إبراهيم أبو ذكري يكتب: الإعلام المصري والسوداني الغاضب.. والله عيب عليكما

الفجر الفني

إبراهيم أبو ذكري
إبراهيم أبو ذكري


منذ زيارة والدة حاكم دولة قطر والتصريحات السودانية عقب هذه الزيارة، وردود افعال الاعلام المصري، واستخدام بعض المسؤلين السودانيين لتعبيرات تم استخدامها بالنسبة لمصر كمصر ام الدنيا واستبدالها بالسودان ام الدنيا والتقليل من إعلاميون بمصر بافكار وتصريحات الجانب السوداني اثار غضبي من الطرفين، والسباب المتبادل وتصعيد نقاط الخلاف وكم السباب الذي ظهر علي جميع الشاشات العالمية شيئ مخزي ولا يليق بنخبة البلدين.

 

وكنت أتمني من الإخوة بالسودان وايضا الاعلاميين والنشطاء في مصر ان يستبدلوا هذا السباب والتراشق والتريقة واختلاق الخلاف الذي يؤذي مشاعر أبناء الوطن الواحد بوحدتيه مصر والسودان.

 

كنت أتمنى أن يستبدلوا هذه العبارات النافرة بعبرات هادئة موضوعية في بحور العلوم والدراسات وان يراجعوا مع انفسهم التاريخ الحقيقي لهذه الاثار بعيدا عن الجهل وعشوائية الاّراء واختراع مايؤذي المشاعر لمواطني هذه البقعة الهامة من الارض الطيبة بالكرة الأرضيّة منطقة حوض وادي النيل من اثيوبيا الي مصر مرورًا بكل دول حوض وادي النيل، وأن ينظروا الي هذه البقعة كأنها وحدة واحدة، ونشاهد ونقول ان لا فرق بين أبناء الشمال في هذه الرقعة من الارض مع أبناء الجنوب، ونشاهد معا وحدة النسب والمصاهرة، ووحدة الارض، واللغة والعادات والمياه والدين والتاريخ وشريان الحياة الذي يمر في جسد هذه الرقعة من الارض هو شريان واحد في جسم واحد.

 

ونقول ان الاثار والشعب والأرض بالسودان هو الجنوب في دولة واحدة كبري تبدأ من اثيوبيا وتمتد الي شمال مصر وان الآثار السودانية والتي تظهر هي آثارنا جميعا ونفخر بها وبجدودنا وندرس ونتأكد ان صناعها من اجدادنا ومخترعيها الذين سبقوا ازمانهم ونراي هذه الأحداث بعيون محبة للوفاق ونعلن بل نؤكد علي مدي ارتباطنا بها ونفرح بها ونهنئ ايضا الشعب السوداني باقتنائها ليكتمل تاريخنا معا ليتأكد العالم كله أصالة هذه المنطقة ووحدتها فوجود مثل هذه الاثار المتشابهة مع ما تم إعلانه من عمق الزمن في شمال هذه الارض يؤكد وحدة الارض السودانية والشعب السوداني مع اشقائه بشمال هذه الارض الطيبة بمصر المحروسة.

 

فرصة ذهبية تظهر بظهور هذه الآثار علي الارض السودان يضيّعها الغباء العربي والإعلامي المصري والسوداني بضيق الأفق للأغبياء، والوقيعة الذين يغزون عقول الكارهين لنا وللسودان وللمنطقة كلها.

 

انظروا ياسادة في مصر الي الاثار المتدفقة علي الاراضي السودانية والأراضي المصرية والتي ظهرت في آن واحد وادرسوا هذه الظاهرة، انها ظاهرة إيجابية، لا ترفضوا ما ظهر بالسودان، وأعلنوا عنه، وشكلوا لجان للدراسة والفحص، وانظروا في حكمة الخالق الذي يعطينا فرص للترابط بالثقافات المتطابقة لبلادنا مع دول منابع النيل والدول المحيطة بنهر النيل.

 

ابحثوا يا سادة عن نقاط الوفاق ولا تبحثوا عن ما يبعدنا عن اخواننا في هذه المنطقة المهمة.

 

يا سادة يا اعلام مصر، ان عمق هذه البلاد واستقرارها ووجودها معنا حتي ولو بوجدانها فقط هو أمن قومي لنا في مصر.

 

أذكر أن محمد علي باشا عندما تولي حكم مصر سأل عن منابع النيل فأشاروا الي اثيوبيا .. فقال: حسنًا، لابد ان تكون حدود مصر تبدأ من اثيوبيا منبع النيل، أو علي الأقل يتم وحدة هذه البلاد لتكون دولة واحدة والذي يسير بها شريان الحياة واحد.