داليا السعدني تطلق مبادرة لتطوير المدارس من خلال تصميماتها

الفجر الفني

داليا السعدني
داليا السعدني


مع عودة الفصل الدراسي الثاني، يعود الطلبة إلي مقاعدهم مرة أخري، ولكن في كل مرة يعودون يكون الملل مصاحبا لهم في الرجوع إلي هذه المقاعد التي تصيبهم بحالة من عدم القدرة على التواصل مع ما حولهم، والإبداع والعمل علي تطوير أنفسهم، وهذا ليس بسبب المواد التي يدرسونها بل من أجل البيئة المحيطة به وقت تلقيه هذه المواد، والتي يكون لها نصيب كبير في قدرة تلقي الطلاب وإستيعابهم لهذه الدراسات، ولكن المهندسة داليا السعدني صاحبة المركز الـ١٢ على مستوى العالم فى التصميم.

 

وأبدت استعدادها للتطوع بإمداد هيئة الأبنية التعليمية بالافكار التى من شأنها جعل الفصول الدراسية بيئة جاذبة للطلاب لا طاردة لهم، بحيث يستمتعون بوجودهم فى الفصل، بدلا من شعورهم بالملل والخمول وغياب التركيز.

 

خاصة وإنها إنتهت مؤخرا من إعداد أحد مراكز التدريب الاجنبية فى مبنى بمنطقة وسط البلد، واستطاعت توظيف الخامات البسيطة فى إعادة تأهيل المكان، رغم ضيق مساحته، وضعف سلامته الانشائية بحكم عمره الزمنى، ويقع المركز في الجريك كامبوس بالجامعة الأمريكية في وسط البلد، والذي حاز إيضا علي إشادة من طلاب أكثر من 40 فرعا لهذا المركز حول العالم، بالإضافة إلي مشاركتها به في 4 مسابقات دولية مع دراسة علي أهمية تأثير التصميم علي الإبداع والتركيز والدراسة بشكل أفضل.

 

وأكدت المهندسة داليا السعدني، أن هناك دراسة خاصة عن سيكولوجية الألوان، ومدي تأثيرها على النفس البشرية، سواء في الفراغات للتحفيز أو التهدئة أو التنشيط، وخاصة في الأبنية التعليمية، فمعظم المدارس الحكومية تسبب الإكتئاب، ليس فق بسبب الألوان ولكن في التصميم وأيضا عدم الإعتناء بعنصر الخضرة والساحات وتوزيع الفراغات، وهو ما تم مراعاته في المبني الذي قمت بتصميمه، والذي أستغرق مايقرب من من 11 شهرا، ما بين التصميمات التي كانت جاهزة خلال شهرين بينما في الباقي تم تنفيذ المشروع الذي لم يكن مجرد ديكورات أو تشطيب داخلي، حيث أكتشفنا أن المكان بحاجة إلي إعادة إنشاء بشكل كبير، بسبب وجود من المشاكل الإنشائية، لأنه مثلا لم يوجد به سقف، أو دعم للأعمدة،يتب كما أن المبني قديم جدا، ولم تكن له أي رسوم.

 

وعن عدد المشاركين في توصيل هذا المشروع لشكله فقالت داليا السعدني "وصل عدد الشركات التي شاركت في عملية إنشاء هذاالمكان ما يقرب من 30 شركة متنوعة أما عدد الأشخاص الذين عملوا في المشروع فوصل عددهم تقريبا إلي 400 شخص في كل المجالات خاصة وأن العمل به العديد من التفاصيل".

 

وأضافت "ولأن المكان المطلوب بناءه ليس شركة بل مكتب ومركز تدريب فبالتالي أنا في حاجة لمكان مخصص للشباب ويكون مشجع لهم، وهذا النوع من المباني له دراسات خاصة في المباني التعليمية فلابد من مراعاة الفراغات والألوان والإستخدامات والعديد من الأشياء الأخري، فنحن نتحدث عن مبني في وسط البلد، ونشاط الشركة والغرض من المكان وعناصر كثيرة اخري، لأننا كنا نريد عمل شخصية للمكان ونقول أنه موجود في مصر ومتربط بالشخصية المصرية وهو ما ظهر من خلال الخاكات الموجودة حيث تم الربط من خلال الحديد الموجود في الواجهات وله شكل إسلامي.

 

بالإضافة إلي أن الإطار العام كان لابد من إظهارهذه الشخصية فيه، وهو أمر كان عبء لأن المكان ليس كبيرا، حوالي 420 متر ولكن به العديد من الإستخدامات، وكان لابد من التفكير في طريقة لإستخدام هذا المسطح بشكل جيد حتي يتم أيضا إحداث نوع من الإنسيابية في الرؤية من خلال اللعب في مجموعة من العناصر، وهو ما كان أشبه بعمل غسيل مخ للشخص الموجود بالمكان حتي لايشعر بأبعاد المكان فلم نستخدم حوائط ثابتة بابعاد ثابتة، من خلال أبعاد هذه الغرفة واولها واخرها، فلعبت علي مجموعة من الخدع لايمكن من خلالها أن يشعر من في المكان بضيقه بل يري اتساع وفراغات كثيرة وبالتالي يشعر بأن المكان أكبروهو ماحدث بالفعل.، فكل من رأي المكان شعر بأنه أكبر من المرسوم على الورق.

 

وعن التفاصيل الداخلية للمكان فقالت "تمكنا من تنفيذ المكان بحيث يستوعب فصلين كل منهم يتحمل تواجد من60 إلي 70 طالب، وأيضا منطقة الـ open study التي تستوعب من 30 إلي 35 طالب، بالإضافة إلي 3 غرف إجتماعات، ومكتب للمدير، وهو ما تطلب منا إننا نغير في الهيكلة الخاصة بالمكان ونشيل بعض الأعمدة الحديدية ولكن ليس كلها حتي لا تؤثر علي المبني بالكامل، وكان لابد من وجود استمرارية في المكان وبالتالي استخدمت الزجاج عندما قمنا بعمل دور ثاني عالي بعض الشئ خاصة وأن السقف كان منخفض ومع استخدام الزجاج أعطي المكان أبعاد جديدة ومختلفة فكانت عبارة عن كوبري اتزان واستخدمنا العديد من المرايا وكان هناك لعب بالزجاج بشكل كبير.

 

أما عن ردود الأفعال فقالت: جاءتني من الإدارة العديد من ردود الأفعال التي لم نكن نتوقعها، ومازالت حتي الآن أي نتكلم في قرابة الـ 4 شهور، فالصور التي قاموا بتصويرها يوم الأفتتاح من 30 ألي 35 شخص من الإدارة من مختلف أنحاء العالم مازال يصلني تعليقات وإيميلات بها متضمنة العديد من الأراء الإيجابية حول هذا المكان من العالم أجمع، بأن هذا الفرع قد يكون الأفضل بين الفروع الأخري كلها.

 

وهو ما جعلهم يغيرون تفكيرهم تجاه فكرة الـbrand الخاص بهم، وشكل الشركات الخاص بهم، خاصة وأن المشروع به العديد من الأمور التي تم تصنيعها بشكل يدوي لأني أحب الحرف اليدوية فتم إستخدام العديد من العناصر من الحديد والنحاس المعاد تصنيعه، ففي الواجهه تم إستخدام جنازير ومسامير قديمة قمنا بشرائها بكميات كبيرة من السبتية.

 

واعادنا إستخدامها وتصنيعها مرة أخري، وعملنا منها خريطة للعالم موجودة في غرفة المدير مصنوعة من الحديد المطروق، وقمت بعمل التصميم الخاص بها، وهي بعيدة عن الشكل التقليدي لخريطة العالم، وتفاجئت من أسبوعين إنهم طلبوا في الفرع الخاص بسيدني خريطة مثلها وسيكتب بجوارها انها مصنوعة بأيادي مصرية يدويافهم كأجانب حريصون جدا علي الحرفة اليدوية وليس لديهم من يقوم بعمل تصميمات، ومنذ ايام ارسلوا انهم يريدون واحدة اخري لتوضع في فرع دالاس".

 

وحول ردود الأفعال التي وصلتها من الطلبة الذي دروسوا في هذا المكان فقالت: أكثر ما أثر في هو ما قاله الطلبة في حفل التخرج فكانوا قبل التحدث عن الشركة والكورس يتحدثون عن المكان وإنهم لم يكونوا يذهبون إلي المنزل وهو ما يعني أن التصميم نجح في تحقيق ما كنت أريده، فقالوا أنهم بعد إنتهاء الكورس في الخامسة مساءا، كانوا يكملون حتي العاشرة مساءا ليظلوا يذاكرون في المكان من شدة إعجابهم به.ر