استفزازات "أمريكية – تركية" تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


سرد الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء محمد عباس، تحليل والتطورات الحاصلة في الخط البياني لتحركات الجيش السوري والحلفاء على الجبهة الشمالية بالتحديد، وخاصة بعد وصول قوات أمريكية مجهزة بمدرعات ترفع العلم الأمريكي باتجاه ضريح سليمان شاه مؤسس الدولة العثمانية، في ظل استمرار الاشتباكات بين الأطراف المتصارعة. 

كما علق على  تصريحات تركيا بخصوص عدم ممانعتها بأن يسيطر الجيش السوري على منبج، وكذلك الأمر خفايا إسقاط طائرة حربية سورية أمس، وعثور الطرف التركي على الطيار ونقله إلى أحد المشافي التركية في وقت لم تعلن الجهات التركية حتى اللحظة نية تسليم الطيار لسورية، وبالطبع سيناريو تهديد "داعش" بتفجير سد الفرات والمخاطر التي يمكن أن تترتب عليه، كما ناقش بعض الأمور الأخرى.

قال اللواء عباس في حواره مع وكالة "سوتنيك" حول المشهد الحالي والتطورات الراهنة على الساحة السورية: يوجد في سورية مسلحين إرهابيين من 110 دول كانت تقاتل عن الأمريكي ، ولكن فشلها في تنفيذ مهمتها إستدعى الأمر تدخل أمريكي مباشر في سورية ،وهناك اليوم على الأقل تم تشكيل "6" قواعد عسكرية أمريكية في الشمال السوري والشمال الشرقي، ونذكر ماذا فعلوا في الحسكة سابقاً ،والأن يقيمون قواعد جوية ، أو قواعد إسناد ، ودعم لوجستي لدعم مايسمى بالقوات البديلة التي تعمل تحت المظلة الأمريكية.

ويؤكد اللواء عباس في حديثه على أن الوجود الروسي في سورية هو وجود إنساني أخلاقي من أجل مكافحة الإرهاب ليس في سورية فحسب بل في العالم كله ،أما الوجود الأمريكي على الأراضي السورية فهو من أجل إستثمار الإرهاب لتحقيق مصالح خاصة به وبأجنداته في سورية والمنطقة ، واليوم يريدون أن يثبتوا بعض المواقع الأمريكية على الأرض السورية ، ليكون الأمريكي موجود بحيث لا يمكننا أن نتجاهل وجوده، وهذا تأكيد على الدور الأمريكي الإرهابي الإحتلالي مرتبط بشكل مباشر بالمشروع الصهيو أمريكي في المنطقة.

المرحلة الحالية بشكل رئيس هي مرحلة التدخل المباشر للأصيل بدل الوكيل، لأن الوكيل فشل بتنفيذ مهامه بشكل بهائي ، ومن هنا نلاحظ أن مبادرة الهجوم الإستراتيجي قد بدأها الجيش السوري وحلفائه بدءً من الجنوب في درعا ، وصولاً الى الشمال في مدينة منبج  ، ومن ثم نحو تدمر حيث كن يوم أمس في زيارة ميدانية ، وشهدت أنا بنفسي القلوب الصامدة ،والأقدام الراسخة والجباه العامرة بالإيمان بالنصر ، وشهدنا كيف تقدم الجيش في إتجاه شمال تدمر وشمال شرقها ،وطرد الإرهابيين من هذه المنطقة ، أما فيما يخص الوضع العام فنرى من الجنوب أن الأردني يريد كما يقول أن يحارب "داعش"  ، والأمريكي يريد أن يحارب "داعش" في الشمال وكذلك الأمر التركي، ولكن في الحقيقة هم يريدون أن يحققوا فرص أفضل ل "داعش" للبقاء بعد أن إنهارت قدرته الدفاية، وقدرته على القتال ، وبالتالي أصبح عبئاً على من أراد إستثماره  هذا هو الواقع حالياً. 

وعن المشهد المتأزم حاليا وإمكانية تطوره في إتجاهات أكثر تعقيداً  يقول عباس: بإعتقادي هذه المرحلة هي مرحلة متطورة من الصراع في سورية ، وعلى سورية ومع سورية ، وأن تصل قوات أمريكية بهذا الحجم وبهذه الكمية وهذا التنسيق مع الأتراك ي مدينة منبج  يتضح منه أنهم يريدون أن يقطعوا الطريق أمام القوات السورية وإمتدادها نحو الحسكة ، هم يريدون منع وصول أي سوري الى الحدود التركية ،وأظن انهم يعتقدون أن الجيش السوري هو ذاته الجيش الروسي تماماً ،وهذه منطقة نفوذ وسيطرة للأمريكي يريد من خلالها أن يقول للروسي إنني هنا معك في هذه المنطقة وأنا لي جزء من هذه الجغرافيا.

وبخصوص التهديدات بتفجير سد الفرات والمخاطر المترتبة على ذلك قال عباس:  التهديد بتفجير سد الفرات ليس عبثياً ،الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تدمر البنى التحتية للدولة ،وعندما يتحدث دي مستورا عن أنه لابد من مشاركة الإتحاد الأوروبي ودول الخليج في إعادة إعمار سورية نرى أنهم يسعون بالأصل الى إستغلال المفهوم الإقتصادي في سورية، وإعادة إقتسام الجغرافيا السورية ، لما للموقع الجيوبوليتيكي لسورية من أهمية ودور محوري في المنطقة والعالم ، ولكن وبالمقابل المصالح الوطنية الروسية ، والمصالح الوطنية الصينية ، والمصالح القومية والوطنية السورية تتناقض وتتنافى مع هذا المشروع الصهيو أمريكي وسيصعب تمريره أمام هذا الواقع وهذه المعطيات.

وما يتعلق بتطور الوضع الى مواجهات إقليمية ودولية على الساحة السورية يقول عباس: أمام هذا التعقيد في المشهد الحالي يمكن أن نقول أن كل السيناريوهات محتملة ، لكن بتصوري أن الصدام السوري التركي تحت السيطرة بوجود الروسي ، وبالمقابل  الإدارة الأمريكية غير مستعدة وغير قادرة على أن تخوض حرباً عالمية تتورط فيها ، إلا إذا إستطاعت إسرائيل والسعودية أن تورط الإدارة الأمريكية  في الإنتقال الى صراع مسلح.