"نادية عبده".. من أول رئيس شركة في الوطن العربي إلى محافظ بدرجة دكتور

أخبار مصر

بوابة الفجر


تلعب المرأة دورًا حيويًا وفعّالاً في بناء المجتمع، فهي اللّبنة الأساسيّة فيه، وهي كالبِذرة الّتي تُنتج ثمارًا تصلُح بصلاحها وتفسد بفسادها؛ لِذا علينا أنْ لا نغفل عن دور المرأة في المجتمع، وأنْ نُعطيها كامل حقوقها، ونَضمن لها كرامتها، فهي من تَبني الأجيال ذكورًا وإناثا لِينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعدًا لبلادهم.

برزت المرأة في عصرنا هذا ولعبت أدوارًا عديدة بحاجةٍ إلى قوّةٍ وشجاعةٍ وبأس، فظهرت المرأة القائدة لبلادها، والمرأة الطّبيبة، والمرأة المعلّمة، وأخذت دورًا حتى في مجالات الحِرف اليدوية الّتي عُرفتْ بأنّها من قوة الرّجال، ولكنّها برعت في كلِّ دورٍ لعبت فيه، وستُبدع أكثر وأكثر إذا آمن المجتمع بها، وأعطاها من الفرص ما أعطى للرّجل، فلها الحقّ في البحث عن ذاتها، وممارسة المهنة الّتي تُناسبها تمامًا كحقّ الرّجل.



وفي عام المرأة المصرية، الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرر أيضًا أن يكرمها في عامها، بتعين إمرأة ولأول مرة في تاريخ مصر تتولى سيدة منصب محافظ، ليتضح للجميع أن المرأة لا يقل دورها عن الرجل في بناء المجتمع.

وعقب الإعلان عن التعديل الوزاري الأخير، اعتمد الرئيس السيسي، حركة محافظين محدوة شملت "القليوبية، البحيرة، الوادي الجديد، الإسكندرية، والدقهلية"، شملت لأول مرة اسم سيدة لتولي منصب محافظ، وهي السيدة نادية عبده، والتي تولت منصب محافظ البحيرة، وأثار قرار تعيينها حالة من الجدل من أصحاب النفوس المريضه التي ترى المرأة في صورة مهمشة بعيدة عن الانجاز والنجاح ولكن مرورًا بسجل تلك المرأة نتعرف لماذا تم اختيارها لهذا المنصب.



وهي من مواليد أربعينيات القرن الماضي، نادية أحمد عبده صالح، تخرجت من كلية الهندسة قسم الكيمياء جامعة الإسكندرية عام 1965، وحصلت على درجة الماجستير في الهندسة الصحية من نفس الجامعة عام 1968، أول سيدة تتولى رئاسة شركة مياه الشرب في العالم العربي، حيث تولت رئاسة شركة مياه الشرب بالإسكندرية لمدة 10 أعوام، من عام 2002 حتى 2012 ، وهي عضو مجلس إدارة الجمعية العامة لمعهد البحر الأبيض المتوسط بفرنسا منذ عام 1987، وأول رئيس منتخب من قبل 12 دولة عربية للمؤسسة.

وتولت منصب نائب رئيس الهيئة العليا للحكماء للمجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية، مقرر المجلس القومي للمرأة فرع الإسكندرية، ورشحها محافظ الإسكندرية، للحصول على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمرأة الإدارية العربية المتميزة، وعضو الجمعية العامة للمجلس العالمي للمياه.عضو نوادي سيدات الأنرويل بالإسكندرية، وعضو جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية.


وفازت نادية، إحدى المرشحات عن الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب في 2010، عن مقعد الكوتة، قبل أن يُحل البرلمان، بعد قيام ثورة 25 يناير.                                                          

كما ساعدت "نادية" في خفض معدلات الإصابة بفيروس "سي" وارتفاع نسب الشفاء بالمحافظة وزيادة محطات مياه الشرب ومواجهة السيول.

في عام 2015 اُتهمت "نادية" في قضية فساد بمحافظة البحيرة، بعد أن أبرمت تعاقد مع مهندس سكندري للعمل مشرفًا عامًا لمصانع مشروع تدوير القمامة بالمحافظة براتب شهري 10 آلاف جنيه، فضلاً عن المزايا العينية، وهي وظيفة لا وجود لها على أرض الواقع، حيث أن كل مركز بالمحافظة يوجد به مصنع لتدوير القمامة وله مسئوله الخاص به، واستدعتها نيابة دمنهور للتحقيق معها في عدد من المخالفات المالية والإدارية.


وحازت "نادية" على ألقاب كثيرة من خلال إصرارها على العمل في أصعب الظروف، ولقبت بالمرأة الحديدة، والخبيرة، والدكتورة لإنهاء الكثير من المشاكل التي تخص مهنتها كمهندسة، والمرأة القيادية والإدارية، ورشحت للحصول على جائزة أفضل إنجاز علمي إنساني، تقديرا لجهودها في مجال العمل ومجال المياه.