د. رشا سمير تكتب: معرض القاهرة الدولى للكتاب "تاريخ.. تجديده فرض"

مقالات الرأي



حين كُتب الأدب المصرى بأقلام العظماء مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعى وتوفيق الحكيم وغيرهم..حفرت مصر إسمها بحروف من ذهب فى تاريخ الإبداع العربي..

كانت مصر دوما رحما للمفكرين والأدباء والفنانون..رحم قادر على إنجاب الموهوبين بحق، ولفظ أنصاف المبدعين..فكان إجهاض الفاشلين هى سمة عصور الإزدهار..

كان الشرق يتطلع إلى مصر وكأنها نجم عالى فى سماء الإبداع لا يضاهيها ضوء آخر ولا تجرؤ النجوم الأخرى على أن تستطع بجوارها..
كانت مصر يوما مدرسة لكل الأقلام من سائر الدول العربية لتتعلم وتقف خاشعة فى محراب الإبداع المصرى..محراب إلتف حوله وتفتحت عليه عيون أبناء الوطن العربي بأسره من الشرق إلى الغرب..فمن الأدب إلى الفن والموسيقى تعلموا، بل ووقعوا فى عشق مصر من خلال فنانينا وأدبائنا..

من روائع الأدب نُسجت الأفلام العربية التى كانت ولازالت ببساطة تحمل تاريخ مصر، مثل (القاهرة 30) و(أنف وثلاث عيون) و(الحب الضائع) و(شروق وغروب).. أعمال تعلم منها المجتمع الرقي الفكرى والحوار المتحضر..
إذن أضافت الثقافة للمجتمع..إذن صنعت أقلام الروائيون والدراما المصرية لمصر مكانة من الذهب الخالص بين كل أبناء الأوطان العربية..
أما اليوم وبعد غياب الأقلام العظيمة والأدباء الكبار تبدل الحال..فهل تبدل من أحسن إلى سئ؟ أم من سئ إلى الأسوأ؟.. هذا هو السؤال الذى ظل يلح على منذ وطأت قدماى معرض القاهرة الدولى ال48 للكتاب..
                                _________
حكاية ثقافة لها تاريخ:

معرض القاهرة الدولي هو معرض من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، بدأ في عام 1969، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة الدكتور ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب..هذا على الصعيد التاريخى للمعرض..أما عن الصعيد الشخصى فأنا لن أنسى تلك الأيام البعيدة التى كانت تصطحبنى أمى فيها إلى أرض المعارض بالجزيرة لحضور معرض الكتاب، وكيف كانت تلك المناسبة مناسبة ذات مذاق خاص وبهجة لا تضاهيها بهجة..فالكتاب فى تلك الأونة كان ورقيا بلا منازع..فلا مجال للكتاب الألكترونى ولا الكتب المزورة على الأرصفة ولا المكتبات الكبيرة، فكان معرض الكتاب هو الحضن الحقيقي المتفرد للثقافة..والمناسبة التى ننتظرها لنقتنى الكتب..كان المعرض نظيفا بقاعات عرض مناسبة تليق بإسم أكبر دولة فى الشرق الأوسط وأقدم معرض كتاب بها..ثم تدهور الحال بدون سبب..وتبدل شكل المعرض منذ إنتقل إلى أرض المعارض بمدينة نصر..
من 1969 وحتى 2017..أعوام من الإختلاف، تبدلت الأوضاع وإنهار الشكل الحضارى للمعرض كما تردت أشياء كثيرة ومعانى كبيرة، ومع ذلك لازال العارضون يأتون إليه من سائر بلدان العالم للمشاركة، فقط من واقع إسم مصر كدولة عظيمة ولها مكانتها الكبيرة..
 
معرض الكتاب 2017..ما له وما عليه:

لازال معرض كتاب القاهرة هو المعرض الأول فى الوطن العربي من حيث القوى الشرائية..وهذا هو ما يدفع الناشرين برغم كل الصعاب أن يشاركوا فيه..فعلى الرغم من التعثر الإقتصادى الذى تواجهه مصر جراء تعويم الجنيه، وهو ما بث الرعب فى قلوب الناشرين هذا العام خوفا من عدم وجود قوة شرائية بشكل يحقق لهم الربح إلا أنه وبعكس كل التوقعات، تهافت الشباب على المعرض ونشرت المواقع الإجتماعية صور لطوابير وتدافع بين الشباب أدى إلى وقوع الخيم فوق الرؤوس..ولكن النكتة أن الجنازة حارة والميت كلب! لماذا؟ لأن التدافع لا يكون إلا على العناوين التافهة وكُتاب السوشيال الميديا الذين صنعتهم اللايكات الزائفة والتلميع الوهمى وجوهر بلا محتوى..

هذا العام وبسبب تعويم الجنية، أرتفعت أسعار الإيجارات حتى وصل المتر إلى 200 دولار مما جعل بعض الناشرين يعزفون عن المشاركة من باب الخوف من البيع..مثل دار الأداب اللبنانية مثلا..وهو ما إذا قارناه بالمعارض العربية يعتبر سعر باهظ لأن إيجارات المعارض الأخرى تتراوح ما بين ال100 وال150 دولار للمتر.

يشكو الناشرون من عدم توافر أى خدمات أدمية من أول أرفف نظيفة لرص الكتب مما يدعوهم إلى تفصيل أرفف على حسابهم الخاص وحتى غياب المرافق العامة مثل الحمامات التى يعتبرون دخولها بمثابة العملية الإنتحارية!. ومرورا بعدم وجود مقهى واحد نظيف لتقديم مشروبات أو أطعمة خفيفة مضمونة.

يشكو الناشرين أيضا من تعسف الأمن ضد دخول أى كتب قبل الخامسة مساءا مما يجعل وصول عناوين جديدة، لا تجد فرصة لعرضها فورا مما يخيب آمال العارضين الذين يحاولون بشتى الطرق تعويض خسارة الأسعار هذا العام..

من ضمن ما سمعت من حكايات داخل أروقة المعرض أيضا، حكاية آلمتنى وأذهلتنى، هى تعرض بعض صناديق الناشرين إلى تفتيش فى الجمارك وحتى لو كان هذا الإجراء واجب فى ظروف الإرهاب الذى نعايشه، لكن أن يتم فتح الصناديق ورمى محتوياتها على الأرض ولملمتها بطريقة أدت إلى إتلاف الكثير من الكتب بل وضياع الكثير أيضا مما زاد الحمل المادى على الناشرين وزادهم سخطا على سخط، بل ويضع مصر فى موقع حرج مثلما حدث مع جيتار المطرب العالمى براين أدمز حين أتلفه رجال الجمارك بالكتابة عليه بأقلام دائمة الأحبار!.
هذا أيضا بالإضافة إلى السباق الذى يحدث كل عام بين العارضين فى محاولاتهم المستميتة للحصول على أماكن عرض أفضل من حيث الموقع، هذا بالقطع يتم بالعلاقات والإكراميات والكثير من المحاولات التى تتم من تحت الترابيزة، هذا يعيدنا إلى العام الماضى والرشوة التى قدمها الرجل الذى قام بتجهيز وتوريد الخيام وكانت فضيحة بكل المقاييس..

ولازال تزوير الكتب فى سور الأزبكية هو الطابع السائد للمعرض..ولازالت تلك هى المأساة الكبرى، كيف تسمح الدولة بأن يتم بيع الكتب المزورة جنب إلى جنب مع العناوين الأصلية..إنها خسارة وأية خسارة للكتاب والناشرين..إنها مسئولية الدولة دون شك..ولكن إحقاقا للحق فقد قامت المباحث بضبط 40 ألف نسخة مزورة فى مطبعة بالمطرية إستعدادا لطرحها فى المعرض من خلال سور الأزبكية..وهى خطوة تستحق الإحترام ولكن يجب فعلا تطبيق قانون صارم على هؤلاء المزورين حتى يكفون عن تكرار تلك العمليات القذرة.
 
طوفان من العناوين:
أعتقد أن من لم يقم بتأليف كتاب هذا العام لن تتاح له هذه الفرصة مرة أخرى!..
إن كم العناوين التافهة والأعمال التى بنيت على صناعة الوهم هى أكثر وأقوى من أى سنة أخرى، ولو أن هذا المظهر كان موجود فى السنين الماضية، مثلا مثل الضجة الرهيبة التى صاحبت صدور كتاب (حبيبتى) لزاب ثروت العام الماضى..والدليل على أن الموضوع برمته مجرد فقاعة هواء..أين هو زاب ثروت هذا العام؟

هناك مجموعة أعمال تحمل عناوين عجيبة مثل:

(الحياة على سطح البطيخ- شكلها سافرت- الخبيث- النبض صفر-زهرة الشيخ عشق-بنت نبي- فيها حاجة حرشة- بالطو وفانلة وتاب- كيف حالك جدا- سنتين وأنا أحايل فيك- جونلات قصيرة)
قد تكون العناوين فى بعض الأحيان ظالمة للمحتوى ولكن بكل حيادية بعد الإطلاع على محتوى أغلبهم كان تقديري لأغلب عناوين هذا العام هو (صفر)!..فالأديب إما يقدم فكرة جديدة ومحتوى مختلف حتى لو لم تكن لغته قوية..وإما أن يقدم لغة متفردة لفكرة قديمة..ولكن أن يصبح المحتوى واللغة بالغين الرثاء، فهو بالأسف حال جزء كبير من أدب المعرض هذا العام..
 
أهم الإصدارات:

«قبِّل بنتًا حزينة» – حمدي عبد الرحيم – دار الشروق

ترتبط قصص هذه المجموعة بخيط خفي يكاد يغزلها في نسيج واحد، إذ إن جميعها تقريبًا يشترك في كونها رحلة طويلة من أجل الوصول. رجل دين مشهور يريد الظفر بحبيبة عمره المتمردة. عاشق للوحدة ولموسيقى بليغ حمدي، يسعى لفك رموز تلك السيدة الغامضة التي ظهرت في حياته فجأة. حتى أنت، ستجد نفسك متورطًا في رحلة مدهشة من أجل الوصول إلى سر الفتاة الحزينة، والفوز بجائزتها الخالدة.
 
«اسمي فاطمة» – عمرو العادلي – الدار المصرية اللبنانية

الرواية الخامسة لعمرو العادلي الحاصل على جائزة ساويرس في العام الماضي عن مجموعته القصصية «حكاية يوسف إدريس»، في روايته «اسمي فاطمة» يتتبع العادلي رحلة بطلتها فاطمة، الفتاة الريفية البسيطة التي تترك قريتها لتتزوج من ضابط شرطة مقيم بالقاهرة، وتتوالى الأحداث في شكل يقف على تخوم الواقع ودهشة الخيال، تتابع الرواية أدق التغيرات التي تحدث للبطلة طوال مشوارها من البراءة وحتى التأقلم على حياة المدينة التي لا تتناسب ورؤيتها البسيطة تجاه العالم، إلى أن تقع بعض الأحداث التي لا تستطيع معها الوقوف مكتوفة الأيدي، فتتدخل لتدافع عن العالم البريء الذي لا يزال ينمو في مخيلتها، وتحدث وقائع ومفارقات تغير من مجرى الشخصيات والأحداث.
 
«أخيلة الظل» – منصورة عز الدين – دار التنوير

في «أخيلة الظل» نحن أمام لعبة افتراضات وتخيلات لا يتضح تمامًا من يديرها، كاميليا؟ أولجا؟ أم راوٍ خفي يحرك الجميع بين مدن واقعية وأخرى متخيلة، ويجوس في ذاكرة الشخصيات التي تشبه الأواني المستطرقة؟  هكذا تقدم الرواية سردية تتشكل من التمازج بين الوعي والذاكرة، الحلم والواقع، الماضوي والآني في لعبة سردية مثيرة؛ لعبة كتابة متبادلة، تتخللها قصص ومرويات يكتبها أبطال اعتادوا تبادل حكاياتهم. ومن مقعد خشبي على ضفة نهر الفلتافا في براغ، ينفتح صندوق حكايات، تُنسَج منها مرويّة ذات إرث ثقافي متنوّع.
 
«خريف دماء وعشق» – أحمد مدحت – دار دوّن

الرواية الثانية لأحمد مدحت..في هذه الرواية حكاية عن نفوس حائرة لا تعرف الطريق، ومعارك زعيم فقد حبه الأول، وسحر محبوبة حسناء رحلت وبقي أثرها، وآثار في كل ركن ولكنها لا تكفي للجواب على الأسئلة العظمى التي تحير الحكيم الطيب المتعطش للقتل والانتقام.
رواية ملحمية، تدور رحاها بين الحرب والحب، السلطة والشعب، التاريخ الأول لبداية تأسيس وتوحيد مصر الأولى وما استقر عليه الواقع الآن.. بين محاولات النجاة بفرصة أخيرة للحياة وفرص الهروب من معسكرات الملوك ولؤم الكبار، رواية ممتلئة بالأسئلة والإجابات والحكايات التي سيظل أثرها باقياً.
 
«كل هذا الهراء» – عز الدين شكري فشير – دار الكرمة

يعود الكاتب وأستاذ العلوم السياسية إلى الكتابة الروائية بعد روايته الأخيرة «باب الخروج» التي كانت قد أثارت جدلاً واسعًا كونها تنبأت بالانقلاب العسكري الراهن، يعود إلى «أمل وعمر في الفراش» في هذه الرواية المزلزلة، التي يحكي فيها عن أمل التي تستيقظ في الفراش مع عمر، الذي بالكاد تعرفه. وفي الساعات المتبقية حتى موعد طائرة أمل مساء اليوم التالي، نكتشف من خلالهما جوانب من مصر الأخرى، القابعة تحت السطح في خليط من اليأس والأمل لا ندري إن كان سيدفعها للانفجار أم يقتلها كمدًا. رواية مثيرة، ستجعلنا نعيد التفكير في كثير من المسلَّمات.
 
«صوت الغراب»  – عادل عصمت – الكتب خان ـ

سردية روائية على لسان البطل الذي يحكي عن «تاريخ عائلته من منظور النساء»، فيحكي عن عمته التي مات حبيبها، وماتت هي بعده «في غرفة مظلمة»، وعن أمه التي «كانت مخاوفها أكبر من أن تتخلى عن رائحة الينسون». وعن أخته «مريم» التي لم يغفله الحديث عنها منذ حكاية مولدها، فهي تشبه عمته، ربما ليس في طبيعة الأحداث التي مرت بها عمته، وإنما في أنها «حرة»؛ و«ابتسام» هي الأخرى التي ربما ظن أنها دمرت دليل وجوده، بعد أن مات الجنين الذي حملته داخلها منه. الرواية الجديدة لـ«عادل عصمت» الحائز على جائزة نجيب محفوظ في العام الماضي.
 
((العالم عام 2050)) - جلال أمين- دار الكرمة

الكتاب هو محاولة لاستشراف ما يمكن أن يكون عليه العالم في منتصف القرن الواحد والعشرين.
ويخصص فيه أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية الدكتور جلال أمين فصلين لتناول مستقبل مصر والوطن العربي، كما يتناول المؤلف مستقبل بعض المفاهيم والنظم وأنماط المعيشة التي تشغل بالنا وتؤثر في حياتنا في الوقت الحاضر، كالرأسمالية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
وينهي العالِم الاقتصادي كتابه بفصل عما يمكن أن يصبح عليه حال علم الاقتصاد والفكر الاقتصادي بوجه عام بعد خمسين عامًا.

(( زرايب العبيد )) - نجوى بن شتوان - دار الساقى 

تجمع الرواية بين السيد محمد والعبدة تعويضة علاقة حُب تُعد محرمة فى عرف السادة الذين إعتادوا إتخاذ العبدات خليلات، فيرسل الوالد إبنه فى تجارة لإبعاده، وتسقي الأم تعويضة سائلا فى محاولة لإجهاضها ومن ثم يتم تزويجها بأحد العبيد..
عند عودة محمد من رحلته يعلم أن أهله قد قتلوا إبنه وأرسلوا حبيبته إلى حيث لا يدرى، فيبدأ البحث عنها دون جدوى..
الرواية ترفع الغطاء عن المسكوت عنه من تاريخ العبودية فى ليبيا، ذلك التاريخ الأسود الذى مازالت آثاره ماثلة حتى يومنا الراهن..
الروائية حائزة على جائزة مهرجان الشارقة للإبداع العربي فى مجال المسرح وجائزة مؤسسة هاى فيستيفال لأفضل 39 كاتبا عربيا لعام 2009.
 
إصدارات وصلت لجائزة البوكر 2017:

يتيح المعرض أيضا فرصة للقارئ أن يحصل على مجموعة الإصدارات الحديثة التى وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية والتى من المنتظر أن يعلن عن الفائز بها فى معرض كتاب أبو ظبي هذا العام..
أغلب تلك العناوين موجودة بمختلف الأجنحة والسرايات بالمعرض بخلاف بعض دور النشر التى لم تشارك هذا العام..
تلك القائمة ضمت الآتى:
"فهرس" للروائي سنان أنطون (العراق/منشورات الجمل)، و"السبيليات" للروائي إسماعيل فهد إسماعيل (الكويت/نوفا بلس للنشر والتوزيع)، و"زرايب العبيد" للروائية نجوى بن شتوان (ليبيا/دار الساقي)، و"المغاربة" للروائي عبد الكريم جويطي (المغرب/المركز الثقافي العربي)، و"سنة الراديو" للروائي رينيه الحايك (لبنان/دار التنوير)، و"مذبحة الفلاسفة" للروائي تيسير خلف (سوريا/المؤسسة العربية للدراسات والنشر)، "أولاد الغيتو - اسمي آدم" للروائي إلياس خوري (لبنان/دار الآداب)، و"مقتل بائع الكتب" للروائي سعد محمد رحيم (العراق/دار ومكتبة سطور)، و"باولو" للروائي يوسف رخا (مصر/دار التنوير)، و"منتجع الساحرات" للروائي أمير تاج السر (السودان/دار الساقي)، و"في غرفة العنكبوت" للروائي محمد عبد النبي (مصر/دار العين)، و"هوت ماروك للروائي ياسين عدنان (المغرب/دار العين)، و"سفاستيكا" للروائي علي غدير (العراق/دار ومكتبة سطور)، و"أيام التراب"  للروائي زهير الهيتي من العراق،"موت صغير" للروائي محمد حسن علوان (السعودية/دار الساقي)، و"غرفة واحدة لا تكفي" للروائي سلطان العميمي (الإمارات/منشورات ضفاف).
 
ناشرون ولكن:

لازالت دور النشر الكبيرة تحتل ساحات العرض المحترم، ولازالت قادرة على طرح أسماء كبيرة وأعمال لها ثقل على الساحة..فتلك الدور هى الدور التى تتعامل مع مؤلفين كبار لهم مكانتهم مصريا وعربيا..ووجود أسمائهم على أغلفة الكتب لقادر على الترويج دون دعاية لأعمالهم..
على سبيل المثال وليس الحصر: دار الساقى- الدار المصرية اللبنانية- دار الآداب- دار الشروق- دار عين- الدار العربية للعلوم.
كما ظهرت على الساحة أسماء أخرى لم تستطع أن تدخل فى إطار المنافسة القوية ولكنها لازالت تنبنى أعمالا كل يوم وهى الدور التى وقف أمام أبوابها شباب يهتفون ويعلنون عن جوائز لمن يشترى أعمالهم، بل ووصل الأمر بالبعض لعمل كوبونات سحب على جوائز وبالبعض الآخر على وضع كوبونات تخفيضات بالمطاعم مع الكتب من باب التحفيز للشراء!..وعلى سبيل المثال أيضا وليس الحصر، هناك دور نشر مثل تويا، إبداع، النهار، دار الرسم بالكلمات، دار إكتب، دار الشرق، ودار أجيال وغيرهم من الدور التى تبنت الكثير من العناوين هذا العام..
 
أخيرا وليس أخرا:

فى النهاية لا يسعنى إلا أن أقول إن معرض كتاب القاهرة الدولى هو أقدم معرض للكتاب فى الشرق الأوسط..المعرض الذى كان ولازال قبلة للجميع ومحراب للأدب والمبدعين..أتمنى أن يتم النظر بشكل أكثر جدية لتطويره وإحداث طفرة به من قبل الدولة، حتى لو كان إسناد إعداد جيد له قد يخرجه من تحت عباءة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وحتى لو كانت الخصخصة هى الحل، وحتى لو تبناه أحد رجال الأعمال وحتى لو تبنت مسئولية إصلاحه القوات المسلحة التى تبنت تجديد العشوائيات وإصلاح الطرق..وأعتقد أن الثقافة لها أولوية لأنها ببساطة واجهة أى دولة محترمة..هذا ليس مجرد نداء ولكنه فى حقيقة الأمر إستجداء..