لم يكن "سي السيد" في حياته ورؤيا تنبأت بوفاته.. أسرار في حياة يحيى شاهين

الفجر الفني

يحيى شاهين
يحيى شاهين


"السيد أحمد عبدالجواد" اسم يعرفه الكثيرون من جيلي الستينيات والسبعينيات، ودور ترك بصمة قوية في مشوار الفنان الراحل يحيى شاهين، فأحمد عبدالجواد أو "سي السيد" كما كانت تناديه زوجته "أمينة"، عُرف بجبروته وقسوته مع زوجته وأبنائه، في حين أنه كان "صاحب مزاج" وعلاقات نسائية متعددة خارج المنزل، ومن هذا التناقض نشأ الإبداع الفني الذي وجدناه في ثلاثية أديب نوبل نجيب محفوظ، وهي "بين القصرين" و"قصر الشوق" وأخيرا "السكرية".

 

يحل اليوم السبت، الموافق ١٨ من مارس الجاري، ذكرى وفاة الفنان الكبير يحيى شاهين، عام ١٩٩٤م، بعد مشوار فني ذخر بأهم الأعمال في تاريخ السينما والدراما، وفِي السطور التالية، يستعرض "الفجر الفني" أسرار في حياة "شاهين" لا يعرفها جمهوره.

 

أطل "شاهين" على الجمهور للمرة الأولى في السينما، من خلال دور صغير بفيلم "دنانير" لكوكب الشرق أم كلثوم، ورشحته الأخيرة للوقوف أمامها في فيلم "سلامة" بعد اعتذار الفنان حسين صدقي وقتها، ولَم يصدق شاهين نفسه، وأصابه الأمر بالصدمة الشديدة، ولكن "أم كلثوم" حرصت على استيعاب الموقف وتقريب المسافات بينهما، حيث كانت تتناول معه وجبتي الإفطار والغداء يوميا، وذات مرة أخبرها شاهين أنه تقاضى مبلغ ١٥٠ جنيها عن دوره بالفيلم، الأمر الذي أثار انزعاجها بشكل كبير، فسارعت بالاتصال هاتفيا بمنتج الفيلم، وأكدت له على انسحابها من الفيلم، إذا لم يتقاض شاهين ٦٠٠ جنيها، وهو نفس أجر حسين صدقي، فاستجاب المنتج لرغبتها، وظل شاهين مقدرا فضلها عليه باقية حياته.

 

وبالرغم من تألقه الشديد في أدوار الرجل القاسي والحازم مع المرأة، لم يكن "شاهين" ديكتاتوريا في حياته الشخصية، لكنه عانى من اكتئاب شديد، بعد انفصاله عن زوجته المجرية، التي تزوجها في سن متأخرة، وأنجبت له بنتين، وحالت الخلافات الحادة بينهما دون استمرار حياتهما الزوجية، وبعد الانفصال حرمته طليقته المجرية من رؤية ابنتيه وظل الأمر هكذا حتى وفاته، وعوضه عن ذلك زواجه من السيدة مشيرة عبدالمنعم، التي رافقته حتى آخر يوم في حياته، وأنجب منها ابنته داليا، وأكدت زوجته خلال تصريحات صحفية، أن شاهين لم يكن "سي السيد" في بيته، واصفة إياه بالحنون والعطوف عليها وعلى ابنتهما، مؤكدة أنه علمها الكثير من معاني الحرية والأمل والحياة.

 

شعر الفنان يحيى شاهين، بدنو أجله قبل يوم واحد من رحيله عن عالمنا، وذلك عن رواية صديقه الصحفي عبدالمنعم بسيوني، عندما طلب شاهين أن يلتقي به بعد عودته من الإسكندرية، بعد قضاء إجازة قصيرة مع زوجته وابنته، ويقول الصديق إن شاهين فوجئ أثناء جلستهما، برنين هاتفه الذي قطع حديثهما، وبالرد وجد أن المتصل هو الدكتور إبراهيم بسيوني، شقيق الإعلامي أمين بسيوني، والذي لم يكن يعرفه شاهين معرفة جيدة.

 

يقول الصديق إنه ظل واجما لفترة بعد إنهاء المكالمة، ثم أخبره أن هذا الشخص رأى له منام، قائلا: يقول أنه رأى زِحامًا في الطريق حول شخص والناس يقولون هذا هو سيدنا سليمان، ولما اقترب الرجل في الرؤيا من الزِحام لكي يرى سيدنا سليمان وجدني أنا، وجد الزحام حول يحيى شاهين"، وقال الصديق إنه علم بأن شاهين طلب الاطمئنان على مدفنه بعد علمه بهذه الرؤيا، وذلك بعد وفاته في اليوم التالي لها.