بعد قرار "ترامب" بتجفيف العطايا الأمريكية لـ"أثيوبيا".. هل يتوقف بناء سد النهضة؟

تقارير وحوارات

سد النهضة
سد النهضة



في الوقت الذي أعلنت فيه إثيوبيا انتهاءها من 56% من أعمال البناء في سد النهضة، جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتجفيف العطايا الأمريكية، في خطاب أمام الكونجرس، بمثابة الصدمة لإثيوبيا، حيث قرر تخفيض المساعدات الخارجية للبرنامج الذي أعلن عنه الرئيس السابق باراك أوباما، في عام 2015 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بتقديم 7 مليارات دولار على مدى 5 سنوات لـ6 دول إفريقية من أجل إقامة مشروعات توليد للكهرباء، وهو ما دفع البعض إلى تساؤلات عدة حول هل سيهدد وقف التمويل الأمريكي لإثيويبا استكمال بناء السد، أم ستلجأ إلى مصادر تمويل بديلة.
 
حجم التمويل الأمريكي الذي تلقته إثيوبيا
وبحسب الوكالة الرسمية في أديس أبابا، قدمت الوكالة الأمريكية 523 مليون دولار منذ أكتوبر 2014 إلى الحكومة الإثيوبية من أجل تنفيذ مشروعات تنموية، وفي يناير عام 2016 قدمت الوكالة ما يقرب من 100 مليون دولار لأديس أبابا تحت مزاعم مكافحة الجفاف وفي مايو من نفس العام قدمت أديس أبابا 128 مليون دولار.
 
"ترامب" يخفض المساعدات الخارجية
ورغم المساعدات الأمريكية التي قدمتها لإثيوبيا منذ سنوات، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجفيف العطايا الأمريكية، بعد أن أعلن في خطاب أمام الكونجرس أنه قرر رفع قيمة ميزانية وزارة الدفاع "البنتاجون" بنحو 54 مليار دولار في أولى مقترحاته للميزانية، دعمًا للمجهود الحربى للجيش، وتنفيذًا لشعاره الذي أعلنه خلال الحملة الانتخابية "أمريكا أولا".

وحسب وكالة "رويترز"، فإن البيت الأبيض أكد أن ترامب سيوفر هذا المبلغ عبر تقليص ميزانيات غير دفاعية، ومنها خفض كبير في الأموال المخصصة للمساعدات الخارجية التى تقدمها وكالات التنمية لدول العالم الثالث من أجل مكافحة الفقر وتحقيق التنمية.
 
تقليص ميزانية مساعدات أديس أبابا
ووفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن ترامب سيقتطع من ميزانية الوكالة الأمريكية الدولية للتنمية، ومؤسسة تحدى الألفية التي كانت تقدم مساعدت لأديس أبابا من أجل تنفيذ خطط تنموية وتساعد في منحها قروض من البنوك الدولية وكان يرأسها دانيال دبليو يوهانس وهو إثيوبى ويحمل الجنسية الأمريكية، إضافةً إلى تقليص ميزانية حركة السلام ووكالات التنمية الأخرى.

ومن أهم الوكالات التى تعرضت ميزانيتها للخفض هي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تشرف على تنفيذ كثير من المشاريع في إثيوبيا في مجالات توليد الطاقة والزراعة ومكافحة الجفاف.
 
ترامب يوقف قرار "أوباما" بتمويل مشروعات إثيوبية
قرر ترامب، وقف المساعدات الخارجية التي تقدمها الوكالات الأمريكية وبرامج المساعدات التي تبنتها إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما، وتتطلب موافقة الكونجرس الأمريكى.

ويستهدف القرار، تخفيض المساعدات الخارجية للبرنامج الذي أعلن عنه "أوباما"، في عام 2015 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بتقديم 7 مليارات دولار على مدى 5 سنوات لـ6 دول إفريقية من أجل إقامة مشروعات توليد للكهرباء.

هذا وعرف مشروع أوباما - وفقًا لوكالة رويترز الأمريكية باسم "مبادرة طاقة إفريقيا" ويستهدف تمويل كل من "إثيوبيا وكينيا وتنزانيا ونيجيريا وغانا وليبريا" على مدار 5 سنوات بـ7 مليارات دولار لتوليد 10 آلاف ميجاوات من الكهرباء من السدود والرياح والشمس لخدمة 60 مليون مواطن محرومين من الإنارة.
 
قرار "ترامب" إثارة سياسية
وفي هذا الصدد، أعرب سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، عن تعجبه من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف التمويل الأمريكي لإثيوبيا، واصفًا القرار بالإثارة السياسية.

وأوضح صادق، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن قرار ترامب بتقليص المساعدات الخارجية، ووقف تمويل إثيوبيا، لن يؤثر على استكمال بناء سد النهضة، مضيفًا أن أديس أبابا تحصل على مصادر تمويل من الصين ودول عربية وقطر والسعودية، وإسرائيل.
 
قرار "ترامب" لن يؤثر على بناء السد
وقال الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتخفيض المساعدات الأمريكية الخارجية، يستهدف المصلحة الأمريكية.

وأضاف عبد المجيد، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن قرار الرئيس الأمريكي بوقف التمويل الأمريكي ليس له تأثير سلبي على استكمال بناء سد النهضة من عدمه، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تتلقى تمويل من بعض الدول الأوروبية والعربية تمكنها من بناء السد.
 
هناك مصادر تمويلة رئيسية لإثيوبيا
وقال الدكتور أحمد الشناوي، أستاذ السدود الدولي، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكونجرس برفع قيمة ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية بمبلغ 54 مليار دولار، وتجفيف منابع العطايا الأمريكية، كان سيؤثر حال كان القرار قبل اكتمال بناء جزء كبير من السد.

وأضاف الشناوي، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن هناك مصادر تمويل بديلة لإثيوبيا، ومنها الصين التي تعد أكبر الممولين لبناء السد، وقدمت تسهيلات دولية كبيرة لإثيوبيا لتشييده، متوقعًا أن تستمر الصين في تمويل استكمال بناء السد، إضافةً إلى عدد من الدول العربية والأوروبية.