"القاهرة" تلجأ للقوات المسلحة للقضاء على مافيا شهادات التخرج المزورة

العدد الأسبوعي

حفل تخرج - أرشيفية
حفل تخرج - أرشيفية


الجامعات تعلن الحرب على "الشهادات المضروبة"


تواجه الجامعات المصرية، شبح الشهادات العلمية المزورة، خاصة فى درجات الدكتوراه والماجستير. فيما يلجأ آخرون لتزوير شهادات البكالوريوس أو الليسانس، للعمل فى إحدى الوظائف التى تتطلب مؤهلات عليا.

يقول الدكتور عمر سالم، عميد كلية الحقوق، جامعة القاهرة، إن الأمر تم رصده بكثافة خلال الفترة الماضية، فيما يشبه المافيا، ويعتبر طبقا للقانون تزويرا فى محررات رسمية، موضحاً أن عقوبة تزوير شهادات التخرج الجامعية، أو الدكتوراه والماجستير، قد تصل للأشغال الشاقة المؤقتة.

وأشار إلى أن الظاهرة تفشت عقب ثورة 25 يناير، بسبب اهتمام الشرطة بالأمن السياسى، ومكافحة الإرهاب، على حساب الأمن الجنائى، وكل ما يخص الأمن العام، وهو ما أتاح للكثيرين فرصة التزوير، دون محاسبة.

وأوضح أن التزوير يتم اكتشافه عندما تتقدم إحدى مؤسسات الدولة بطلب للجامعة للتأكد من صحة الشهادة، ويتم إبلاغ النيابة حال اكتشاف التزوير، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقال سالم إن الجامعة اتخذت عدداً من الإجراءات الاحترازية، للحد من تفشى الظاهرة، منها طرح الأمر على إحدى الجهات السيادية، التى أكدت أن هناك شهادة واحدة لا يمكن تزويرها، وهى الشهادة الصادرة عن القوات المسلحة، وبالفعل تم الاتفاق مع الأخيرة لاستصدار شهادات التخرج بواسطتها، بداية من العام الدراسى الحالى.

وأضاف سالم: إنه يمكن للشرطة السيطرة على الظاهرة بكل سهولة، بما لديها من آليات، تمكنها من التحرى وجمع المعلومات للقضاء على الأوكار التى تستخرج تلك الشهادات.

من جانبها واجهت جامعة عين شمس الظاهرة بالاستعانة بالخبرات الأجنبية، إذ أعلن الدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس الجامعة، خطة لمحاربة ومنع تزوير الشهادات الجامعية فى مصر، من خلال استيراد أوراق (نماذج الشهادات) من اليابان»، وتتميز بأنها غير قابلة للطى، والتلف، ويصعب تزويرها، حسب قوله. وأوضح فى تصريحات صحفية، فى وقت سابق، أن تلك الورقة «نموذج الشهادة» تكلفتها قليلة، ولا تمثل عبئا على أى جامعة، لافتاً إلى أن تطبيق التجربة فى الجامعات سيكون خطوة جيدة، وناجحة لمحاربة مافيا الشهادات المزورة، وقال إنه سيتم عمل «سكانر» لصورة الطالب على الشهادة، بدلاً من الشكل التقليدى العادى، لمنع التلاعب.

وأَضاف عزت: إن الورقة المستوردة تبلغ تكلفتها 20 جنيهًا، ولها علامة مائية مميزة، وباركود، مشيرًا إلى أن الجامعة ستستورد 200 ألف ورقة، بتكلفة 4 ملايين جنيه.

ولفت إلى أنه تم التعاقد على إصدار 4 ألوان للشهادة، لون لمرحلة الليسانس البكالوريوس، ولون لمرحلة الدكتوراه، ولون لمرحلة الدبلومة، ولون لمرحلة الماجستير.

فى السياق ذاته أكد مصدر أمنى بوزارة الداخلية، أن الفترة الماضية شهدت شن عدد من الحملات الأمنية على مراكز علمية وهمية، تقوم بإصدار شهادات مزورة، وقامت الوزارة بتشميع أكثر من مركز، وتحرير محاضر ضد أصحابها بتهمة النصب والاحتيال. وأضاف: إن الفترة القليلة الماضية، شهدت أيضا القبض على عاملين بالجهاز الإدارى للدولة، بتهمة تزوير شهادات علمية، كان أشهرهم المتحدث باسم الغرفة التجارية بالجيزة، الذى قام بتزوير 11 شهادة دكتوراه.