الرئيس اللبناني يوجه 3 رسائل للعالم العربي من القاهرة

عربي ودولي

الرئيس اللبناني
الرئيس اللبناني

وجه الرئيس اللبناني ميشال عون، ثلاث رسائل، من القاهرة خلال حفل الاستقبال الذي أقيم مساء أمس الإثنين على شرفه بحضور أعضاء الجالية اللبنانية في مصر وكبار الشخصيات السياسية المصرية واللبنانينة، وتمثلت تلك الرسائل في الدعوة للوئام بين الدول المتخاصمة، عرض الوساطة لحل الخلافات بعيدا عن التدخل الخارجي، التأكيد على عدم وجود أي خلافات طائفية في بلاده.

 

وبدأ الاحتفال مع دخول عون القاعة الكبرى في أحد فنادق القاهرة على أنغام أغنية: "شرفت يا طلة ملك" للفنان سمير صفير، وتصفيق حاد للحضور، حيث ألقى المستشار عزام كلمة ترحيبية بعون والتي قال خلالها "عمت الفرحة قلوب ابناء الجالية اللبنانية بزيارتكم هذه تلبية لدعوة رسمية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ها هم ابناء الوطن المقيمون في القاهرة والاسكندرية وكافة محافظات مصر تجمعوا ليرحبوا بفخامتكم ويصافحوا اب الكل ويتنشقوا من خلالكم نسيم الارز الشامخ، وما هذا الحضور إلا لتأييد الرئيس القائد الذي انتظروه أكثر من ربع قرن".

 

حل الخلافات وإنهاء الخصومة

وشدد الرئيس عون على أن محادثاته مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تناولت كيفية المساعدة سويا وهي الرسالة الأولى التي وجهها للجميع، داعيا لإيجاد الحلول السياسية للخلافات والخصومات والحروب القائمة، وقال "إن كل ذلك ممكن، ونحن سنحاول جمع النيات الطيبة من اجل بلوغ هذه الغاية"، وكشف "اننا سنستخدم موقعنا في محاولة لصنع الخير والوئام بين الدول الشقيقة المتخاصمة، وإننا في لبنان توصلنا الى تفاهم حول وطننا ونحن سنحافظ على أمنه واستقراره كما أننا سنحافظ على كامل فئات شعبه، وسنبنيه معا".

 

وأضاف عون "لن نكون حياديين سلبيين، نهرب من العمل، فكلمة النأي بالنفس كلمة لا احبذ استعمالها، ولكننا سنستخدم موقعنا في محاولة لصنع الخير والوئام بين الدول الشقيقة المتخاصمة، وذلك لا يكون الا بأن نتعرف اولا الى المصالح التي يتخاصم من اجلها الاشقاء، حتى نستطيع التفاوض من اجل هذه المصالح ونعمل على تأمينها لاصحابها اذا ما استطعنا الى ذلك سبيلا، او ان نعرف على الاقل ما هي النوايا القائمة ولماذا يتقاتلون؟ لغاية الآن انا شخصيا لم أدرك بعد ما هي المصالح التي يختلفون عليها، كما اني لا اعرف ما هي النوايا التي يتقاتلون من اجلها، وأنا لا أعرف لماذا اتت كل دول العالم الى منطقتنا لتحل لنا مشاكلنا؟ وما هي أصل المشكلة؟ ان هذا الامر يدمي القلوب ويضيع العهود. إذ ليس من المعقول ان يحدث كل ذلك وما من أحد يفيق تجاهه".

 

رفض وساطة الخارج

الرسالة الثانية التي ذكرها عون رفض وساطة الخارج، وقال "أريد أن اقول من على منبر القاهرة التحدي الكبير : فليقل لنا احد لماذا العرب هم متخاصمون؟ ولماذا تأتي الوساطات من الخارج؟ لماذا لا توجد ارادة عربية متجسدة كي نقاوم؟ لماذا كل بلد لا يؤسس لوحدته الوطنية التي يستطيع عبرها أن يقاوم الجبال؟ فعلى جميع الشعوب المتخاصمة ان تطرح جميل هذه الاسئلة على نفسها وتتساءل عن سبب تقاتلها. لماذا لا نحترم بنود ميثاق الجامعة العربية؟".

 

وتابع "إن حياد لبنان هو حياد ايجابي كي يساعد، لأنه عندما يختلف الاشقاء في ما بينهم، ونقف مع طرف ضد آخر، سنصبح نحن طرفا في الخصومة، ولكن في حال فضلنا التفاهم على الانحياز عندئذ نكون نقوم بالامر السليم كي نعيد الاوضاع الى طبيعتها".

 

لا خلاف طائفي

أما الرسالة الثالثة والأخيرة والتي أكد عليها العماد ميشال عون، وهي أن لبنان يشكل فسيفساء، اسمها الطوائف التي تضم بدورها مذاهب تمثل مختلف طوائف العالم مع مذاهبها، وقال "نتعايش لأننا لم نكن يوما ضد حرية المعتقد وحق الاختلاف في الرأي، وعندما نختلف في ما بيننا في لبنان، فنحن نختلف سياسيا، فلا تصدقوا إننا اختلفنا يوما طائفيا، ولا أحد في لبنان حارب الآخر أو اختلف معه بسبب الديانة".

 

وأضاف "إن عالم اليوم الذي يسير باتجاه التعصب والردود الفعل السلبية ضد بعضه البعض سيصل يوما يتطلع فيه الى لبنان كنموذج لإعداد التعددية ضمن المجتمعات: التعددية السياسية أي الديموقراطية، والتعددية العرقية، أي لا تمييز بين جنس وآخر والتعددية الدينية، اي احترام جميع الاديان التي تتعايش مع بعضها البعض."

 

وختم عون حديث "إن لبنان سيكون النموذج، وأكرر وأنا على ثقة، بأن العالم سيعود الى تعدديته وسيكون فخرنا بنفسنا متواضعا، وسنرى العالم يتحول، وسنظل متواضعين نخدم رسالة المحبة التي تعلمناها منذ الصغر ونعيشها اليوم.