خلافات حول إدارة الصراع في سوريا.. خبراء يكشفون احتمالية اصطدام روسيا مع إيران

عربي ودولي

بوابة الفجر


برغم الظهور الدائم بأنهما يتفقان على كل شيء في سوريا، تظل العلاقة بين القوتين الروسية والإيرانية مبنية على المصالح والمكاسب التي تتحقق لهما في دائرة الصراع الأساسية وهي سوريا التي لا تزال ترزح تحت هاتين الدولتين، حيث الحفاظ على بشار الأسد، هذا الهدف الاستراتيجي الذي يمارسون من خلاله كل أنواع القتل والتنكيل بالشعب السوري، إلا أن المكاسب تظل هي الأهم لدى الطرفين، وهو محط الخلافات الحقيقية.

بعض مظاهر الخلافات 
حيث شهد منتصف ديسمبر الماضي 2016 أول احتكاك على الأرض بين المليشيات الإيرانية، والقوات الروسية، عند اكتساح روسيا أحياء حلب الشرقية بالطائرات، وسيطرت على مناطق المعارضة، ثم وافقت بعد ذلك على إيجاد هدنة يخرج عبرها المسلحون، إلا أن الميليشيات الإيرانية والعراقية التي استجلبتها إيران من كل حدب وصوب سرعان ما دخلت حلب لتخريب الاتفاق، حيث تظل إيران هي الطرف الأساسي المكرس للحرب الطائفية في روسيا.

إيران تبرم عددا من الاتفاقات مع النظام
وفي الشهر الأول من هذا العام، يناير 2017، أبرمت إيران عددًا من مذكرات التفاهم الاستثمارية مع النظام السوري، بموجبها يتم استغلال ثروات سوريا من النفط والفوسفات، هذا الأمر الذي كانت تحدثت بشأنه موسكو أيضا وتحديدا عام 2013، لاستغلال الثروات السورية من النفط والغاز الطبيعي.

خلافات حول إدارة الصراع 
 كما برزت بعض الخلافات أيضا  بين إيران وروسيا حول ملف إدارة الصراع في سوريا، من بينها التفاهمات الروسية التركية، التي تراها إيران إضعافا لدورها في هذا التوقيت، داخل سوريا، وهو ما دفعها لأن ترفض  مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر الآستانة الذي عقد يومي 23 و24 يناير 2017.

روسيا ترد على إيران 
 وأثناء استمرار تلك الجرائم الإيرانية بعد دخولها لحلب، وارتكابها الكثير من الجرائم، حيث تنطلق دائما من خلال الطائفية، إلا أن روسيا سرعان مما استقدمت عناصر من الشرطة الشيشانية،بهدف التصدي للمليشيات الإيرانية، وحفظ الأمن وفق ما أعلنه الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف بإرسال نخبة من الشرطة إلى مدينة حلب لحفظ الأمن هناك.

علوش: المعارضة لن تقبل بالدور الإيراني
وفي تصريحات لرئيس الوفد العسكري للمعارضة السورية محمد علوش، أثناء تواجده في الأستانة، أكد أن  المعارضة لن تقبل بأي دور إيراني في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا تختلف تماما عن الدور الإيراني في سوريا، حسبما قال، حيث  تبذل موسكو جهوداً، من أجل الحل السياسي، على عكس الدور الإيراني الطائفي.

إيران تحافظ دائما على التوازن
وفي سياق ما سبق أكد محمد محسن أبو النور، الباحث والمتخصص في الشأن الإيراني، أن إيران كانت دائما ترى أن مصلحتها الأساسية، هو تواجد الجانب الروسي في الحرب السورية، مشيرا إلى أن هذا الدور لم تتخلى عنه على الإطلاق ويظهر منذ اندلاع الأزمة.

إيران لاعبا أساسيا 
وأضاف أبوالنور، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إيران تظهر تخوفاتها دائما من الوجود الاستراتيجي لروسيا في سوريا، إلا أن الإيرانيين دائما ما يهتمون بمتابعة الأمور خوفا من انفراد روسيا بالملف السوري، مضيفا أن  إيران هي اللاعب الأساسي في الأزمة السورية عسكرياً.

تحالف قوي
ويؤكد الدكتور، سعيد اللاوندي أن هناك تحالفا استراتيجيا قويا بين روسيا وبين إيران، مشيرا إلى أن إيران تدعم الرئيس السوري بكل ما أوتيت من قوة كون أهدافها الإستراتيجية ترتبط بهذا الجانب.

الإرهاب سبب قوي لعدم الخلافات حاليا
وعن العلاقة بين موسكو وطهران، أضاف اللاوندي في تصريحات خاصة، لـ"الفجر"، أن العلاقة بين روسيا وإيران، قوية في سوريا، مشيرا إلى أنها  تتعاظم كثيرا برغم اختلاف طبيعة الأهداف التي تريد كلا من القوتين تحقيقها في سوريا.

وبيّن أن الإرهاب والجماعات الإرهابية من أهم وأعظم الأسباب التي تجعل هناك عدم شقاق فيما بين روسيا وإيران، وهو ما يجعلهم متجمعين في هذا التوقيت، قائلا أن المستقبل يحمل الكثير والكثير.

مصالح كبرى 
كما أكد الدكتور، مختار غباشي، نائب رئيس المركز السياسي والاستراتيجي، أن كلا من القوتين الروسية والإيرانية  لديهما مصالح كبرى في تواجدها في روسيا.

ليس من الوارد الصراع في هذا التوقيت
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الإرهاب المنتشر والتنظيمات المتطرفة،  يعد عاملا أساسيا في إيجاد تجمع قوي بين روسيا وإيران، حيث يمثل التطرف هدفا يجتمعون عليه، وبالتالي يمنع حاليا الصدام تماما.

ولفت إلى أنه من الممكن في المستقبل البعيد جدا تشهد سوريا هذا الصراع بين القوتين، إلا أنه ليس من الوارد على الإطلاق في هذا التوقيت، برغم ظهور بعض الخلافات التي تطفو بين الطرفين بين الحين والآخر.