مركز "النديم" يتحدى قرارات الإغلاق الحكومي

العدد الأسبوعي

مركز النديم - أرشيفية
مركز النديم - أرشيفية


ساهم فى تأهيل 5 آلاف مريض نفسى وتابع مصابى «البطرسية»


كشف إغلاق وتشميع مركز «النديم» للعلاج والتأهيل النفسى، عن خبايا وأسرار مقره الكائن بإحدى عمارات وسط البلد، وهو مقسم إلى مكتبين فى طابقين مختلفين، أحدهما مكتب يهتم بالجانب الطبى للضحايا، والثانى حقوقى، وبينهما همزة وصل، حيث يتم تحويل الحالات التى تعالج نفسيًا إلى المكتب الحقوقى، حال احتياجها إلى مساندة قانونية والعكس.

أرجع بعض الحقوقيين صدام «النديم» الدائم مع مؤسسات الدولة، إلى إصداره تقارير دورية حول حالة حقوق الإنسان فى مصر، بالإضافة إلى اتهامه بمساندة بعض عناصر جماعة الإخوان الإرهابية. والغريب فى الأمر، أن قرار تشميع المركز صدر بعد عام كامل من إغلاقه بقرار من وزارة الصحة، حيث ظل بابه مفتوحًا طوال تلك الفترة، ويستقبل الحالات التى تحتاج إلى علاج وتأهيل، رغم اضطراره إلى تسريح عدد من العاملين بسبب وقف التمويل.

العاملون فى المركز اعترضوا على إغلاق المركز، مؤكدين أن قرار وزارة الصحة ليس قانونيا، لأن معلومات الوزارة التى أدت إلى إصدار قرار الغلق غير صحيحة، والمركز لا يخص وزارة الصحة من الأساس، ولكن نقابة الأطباء التى تصدر التراخيص اللازمة له، وبناء عليها يتم استخراج رخصة تشغيل منشأة طبية، من وزارة الصحة.

من جانبه قال مايكل رءوف، الناشط الحقوقى، وأحد العاملين بمركز النديم لـ «الفجر»، إن المركز يقدم خدمة الاستماع والإرشاد لضحايا العنف، ويقوم بعرض الحالات الحرجة على طبيب نفسى، وأوضح أن عدد الحالات التى تتردد على المركز شهرياً تتجاوز الـ 200 حالة، بمتوسط 7 حالات يومياً على الأقل، كما يبادر المركز بزيارة الحالات التى تحتاج إلى علاج نفسى فى المنازل، خاصة فى المحافظات، وخلال العام الماضى ساهم فى تأهيل أكثر من 5 آلاف حالة.

وأشار «رءوف» إلى أن دور المركز لم يقف عند حد تأهيل الضحايا فقط، بل ساهم أيضًا فى تقديم الخدمات المدنية فى الأحداث الطارئة، مثل الحادث الإرهابى الذى تعرضت له الكنيسة البطرسية مؤخرًا، وأصدر «النديم» بيانات صحفية أعلن خلالها عن متابعة أهالى المصابين والشهداء، بعد تعرضهم حتمًا لأزمات عصبية، علاوة على تقديم العلاج إلى ضحايا حوادث التحرش الجنسى، وخصص المركز خطا ساخنا، لتلقى الشكاوى العاجلة من النساء، وتعاون مع المنظمات المحلية، للمساعدة بجميع الخدمات القانونية والاجتماعية للسيدات.

وقال إنه من واقع دفتر أحوال مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى، فإن هناك حالات صعبة نتابع تطوراتها باستمرار، مثل حالة «سارة.م»، زوجة أحد المسجونين، ولديها 4 أطفال، يبلغ عمر أكبرهم 8 سنوات. وتحتاج تلك الحالة إلى دعم نفسى مستمر للتغلب على شعورها الدائم بالعجز والاكتئاب، وعدم قدرتها على التصرف بطريقة صحيحة، خاصة مع أولادها، وتعانى بسبب ذلك من الكوابيس والأرق، خاصة بعد تعرض ابنها الأكبر «عمر» إلى حادث سير، أدى لإصابته بنزيف فى المخ، وتطور الأمر إلى نوبة صرع.

وأضاف: إنه يوجد حالات أخرى تتلقى العلاج النفسى داخل المركز.