"تضحية وإصرار".. قصص شهداء‎ القوات المسلحة

تقارير وحوارات

شهداء‎ القوات المسلحة
شهداء‎ القوات المسلحة - أرشيفية



الشهيد رامي حسانين
 
بطل من ذهب، بعد عودته من حفظ السلام بالكونغو عين قائدا لكتيبة بشمال سيناء، أخبر أهله قبل أسبوع من استشهاده: أنا بدافع عن مصر وواخدين بالنا من دم الأبرياء، ومحافظة البحيرة تكرمه وتطلق اسمه على مدرج بالكلية في 29 أكتوبر من العام 2016، انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة، يفيد باستشهاد بطلا جديدًا من أبطال القوات المسلحة، إلا أن الصور التي صاحبت الخبر، والمعلومات التي بدأت تنتشر في المواقع والصحف، تؤكد أنه شهيدًا فوق العادة، وأن العقيد رامي حسنين قد حفر اسمه من نور بين قائمة الشهداء ممن ضحوا في سبيل الوطن. 

كان رامي حسنين، أحد أبرز الضباط الذين يقومون بعمليات مكافحة الإرهاب في شمال سيناء ضد العناصر الإرهابية والمتطرفة وتم استهدافه يوم 29 أكتوبر الماضي، بعد مرور المدرعة بين حاجزي السدة والوحشي، جنوب الشيخ زويد، الواقعة بين مدينتي العريش ورفح على الحدود مع قطاع غزة.

تسجل السيرة العسكرية للشهيد العقيد رامي حسنين، أنه ولد  بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، متزوج ولديه طفلتين هما نورسين 5 سنوات، ودارين 5 شهور، وله ثلاثة أشقاء أختين وأخ، وتخرج من الكلية الحربية فى أول يوليو 1996، وانضم لسلاح المشاة، تخصص الصاعقة دفعة 90، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وتدرج في المناصب العسكرية حتى شغل منصب قائد لكتيبة صاعقة، بعد عودته من العمل فى قوات حفظ السلام بالكونغو.

وعمل الشهيد رامي حسنين، أنه خلال فترة خدمته في الصاعقة تدرج من قائد سرية وكتيبة وسافر في عدة بعثات خارجية شملت عدة دول منها انجلترا وأوكرانيا وتونس، حصل خلالها على كافة فرق الصاعقة الأساسية والمتقدمة، وبدأ  العمل فى سيناء أواخر عام  2015. 

محافظة البحيرة لم تتأخر في تكريم الشهيد وأسرته، وأكدت محافظ البحيرة ، على إنه سوف يتم اطلاق اسم الشهيد على مدرسه وشارع بمسقط راسه بمركز ايتاى البارود تخليدا لذكراه، وقامت بإطلاق اسمه على أكبر مدرجات كلية التربية بدمنهور.

يقول والده الحاج محمد حسنين، أن الشهيد قبل سفره الأخير  قضى يوم الأربعاء مع ابنته نورسين وذهب إلى مقر قيادة وحدات الصاعقة بأنشاص، وسلم على كل زملائه وقياداته، ويوم الخميس جاء إلى إيتاى البارود وأنهى جميع المتعلقات المالية، وجلس مع زوجته الدكتورة رشا فريد، وبناته نورسين، ودارين وكأنه يودعهما.

وأضاف الحاج محمد حسنين، أن الشهيد البطل كان يؤكد دوما أنهم يحافظون على دماء الأبرياء في شمال سيناء، ويعملون على تحري الدقة مع العناصر الإرهابية والمتطرفة، وكان دائما يصلي ويحفظ القرآن، ويعمل على توجيه النصيحة الحسنة إلى كل من خالفه الرأى.

الشهيد مصطفى حجاجي.. السطور لا تكفيه حقه
 
دائما تختلف قصص الشهداء من شهيد لآخر بحسب ما قدموه من تضحيات، وكل تضحية يسجلها التاريخ بحسب ما يسجله الراوي، ويبقى دائما الاسم خالدًا في صفحات السجلات العسكرية، وشهداء الحرب على الإرهاب في سيناء دائما ما تجد أسمائهم لا تكفيها السطور فقط من شدة تضحياتهم ولا اللافتات في الميادين ولكن تبقى رسالة العطاء التى تظهر اثناء التضحيات من أجل بقاء الآخرين، فالشهداء أوجه مختلفة لعملة واحدة وهي بقاء الوطن.

ومن بين هؤلاء الأبطال قاد بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهو الشهيد الرائد بطل مصطفى حجاجي حلمي محمد والذي استشهد في 18 يوليو 2015 في ثاني أيام عيد الفطر أثناء استهداف كمين أبو رفاعي في سيناء، والغريب في هذه اليوم أنه نفس اليوم الذي تخرج الشهيد فيه من الكلية الحربية عام 2009 وكان الأول على دفعته 103  صاحب التاريخ الكبير من التضحيات أثناء الحرب على الإرهاب في سيناء.

وقال المهندس وائل حجاجي شقيق الشهيد، إنه كان دائم الحرص على تجميع أبناء دفعته من أجل المشاركة في أعمال الخير، وكان من المفترض أن يعود إلى بلدته قرية الشغب بالأقصر في إجازة العيد من أجل البحث عن شريكة حياته ولكن ذلك لم يتحقق ونال ما كان دائمًا يريد أن يناله وهي الشهادة.

وقال إن الشهيد هو الذي طلب نقله إلى سيناء خاصة بعد استشهاد المقدم أحمد الدرديري ابن مدينة إسنا المجاورة لقريتهم، الذي استشهد في الهجمات الإرهابية التي استهدفت كمائن عدة بشمال سيناء في 1 يوليو 2015 وطلب من قيادته أن يحل مكان الشهيد الدرديري بالكمين، قائلا: "اطلب من قيادته الوجود مكان الدرديرى للاخذ بثأره لأنه من نفس بلدع على الرغم من شقيقى كان مرشحا لمنصب أفضل وأعلى داخل القوات المسلحة الا انه تسلم موقع عمله بالكمين حتى لحق بابن بلده في الشهادة ونالها".

وأضاف المهندس وائل حجاجي، أن شقيقه الشهيد رفض إبلاغ أسرته بالذهاب إلى سيناء خاصة، وأنه كان قائد لسرية مشاة ميكانيكا بالقنطرة، ولكنه ابلغ اثنين من قريته وطلب منهم عدم إبلاغ أسرته حتى لا يزداد قلقهم عليه، مشيرًا إلى أنه عاد آخر مرة إلى مكان سريته وأجمع متعلقاته بالكامل ووضعها في سيارته الخاصة به وأغلقها وأعطى مفتاحها إلى أحد زملائه وطلب منه أن يسلم المفتاح إلى أسرته لأنه ذاهب إلى سيناء وقال نصا: "انا الشهيد اللى عليا الدور" وبالفعل أحضر زملاءه السيارة الخاصة به وكانت بها جميع متعلقاته كما وضعها بنفسه.

وقص شقيقه آخر أيام قبل استشهاده قائلاً: "الشهيد كان من المفترض أن يحصل على راحة راحة أثناء أسبوع استشهاده ولكنه رفض النزول بسبب وجود زميل له كان يرغب في رؤية ابنته وقام باستبدال الراحة معه حتى أنه أثناء حضوره الجنازة قال لنا "الشهيد كان يحب عمله ويحب الجميع وكان يقوم بعمل كل شىء بنفسه لدرجه أنه كان يشارك في إصلاح المعدات".

وأشار إلى أن أحد المجندين كان معه لحظة الشهادة قال إن هناك قذيفة سقطت بشكل مفاجئ على الكمين والوحيد الذي نطق الشهادة أكثر من مرة هو الشهيد مطصفى حجاجي وكان ثاني أيام العيد، وكان دائما يحرص على الصوم وخاصة اثنين وخميس طوال العام وأنه عند إبلاغه باستشهاد شقيقه في سيناء لم يصدق وأخطرهم أن شقيقه ليس متواجدًا بسيناء، ولكن كان الخبر صحيحا ولم يبلغنا به.

وتابع: "الشهيد له 5 أشقاء منهم 3 مهندسين وطبيبة، إلى جانب أصغر أشقاءه الذي التحق بالكلية الحربية بناء على رغبة والدته التي أصرت على ذلك وقالت: "انه هيجيب حق أخوه الشهيد"، مؤكدًا أن هناك مبنى داخل الكلية الحربية باسم شقيقة إلى جانب وضع اسمه على مدرسة داخل القرية.

الشهيد حجاجي، كان قريبًا من الجميع ومحبوبًا لجميع أفراد أسرته وآخر لقاءه بهم قام بدعوتهم على إفطار رمضان وأعد الفطار بنفسه لجميع عائلته، كما أنه في وسط الميدان كان قائد بما تحمل الكلمة من معنى وملتزما بالعسكرية المصرية، وقريبا من أفراد سريته وشيعت جنازته في مشهد يصعب وصفه، ولكن سيرته بقيت في سطور التاريخ مضيئة.
 
الشهيد حازم أبو المعاطي
 
في معركة الكرامة.. قصص وبطولات للشهيد "حازم أبو المعاطي" في "ملحمة" الـ 20 دقيقة .. تصدى للعناصر الإرهابية بكل شجاعة في كمين "النقب".. ومصر أخذت ثأر شهدائها
 
العميد حسام أبو المعاطي:

علمت خبر استشهاد "حازم" من التلفزيون ومن الإنترنت الشهيد ظل يشتبك مع العناصر الإرهابية لمدة 20 دقيقة وقتل أثنين منهم، الشهيد قام بالاتصال بزوجته ووالدته يوم استشهاده للاطمئنان عليهم إجازة الشهيد كانت ثاني يوم استشهداه.
 
"مات الجدع وسط الأبطال، دافع عن أرضه من الإرهاب، قال لعساكره أضرب يا واد، دي أرضك وده عرضك أوعاك تهرب أو تخاف"،
يومًا بعد يوم يقدم رجال الشرطة والقوات المسلحة، أرواحهم فداء لمصر ولشعبها، يستشهد العديد منهم من أجل حماية الأرض والعرض، يواجهون مخاطر وتحديات كثيرة، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وانتشار الفكر المتطرف في العديد من الدول.
 
رائد شهيد بطل حازم أسامة أبو المعاطي، قائد كمين النقب بالوادي الجديد، استشهد هو و8 آخرين من أبطال قوات الشرطة البواسل، وذلك بعد قيام مجموعة إرهابية بمهاجمة كمين النقب في محافظ الوادي الجديد، وعلى بعد 80 كيلو من مدينة الخارجة، في 16 – 1 – 2017.
 
وكان من المقرر أن يحصل الشهيد على إجازته يوم 17 يناير، أي بعد يوم واحد فقط من استشهاده، لكن الله عز وجل أراد أن يلتقيه، بدلا من أن يلتقي الشهيد أسرته وأهله وأقاربه وأصدقائه.
 
الشهيد من مواليد منطقة "الورديان" بالإسكندرية، من مواليد عام 1987، وقد تخرج من الشرطة  دفعة عام 2008
تزوج عقب تخرجه، ولديه طفلان هما "مهند 5 سنوات – وفرح 3 سنوات"، وقد عمل الشهيد بقسمي شرطة الدخيلة ومينا البصل قبل أن ينقل للعمل بمديرية أمن الوادي الجديد منذ عامين.
 
كان من المقرر أن تنتهي خدمته في الوادي الجديد نهاية العام الحالي ليعود مرة أخري لاستلام عمله بالإسكندرية، وكانت آخر زيارة للشهيد لأسرته وأهله قبل استشهاده بـ10 أيام واطمأن على أولاده في مكالمة هاتفية مع زوجته قبل ساعة من الحادث.
 
اشتهر الشهيد بأخلاقه واحترامه، وفور علم الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران بخبر استشهاده، "اتشح" منطقته في حزن شديد على فراق الابن الغالي، مشهد مأساوي لعائلة الشهيد وزوجته التي تركها حبا في الرفيق الأعلى.
 
 
قصة استشهاد البطل
 
قال العميد حسام أبو المعاطي، والد الشهيد حازم، إن الشهيد استشهد في الساعة السابعة والنصف مساءا، حيث حيث قام الشهيد بالاشتباك مع العناصر الإرهابية لمدة 20 دقيقة، ورفض أن يترك موقع الكمين هو وعساكره، وظل يتعامل مع العناصر الإرهابية لآخر قطرة نفس، حتى استشهد ومعه 8 آخرين من أبطال الكمين البواسل.
 
وأضاف والد الشهيد البطل، أن الشهيد قام بالدفاع عن الكمين لكل بسالة وشجاعة، ونجح في قتل أثنين من العناصر الإرهابية، من قاموا بالهجوم على الكمين، كما قامت العساكر بالتعامل الشجاع مع تلك العناصر الإرهابية، التي لا تعرف دين أو إنسانية، لكن الله أراد أن يستشهدوا في سبيل الدفاع عن مصر وشعبها.
 
المكالمة الأخيرة

تحدث العميد حسام أبو المعاطي، والد الشهيد حازم، عن الساعات الأخيرة قبل وفاة الشهيد، حيث أوضح أن "حازم"، قام بالإتصال بوالدته في نفس يوم استشهاده، بالإضافة إلى أنه قام بالإتصال بزوجته قبل استشهدة بفترة ليست بكبيرة، ليطمئن عليها وعلى أولاده.
   
جُثمان البطل في مثواه الأخير

قال العميد حسام أبو المعاطي: "عندما أتى جثمان الشهيد من الوادي الجديد إلي الإسكندرية، وقفتُ مرفوع الرأس لأن أبني شهيد وسينتقل إلى الرفيق الأعلي، إلي منازل الشهداء".
 
وأوضح والد الشهيد، أنه تمت تأدية صلاة الجنازة على "حازم" بحضور قيادت أمنية وعسكرية وتنفيذية والعشرات من محبي الشهيد، وارتفعت حينها أصوات الهتافات، "لا اله الا الله الشهيد حبيب الله، القصاص القصاص، الله أكبر، في الجنة ياشهيد".
 
هواية الصيد عند الشهيد

تحدث والد الشهيد، عن الهويات المفضلة للشهيد حازم، حيث أوضح أنه كان يُحب أن "يصطاد"، وكان يمتلك بندقية "رش"، يقوم من خلالها بعمليات صيد متنوعة، وكان يقوم بـ "التنشين" على الأهداف بكل دقة عالية، وكان مميزا في "الرمي"، ونتيجة ذلك قام الشهيد بإصطياد عنصرين إرهابيين أثناء الهجوم علي الكمين الذي كان يتوالاه. 
 
مصر تأخذ ثأر شُهدائها

وعقب مقتل الشهيد والأبطال الثمانية الآخرين في كمين النقب، تشكلت مجموعة عمل مشتركة من قبل القوات المسلحة والشرطة، لرصد والتعامل مع العناصر الإرهابية التي قامت بتلك العملية الغادرة، وبعد توفر المعلومات وعمليات الرصد المتنوعة، استطاعت قوات الأمن بتحديد منطقة تجمع تلك العناصر الإرهابية التي قامت بتلك العملية الغادرة.
 
حيث تجمعت عدد من العناصر من من قاموا بتلك العملية في محافظة أسيوط، وعلي الفور، تم التعامل معهم، وقامت القوات بأخذ حق ثأر شهداء كمين النقب، لينعم الشهداء بالراحة بعد أن أخذ زملائهم حقهم من تلك العناصر الإجرامية والإرهابية، التي لا تعرف دينًا أو وطنًا.
 
الشهيد العقيد أحمد الدرديري
 
ضحى بنفسه لتعيش جنوده، الشهيد العقيد أحمد الدرديري نموذجًا مشرفًا في التضحية، الشهادة في سبيل الوطن شرف لا يضاهيه شرف، ينالها من كتبها الله عز وجل عليه ليكون في مرتبة عالية ومنزلة كبيرة منحها الله سبحانه وتعالي له، فأبطال القوات  المسلحة الذين يقدمون التضحيات فداء للوطن لم يبخلوا قط بارواحهم ودماءهم في سبيل حماية الوطن، وسجل الشهداء خير شاهدا على ذلك فكم من بطولات خلدها التاريخ لأبطال القوات المسلحة الذين استشهدوا دفاعا عن الأرض.

أن الحرب التي يخوضها الجيش المصري الآن في سيناء مع الجماهات الإرهابية لا تقل ضراوة عن الحروب التي واجهتها مصر على مر تاريخها بل تزيد عليها لأن جيشنا الوطني يحارب عدوا مستترا وليس جيشا نظاميا كما كانت الحروب التقليدية، فالعدو الآن يعتمد على زرع العبوات الناسفة واستخدام السيارات المفخخة التي تستهدف أبناءنا من الضباط والجنود من خلال حرب غير شريفة. 

ومع إصرار وعزيمة الجيش المصري وبسبب عقيدته التي لا تلين  اخذت القوات المسلحة على عاتقها عهدًا أن تقطع دابر الإرهاب وتستأصل شأفته مهما كلفها من تضحيات في سبيل حماية الوطن.

دماثة خلقه وتدينه وبره لوالديه وسلوكه الطيب وسط زملائه وجنوده صفات رائعة تحلى بها الشهيد الراحل، إلى جانب حبه الشديد لوطنه وبلاده، فكانت البطولات العسكرية لأبطال وقادة حرب أكتوبر العظماء قد شكلت في وجدان الشهيد الدرديري شغف قوي  وحب للحياة العسكرية وهذا ما دفعه للالتحاق بالكلية الحربية حيث كان يعتبر قادة حرب قدوته ومثله الأعلى في التضحية والفداء.
  
في البداية قالت السيدة ياسمين مصطفي زوجة الشهيد البطل أحمد الدرديري، إن الشهيد التحق بالكلية الحربية عام ٩٧ وتخرج عام ٩٩ دفعة ٩٣ حربية سلاح المشاة، التحق بعد التخرج بالجيش الثاني الميداني بمدينة القنطرة في الإسماعلية، ثم سافر إلى السودان ليشارك قوات حفظ السلام هناك عام ٢٠٠٥ وذلك عقب زواجه بـ ٣ شهور، لمدة عام، ثم عاد بعد ولادة نجله الوحيد عمر بـ ٣ شهور ثم أكمل خدمته في الجيش الثاني الميداني ثم الجيش الثالث الميداني.
 
وأضافت أن البطل الشهيد شارك في التدريبات المشتركة التي نظمتها القوات المسلحة مع المملكة العربية السعودية ضمن قوات المشاة حيث ربطته علاقات وطيدة مع عدد كبير من زملائه الضباط من الجيش السعودي وذلك لدماثة خلقه وطيبته.
 
وتابعت: "بعد إنهاء فترة التدريبات المشتركة عاد ليخدم في الكلية الحربية لمدة ٤ سنوات وعقب خدمته بالكلية الحربية التحق بكلية القادة والأركان حيث حصل على الدورة  ٦٣ أركان حرب ليعود مرة أخرى إلى صفوف الجيش الثاني الميداني بالقنطر ، وخلال هذه الفترة كان قد قدم عدة طلبات أفصح فيها عن رغبته الشديدة في المشاركة في العلميات العسكرية في سيناء أو ورفح أو الشيخ زويد أو العريش وكل ذلك كان سرا دون علمنا على الإطلاق.

وبحسب ما روته زوجته عن طريق زملاء الشهيد المقربين له أنه تمت الموافقة على طلب الدديري، بالفعل لينقل إلى الشيخ زويد وذلك في شهر ٤ عام ٢٠١٥ حيث أوكل إليه مهمة الإشراف على تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد وهي كمائن سدرة أبو الحجاج اطلق عليها كمائن الزلازل والتي كان الهدف من اقامتها قطع الطريق عن الجماعات الإرهابية وذلك بسبب تكرار الهجوم الإرهابي المسلح على بعض النقاط الأمنية.
 
 
وأضافت أن هذا العمل كان يتطلب من الشهيد المبيت يوميا في كل كمين بالتوالي، لافته أنه كان يمارس مهام عمله وسط زملائه من الجنود والضباط في جو أسري ويشاركهم إفطار رمضان.

وتابعت أنه في يوم ٧/١ /٢٠١٥ حدث هجوم إرهابي على ٦ كمائن بالتزامن حوالي الساعة السادسة صباحًا، حيث اقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها إلى الكمين ثم تلى ذلك محاولة اقتحام أخرى للكمين بسيارات دفع رباعي تحوي كل سيارة عليها ما يقرب من ٢٠ أو ٢٥ عنصر إرهابي وكانوا مسلحين باربي جيهات وأسلحة قنص وأسلحة متعددة.

وقام الشهيد، بتفجير سيارتين قبل وصولهما إلى الكمين، حيث استشهد أحد زملائه الضباط خلال عملية محاولة اقتحتام الكمين، ثم أعقب هذا الهجوم هجوم آخر عن طريق مسلحين على درجات نارية يحملون الرشاشات وعلى الفور تعاملت معهم كل قوات الكمين حيث صفوا منهم عدد كبير وهنا أصيب الشهيد، في قدمه اليمني وواصل القتال حتى أصيبت قدمه الأخرى.

وخلال هذه المعركة الضارية أوشكت ذخيرة الكمين أن تنفد فأعطى الشهيد الدرديري، أوامره لجنوده أن يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين آخر لإمدادهم بالذخيرة ورفض الجنود أن يتركوه بمفرده إلا أنه أصر وطلب منهم أن يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة إليهم من قبل الجماعات الإرهابية، وظل أحمد مع اثنان من جنوده يقمون بحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة وفي لحظة اخترقت رصاصة  موجهة من أحد قناصة الجماعات الإرهابية إلى رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وأودت بحياته في ١٤ رمضان حوالي الساعة العاشرة صباحًا.
 
وقالت زوجته، إنه كان يشعر في آخر إجازة له معنا أننه لن يعود مرة أخرى ولم يخبرنا على الإطلاق أنه يشارك في العمليات العسكرية في الشيخ زويد، وكل ما نعلمه أنه في مدينة القنطرة حيث الهدوء والعمل المستقر بعيدًا عن العمليات العسكرية، مشيرة إلى أن آخر ما قاله لها "خلي بالك من عمر وخليه يختم القرآن علشان بمقاش قلقان "عليه وقال لابنه، خلي بالك من ماما وانا مش موجود" مضيفة أنه بعد سفره بـ ٤ أيام حدث الهجوم على الكمين ونال الشهادة.  

وبحسب رواية زملائه أنه كان يردد أن عساكره وجنوده أغلى من ابنه لأنهم أمانة في رقبته.
 
الشهيد المقدم شريف محمد عمر

أم الشهيد: "دعيت له ربنا يجعلك في أعلى العليين وقالي مش هاسيب سينا إلا ملفوف بعلم مصر"
 
رفض أن يطلق النار على سيدتين كانت تراقب المداهمة ففجروا عبوة ناسفة فور دخوله المنزل، دفتر الشهادة يفتح صفحاته ليضم بين جنباته أحد خيرة الشباب ليس لأن الشهيد شريف ابن السكندري الخلوق محمد عمر، المدير الفني لنادي الاتحاد السكندري اﻷسبق ومدير منتخب مصر العسكري لكرة القدم وابن شقيقة المحلاوي الأصيل شوقى غريب، ولكن لأنه ابن مصر، المقدم المقاتل الشهيد شريف محمد عمر.

رفض اﻷب التحدث عن ابنه حاول أن يظهر متماسكًا، وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع ابنه وقرة عينه إبراهيم في الجنازة العسكرية التي شارك فيها اﻵلاف ودعا باكيا: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون.

قصة استشهاد البطل تثبت أن ارض سيناء الطاهرة مروية بدماء اﻷبطال من كل المحافظات ،دليل حي ينفى مايردده الموتورون ان أبناء الكبار والمشاهير، لا يذهبون إلى أرض المعركة، لا يذهب إلى سيناء إلا أولاد الفلاحين، أما أولاد علية القوم فلا يذهبون!!.

واقعة استشهاده: عندما تم تحديد المهمة قال له قائده المباشر المكان دة ما يبقاش بعيد عليك يا شريف. 
الشهيد: ما فيش حاجة بعيدة يا افندم. 
بهذه الكلمات أتم الشهيد البطل المقاتل شريف محمد عمر آخر كلام يقوله منذ عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذن في تفتيش مكان شديد الخطورة، وكأنه كان يقول دا الجنة هناك يا افندم لو سمحت ما تأخرنيش، كان طلب الشهيد بإلحاح لم اعتده عليه من قبل حيث كان شديد الهدوء والطاعة.  

كان قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات في سيناء، بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء، دخل وهو بيننا فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء، فما أن دخل المنزل الا وانفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حي، ثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر البطل المقاتل "محمد الجارحي" في الدفاع عنه ولا حتى اختراق الطلقات لجسده، لم تمنع الطلقات التي كانت تلاحق البطل المقاتل "عمر عابد" في حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحد تلو الآخر، أنهم جيش مصر خير أجناد الأرض.

في طريق المداهمة برفح، رأى المقدم الشهيد سيدتين من بعد وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههم فلا شك أنهم ينقلون أخبارهم من هذه المنطقة لكن البطل الشهيد رفض وقال من امتى جيش مصر بيقتل نساء، هؤلاء النساء اللاتي أعفى عنهن كانوا سبب استشهاده وفقا لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك وهن من أبلغوا بدخوله المنزل الذي انفجر فور عبوره بوابته.

بطولة المقدم شريف ابن العائلة الشهيرة، والده وخاله محمد عمر وشوقى غريب، من نجوم الدائرة المستديرة، أما اﻷم السيدة ايمان غريب، تحدثت بكلمات من القلب، "شريف ابنى بطل وشرفنا كلنا، وهو ليس استثناء،ً بل تأكيداً على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه في الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم في رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود".