بهذه الأفكار جعلنى أطلب الكلمة وقتها وعلقت على ذلك وقلت: «لو كان الأمر بيدى لطلبت القبض على طارق نور ليقوم بتنفيذ هذه الأفكار فورا» وذلك من فرط إعجابى بها ومرت السنوات وظل نجاح طارق نور مستمرا، ولكن فوجئت بما كتبه الكاتب الكبير «محمد السيد صالح» بجريدة المصرى اليوم محذرا من محاربة نجاح طارق نور بعد إيقاف أو اعتذار «إبراهيم عيسي» كما يحلو للسيد طارق نور أن يسميه عن تقديم برنامجه، ويضيف الأستاذ (صالح) فيما كتبه بشأن حملة ترشيد الطاقة التى يديرها طارق نور باقتدار وكيف أنهم فى طريقهم لإسنادها لآخر من «المقربين» صاحب وكالة أخرى الأستاذ (صالح) يحذر من خسارة رجل ناجح مثل (طارق نور) أو حتى «سد نفسه»، ولعلى أضم صوتى إلى صوت الاستاذ صالح لدعم هذا الإعلامى المثقف الذى هو «طارق و«نور» فى نفس الوقت.. أرجوكم لاتطفئوا الأنوار من فضلك فهى أنوار مصرية جدا.