تعرف على "حريق الشونة" .. أكبر حادثة حريق فى تاريخ المدينة المنورة

السعودية

حريق - أرشيفية
حريق - أرشيفية


استعرض متحف دار المدينة المنورة الدور الكبير للدفاع المدني منذ أكثر من 40 عامًا، عبر صور نادرة وحصرية للمتحف، وذلك خلال فعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني 2017م.

وكانت أهم الصور التي استعرضها متحف المدينة تمثل حريق الشونة عام 13977هـ، الذي كان من أكبر الحوادث المؤلمة في تاريخ المدينة المنورة، والذي وقع في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر، وكانت بدايته في منتصف زقاق القماشة أقرب إلى الجهة الشرقية في صف المباني الخلفية للمباني المطلة على زقاق القماشة، ثم انتشر الحريق في ملاحق المباني المجاورة. وقد اختلف المؤرخون والقريبون لمنطقة الحريق من أهل المدينة في تحديد سبب معين لهذا الحريق؛ فمنهم من قال إن السبب كان انفجار أنبوبة غاز، ومنهم من قال انفجار موقد نار، ومَن قال إن السبب تماس كهربائي، وقيل إن الحادث مدبَّر.

وحاول الدفاع المدني في حينها التعرُّف على سبب الحريق إلا أن التحقيقات رجحت أنه قد يكون بسبب تماس كهربائي نتيجة التحميل الزائد والمتزايد على التيار الكهربائي؛ إذ إن أسلاك التمديدات كانت في المجمل ضعيفة؛ ولا تتحمل الأحمال الزائدة، خاصة وقت الصيف.

 تركز دور الدفاع المدني في ذلك الحين على محورين، الأول: استخدام الجرافات وإزالة المباني بهدف فتح طرق لمركبات الدفاع المدني. والمحور الثاني: رش المياه مباشرة على المباني المحترفة من جهة الشونة والجهة الجنوبية لزقاق القماشة. وكان العمل ليلاً ونهارًا.

 بعد مُضي يومَين أدرك الدفاع المدني أن العمل كبير جدًّا، ولا يمكن تغطيته؛ فتم إصدار قرار من الجهات المسؤولة لكل من إدارة الدفاع المدني في جدة ومكة للمساندة؛ فوصلت فِرق الدفاع المدني من منطقة مكة المكرمة، واشترك الجميع، وبدأ العمل بشكل مكثف. وبعد ثمانية أيام قامت بلدية المدينة بإزالة المخلفات، وفي الوقت نفسه لم تتوقف فِرق الدفاع المدني في متابعة رش المياه حتى اليوم الثالث عشر. وبذلك استغرقت السيطرة على الحريق وإطفائه 13 يومًا.

وقال المدير التنفيذي للمتحف، المهندس حسان طاهر : أصدر المتحف مؤخرًا كتابًا تحت عنوان (حريق الشونة)، ضمن موسوعة معالم المدينة بين العمارة والتاريخ، يشرح فيه تاريخ تفاصيل هذه الحادثة بشكل علمي ودقيق.