بلاغ عاجل ضد "حجازي والبلتاجي" بعد ظهور تسريب مكالمة "موقعة الجمل"

حوادث

الدكتور سمير صبري
الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا

تقدم الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا، ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا ضد صفوت حجازي وأسامة ياسين و محمد البلتاجي، بعد أن ثبت تورطهم في ارتكاب جريمة موقعة الجمل وقتل وإصابة المتظاهرون الأبرياء مع سبق الإصرار والترصد.

 

وقال صبري في بلاغه: موقعة الجمل هي هجوم بالجمال والبغال والخيول يشبه معارك العصور الوسطي، وفيها قام عدد من البلطجية بالهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير إبان اعتصامهم للمطالبة برحيل نظام حسني مبارك، وقام البلطجية بالهجوم على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسكاكين وقنابل المولوتوف، وامتطى رجال آخرون من البلطجية الجمال والبغال والخيول وهجموا بها على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصي والسياط ، فسقط الكثيرون جرحى وبعضهم قتلى.

 

 

وتجددت الاشتباكات مرة أخرى في اليوم التالي 3 فبراير بين البلطجية والمتظاهرين العزل مما أدى إلى سقوط بعض القتلى بالرصاص الحي ومئات الجرحى، وكان من بين المهاجمين مجرمون خطرون تم إخراجهم من السجون للتخريب ولمهاجمة المتظاهرين، ويطلق عليهم اسم البلطجية، اتهمت التقارير الأولية للجنة تقصي الحقائق، النظام الحاكم بأنه أراد السيطرة على ميدان التحرير وإرغام المتظاهرين المعتصمين فيه على مغادرته لكن في يوم 10 أكتوبر 2012 حكمت المحكمة ببراءة جميع المتهمين، إلا أنه من كان ومن حرض ورتب وجهز لهذه الجريمة الخسيسة ظل مجهولا ولم تصل إليه العدالة.

 

وتابع: وأخيرا ظهرت الحقيقة وكشفت عن تورط جماعة الإخوان الإرهابية في موقعة الجمل من خلال مكالمة هاتفية مسربة للإرهابي القيادي الإخواني صفوت حجازي، يتحدث خلالها مع أحد الأشخاص، فيما تكشف وتؤكد المكالمة عن تورط الإخوان في موقعة الجمل عام ٢٠١١.

 

وكشفت تفاصيل المكالمة عن عدة حقائق، منها طلب حجازي من الطرف الثاني أن يذهب للإدلاء بشهادة زور ضد الشخصيات التي وردت أسماؤها في قضية موقعة الجمل، رغم تأكيد هذا الشخص أنه لم يكن موجودًا في الميدان كما كشفت المكالمة المسربة عن اعتداءات الإخوان على ضابط بأمن الدولة ، ودارت المكالمة بين صفوت حجازي وعنصر الجماعة حول موقعة الجمل، وحول الدور الذي قام به عناصر الجماعة الإرهابية في ميدان التحرير.

 

وقال صفوت : "لاكنتوا هايلين بصراحه، إحنا مش مصدقين لحد دلوقتي اللي حصل، خاصة إن بعد خطاب مبارك العاطفي ده حصل انقسام وناس كتير مشيت من الميدان"، وأضاف صفوت "إحنا بدأنا بعد كده نتصل بالناس قرايبنا ومعارفنا عشان ينزلوا، وطلعنا شائعة إنهم هيموتونا وهيضربونا، ويمكن ده اللي خلى الناس تنزل وتلحقنا"، وكشفت ويكليكس عن وثيقة خاصة باتصالات الإخوان في الفترة من أول فبراير٢٠١١ حتى اعتصام مجلس الوزراء، تتحدث عن تفاصيل النقاشات التي دارت بين شباب الجماعة الإرهابية في الميدان ومكتب الإرشاد حول قرار الانسحاب من ميدان التحرير

 

 

وذكرت الوثيقة ما جاء على لسان جماعة الإخوان الإرهابية: "تم دعوتنا لحضور اللقاء الخاص بإدارة ومتابعة ما يحدث في الميدان وكانت الجلسة الأولى بحضور د. حلمي الجزار، م. أحمد أبو شوشة ، د. حسام أبو بكر، د. هشام عيسى، د. محمد سعد عليوة، م. أيمن هدهد، وحضرها من الشباب : محمد القصاص، إسلام لطفي وأحمد عبد الجواد، حيث تم شرح ما يحدث في الميدان ووضع خريطة كاملة للقوى على الأرض ، والتأكيد على المطالب وعدم الرغبة في التفاوض المباشر مع النظام والصمود على الأرض ، وأكد اللواء محمد حسن الروينى قائد المنطقة المركزية ، في شهادته أمام المحكمة ، أن الإخوان هم من دبروا موقعة الجمل : قائلا : قلت لمحمد البلتاجى: نزل شباب الإخوان من فوق الأسطح وخليهم يبطلوا رمى المولوتوف كل حاجة متصورة بالطيارة.

 

 وقدم محامو المتهمين (سى دى) رأوا فيها أنها من الممكن أن تدعم موقفهم، تحتوي على تسجيل للواء حسن الروينى الذي نزل ميدان التحرير في اليوم التالي لموقعة الجمل والتقى بالمتظاهرين ودار حوار بينهم جرى إذاعته على مواقع الإنترنت ، وتتهم الـ (سي دي) بشكل مباشر جماعة الإخوان الإرهابية وعددًا من قياداتها منهم محمد البلتاجى بأنهم وراءها ، فالروينى تحدث مع محمد البلتاجى وقال له :  ( نزلوا اللي فوق الأسطح لو مانزلتش اللي فوق السطح أنا سوف أبعث بالقوات تجيبهم وتنزلهم علشان إحنا القوات المسلحة) ، واتهمت هيئة الدفاع عن المتهمين من واقع الـ (سى دى) المقدمة أن المحرض والمدبر والذي لعب دورًا رئيسيًا في أحداث موقعة الجمل هم جماعة الإخوان الإرهابية الذين يعتبرون الطرف الخفي في كل ما يحدث في مصر من أول موقعة الجمل وصولا إلى أحداث العباسية.

 

 

 وبلغ زمن الـ (سى دى) ٧٠ دقيقة، تروى تفاصيل موقعة الجمل كما يراها حسن الروينى تظهر أن المحرض على الوقيعة بين الجيش والشعب عدد من المراسلين الأجانب ، وأن التخطيط لموقعة الجمل جرى في شقة تطل على ميدان طلعت حرب جمعت بين كل من قيادي بجماعة الإخوان الإرهابية وعضوين من الجمعية الوطنية للتغيير وهما من قاما بالتخطيط والتدبير لأحداث الفوضى وموقعة الجمل، ويكشف أحد الفيديوهات صباح يوم موقعة الجمل عن تجمع عدد كبير من أهالي نزلة السمان الباحثين عن الاستقرار بعدما توقفت السياحة عقب الثورة، وحاولوا جاهدين الوصول إلى ميدان التحرير من أجل مطالبة المتظاهرين بالانصراف من الميدان، ويتضمن الفيديو وصول أهل نزلة السمان لميدان التحرير على ظهر الجمال والخيول في أوساط المتظاهرين.

 

 إلا أنهم لم يعتدوا على أحد بل قام المتظاهرون بإفساح المجال أمامهم ثم أغلقوا عليهم الميدان فجأة وهجموا عليهم وسقط عدد كبير من القتلى من الأهالي خاصة أن المتظاهرين كما يقول الفيديو كسروا الحجارة والإسفلت بآلات حديدية كانت معهم قبل وصول أهالي نزلة السمان وجمعوا أكبر كمية من الحجارة والطوب ، وفقًا ((للسى دى)) فإن الإخوان هم من جهزوا البلطجية وحملوهم في سيارات من أماكن بعيدة ووصلوا واشتبكوا في الميدان ، فيما اعتلى عدد منهم ظهر العمارات الكبرى المطلة على ميدان التحرير وألقوا المولوتوف والحجارة على المتظاهرين وأطلقوا الرصاص الحي حتى سقط قتلى ، خاصة أنهم لا يريدون الاستقرار بل الفوضى وفقا لمخطط الصهيوني الأمريكي وبتمويل وسائل الإعلام التي تخضع له ، وقدمت هيئة الدفاع عن المتهمين ، فيديو آخر داخل الـ (( سى دى )) يظهر فيه اللواء حسن الروينى وهو يدخل ميدان التحرير من مدخل عبد المنعم رياض ومعه عدد قليل من قوات الأمن.

 

 وفى نفس التوقيت رفض التصوير مع وسائل الإعلام الأجنبية، ومن الثابت أن المبلغ ضدهم اشتركوا ودبروا ونفذوا جريمة موقعة الجمل وتوافر لديهم سبق الإصرار والترصد في قتل المتظاهرين الأبرياء وعلي ذلك يتعين تقديم المبلغ ضدهم جميعا للمحاكمة الجنائية العاجلة أعمالا لأحكام المواد من ٢٣٢ حتى المادة ٢٣٥ من قانون العقوبات.

 

وقدم صبري المستندات المؤيدة لبلاغه والاسطوانات والتسجيلات المتضمنة اعترافات المبلغ ضدهم بارتكاب الجريمة.