بعد عودة إمدادات "أرامكو" البترولية.. ما السر وراء تدخل "ترامب" في رأب الصدع "المصري السعودي"؟

تقارير وحوارات

السيسي والعاهل السعودي
السيسي والعاهل السعودي



بالتزامن مع الاجتماع الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وولي ولي العهد الأمير السعودي محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي، في البيت الأبيض، أعلنت شركة أرامكو السعودية استئناف إمداد مصر بالبترول بعد توقف دام ستة أشهر، وهو ما فسره الخبراء بأن الولايات المتحدة لعبت دورًا في ذلك الأمر الذي سيكون بمثابة بداية جديدة لعودة العلاقات "المصرية- السعودية" قوية كسابق عهدها.

وأدت وساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى دفع السعودية للإعلان عن إعادة تصدير المنتجات البترولية إلى مصر، بالإضافة لعقد مباحثات مباشرة بين الجانبين المصري والسعودي قريباً.

وترصد"الفجر"، فيما يلي تفسير المختصين لأسباب تدخل الولايات المتحدة كوسيط بين مصر والسعودية، وتداعيات ذلك على المنطقة برمتها.

عودة أرامكو
أعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، الاتفاق على استئناف الجانب السعودي توريد شركة "أرامكو"، شحنات منتجاتها البترولية إلى مصر، وفقًا للعقد التجاري الموقع بين الشركة وهيئة البترول المصرية، مشيرًا إلى أنه جاري حاليًا تحديد البرامج الزمنية لاستقبال الشحنات تباعًا.

وتأتي تلك الخطوة للمرة الأولى، منذ أن أبلغت الهيئة العامة للبترول، في منتصف أكتوبر 2016، بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية، لتعد بداية لعودة العلاقات السياسية بين مصر والسعودية، من أجل إنشاء مفاوضات قوية بين البلدين.

القمة العربية بوابة عودة الصداقة المصرية السعودية
وشهدت الساعات الماضية اتفاقاً مبدئياً بين القاهرة والرياض على عقد جلسة مباحثات مباشرة قبيل مشاركة البلدين في القمة العربية المقررة في الأردن نهاية الشهر الجاري، لكن لم يحدد حتى الآن ما إذا كانت هذه الجلسة ستُعقد في القاهرة أم العاصمة الأردنية عمان، مع ترجيح أن تقتصر على وزيري خارجية البلدين وعدد من المسؤولين.

وتوقع بعض المراقبون قدرة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال القمة العربية الثامنة والعشرين في العاصمة الأردنية عمان، على رأب صدع العلاقات والتوسط بين القاهرة والرياض خاصة في ظل إصرار العاصمتين على الحفاظ على الحد الأدنى من التفاهم وترك الباب مفتوحا بحكم العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة.

بكر: "ترامب" يلعب دور الوسيط من أجل مصلحته
وقالت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن من مصلحة كلاً من الولايات المتحدة والسعودية، إبعاد إيران عن السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بكافة الطرق، التي من بينها عدم اتاحة الفرصة لها لأن تقيم علاقات مع الدول العربية الأخرى التي من بينها مصر، التي سبق وأعلن أنها في طريقها لعقد اتفاقات نفط معها عقب ايقاف شركة"أورامكو" امتداد مصر بالبترول.

وأضافت "بكر"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أنه من المرجح أن يكون الاجتماع الذي جمع ولي ولي العهد السعودي، والرئيس الأمريكي ناقش قضية إمداد مصر بالبترول والتي من شأنها ستقلل النفوذ الإيراني بالمنطقة، لافتة إلى أن الطرفين ركزا على أهمية إعادة الدور الإقليمي لمصر في المنطقة كسابق عهدها، وذلك عن طريق دعمها اقتصاديًا في ظل الظروف التي تمر بها حاليا.

وأشارت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إلى أن استئناف الجانب السعودي توريد شركة "أرامكو" البترول لمصر، يؤكد أن السعودية وأمريكا اتفقوا على رؤية مصر في الملف السوري، وهو ما ييبشر عودة العلاقات بين مصر والسعودية في أقرب وقت.

اللاوندي: استئناف إمدادات "أرامكو" بداية جديدة بين "مصر-السعودية"
وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الولايات المتحدة ترغب في تجميع الدول التي تتبنى نهجًا معاديًا للجماعات الإرهابية كمصر والسعودية اللتين أعلنتا حربهما على الإرهاب سواء داخل بلدهم أو خارجها، وهو ما ترجم بشكل جلي في استئناف امتداد مصر بالبترول من قبل شركة "أرامكو" السعودية.

واعتبر "اللاوندي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن استئناف إمداد مصر بالبترول بمثابة بداية جديدة في العلاقات "المصرية-السعودية"، والتي شهدت فتورًا في الآونة الماضية على خلفية القضية السورية، لافتًا تغير موقف المملكة العربية السعودي تجاه الأزمة السورية وإعلان رغبتها على القضاء هناك ساعد على ذلك.

وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة أن يحدث توافق بين المملكة العربية ومصر حتى يكون قوة كبير قادرة على دحر النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث تقوم بمساعدة الجماعات الإرهابية داخل سوريا وهو ما يساعد تأجيج الصراع هناك.