الحبهان.. عطر المطبخ الشرقى

الفجر الطبي

الحبهان - ارشيفبة
الحبهان - ارشيفبة


الحبهان: سر تلك الرائحة العطرة المحببة التى تسبق أبخرة حساء الدجاج أول ما يصف الأطباء لعلاج هجمات البرد ونوبات الانفلونزا. تساهم تلك الأبخرة المشبعة بزيوت الحبهان الطيارة فى فتح قنوات التنفس المسدودة بفعل إفرازات العدوى فى الأنف والقصبة الهوائية بينما تتكفل القيمة الغذائية للحساء بدعم مناعة الإنسان فى مواجهة شراسة الفيروس المهاجم.

الحبهان أحد الأسماء الشائعة لذلك النبات العطرى الذى ينمو بريا فى مساحات شاسعة من الهند وسيريلانكا (٨٠٪ من إنتاج العالم) وتزرعه بلاد أخرى ليضيف رائحة ونكهة عطرية محببة للعديد من الوصفات للأطعمة الشعبية وإن اختلفت مكوناتها وبقيت رائحة الحبهان أو الهيل كما يعرف فى الكثير من البلاد العربية. يغليه أهل السعودية ليشربونه تحت مسمى القهوة العربية ويضيف حباته أهل اليمن للشاى ممزوجا باللبن والقرفة ويصحنه المغاربة ليصنعون منه حلواهم الشهية بينما لا يخلو منه مطبخ تركى أو شامى.

ذكره طبيب العرب الأول ابن سينا فى كتاباته مشيرا إلى فوائده الجمة لفتح شهية المرضى وعلاج أوجاع الجهاز الهضمى وتخفيف أعراض عدوى الجهاز البولى خاصة التقلصات والآلام. ذكره أيضا فى تخفيف أعراض الكآبة وتحسين المزاج.

تكتسب حبات الحبهان تلك الرائحة العبقة من وجود نسبة عالية فيها من الزيوت بعضها ثابت التركيب والبعض الآخر من الزيوت الطيارة التى تفوح منها لتعلن عنها. وكلما ارتفعت نسبة الزيوت الطيارة علا قدر حباته خاصة صغيرة الحجم منها.

يؤكد العلم أن للحبهان أثرا فى مكافحة الجراثيم خاصة المكورات العقدية التى تعيش فى الفم وتتسبب فى التهابات اللثة. كما أن له أثرا ملطفا على بطانة المعدة يحميها من آثار الأسبرين والكحول التى تتسب فى التهابها. كما أن له ذات الأثر الملطف على الغشاء المبطن للفم فى مواجهة أثر التبغ والتدخين.

للحبهان أيضا قدرة تماثل قدرة الأسبرين وإن كان بصورة أقل فى منع تجلط الدم.

للحصول على أكبر قدر ممكن من فائدة الحبهان توصى دراسة حديثة صدرت عن مؤسسة أبحاث وتكنولوجيا الغذاء الهندية بخلط الحبهان مع الشاى الأخضر وتشير إلى علاقتها بالوقاية بطرق طبيعية من أمراض الشرايين والسكتة الدماغية.

تتنوع أصناف الطعام وتختلف إلى حد التضاد لكن تظل رائحة الحبهان تعلن عن وجوده فيها.