في ذكرى استشهاد "حكيم العسكرية".. تعرف على الحروب الـ 5 التي خاضها "عبدالمنعم رياض"

تقارير وحوارات

الشهيد عبدالمنعم
الشهيد عبدالمنعم رياض



"الجنود في الحرب لا يبكون أبدًا، ومبدأنا هو أن الرصاصة التي سيموت بها الفرد منا خارجة من المصنع وعليها اسم من سترقد في جسده"، كانت تلك آخر كلمات قالها الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، قبل استشهاده على يد العدو الإسرائيلي الغادرة في إحدى خطط تدمير خط برليف، استمرت ساعة ونصف إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الفريق ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء فاستشهد الفريق بين جنوده، في مثل هذا اليوم 9 مارس 1969، ليطلق على ذلك اليوم؛ "يوم الشهيد" تخليدًا لذكراه.
 
ترصد "الفجر"، الحروب والمعارك التي شارك فيها الفريق عبد المنعم رياض واختتمت بتلقيه الشهادة.
 
الحرب العالمية الثانية
"عبد المنعم رياض"، ولد في شهر أكتوبر عام 1919، بمحافظة الغربية، لأب عقيد في الجيش "محمد رياض عبد الله"، وعندما حصل على الثانوية، دخل كلية الطب برغبة أهله، لكن سرعان ما تركها ليلتحق بالكلية الحربية التي تمناها دومًا.

وبعد تخرجه في سلاح المدفعية، التحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامي 1941 و1942 حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية.
 
همزة الوصل بين القيادة في فلسطين
وعمل في إدارة الخطط والعمليات بالقاهرة، خلال عامي 1947 – 1948، حيث كان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك.
 
العدوان الثلاثي
وفي عام 1953 عين عبد المنعم رياض، قائدًا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، ومن يوليو 1954 وحتى أبريل 1958 تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، حيث شارك في العدوان الثلاثي سنة 1956.

وسافر في 9 أبريل 1958 في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وقد لقب هناك بالجنرال الذهبي.

النكسة
بعد عقد معاهدة الدفاع المشترك بين مصر والأردن في 30 مايو 1967 وضعت قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة كان الفريق عبد المنعم رياض قائدًا لمركز القيادة المتقدم في عمان، فوصل إليها 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة، وحينما اندلعت حرب 1967 عين الفريق عبد المنعم رياض قائدًا عامًا للجبهة الأردنية.
 
حرب الاستنزاف
وعينه الرئيس جمال عبدالناصر بعد النكسة رئيسًا للأركان، وخاض العديد من العمليات العسكرية التي أسفرت عن تدمير 60% من تحصينات خط برليف الذي تحول من خط دفاعي إلى مجرد إنذار مبكر، إضافةً إلى انتصاراته  العسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وذلك في آخر يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968.
 
استشهاده
وفي صبيحة يوم 9 مارس 1969، قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.

وما لبث أن اقترب الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالى ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء، ليتوفي عبد المنعم رياض بعد 32 عامًا قضاها عاملًا في الجيش متأثرا بجراحه.

وقد نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، واعتبر يوم 9 مارس من كل عام يوما لتخليد ذكراه كما أطلق اسمه على أحد الميادين الشهيرة بوسط القاهرة وأحد شوارع المهندسين.