"السم القاتل" في "التعليم".. ولغز الوجبات المدرسية

تقارير وحوارات

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم



لم تكن أزمة تسمم طلاب المدارس التي تشهدها مصر في الآونة الأخيرة وليدة الحدث، بل أنها عقبة لكل عصر بدءًا من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بإصابة 300 طالب إلى وقتنا هذا، وبالرغم من أزلية الأزمة ألا أن وزارة التربية والتعليم في عهد مختلف الرؤساء لم تساهم في تلاشي حدوث تلك الأزمة بأي استراتيجيات بل تزداد من حين لآخر.

من جانبها، رصدت "الفجر" تسلسل أزمة تسمم الطلاب في السطور التالية.

* الإسكندرية  

بدأت الأزمة في عام 2008 بعهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وكانت بمدارس الإسكندرية، حيث تعرض أكثر من‏ 250 تلميذًا بالتسمم عقب تناول الوجبة الغذائية‏ بثلاث مدارس بغرب الإسكندرية وهم مدرسة "فلسطين ومدرسة يوسف أدريس ومدرسة حسن ابن الهيثم"، وتم نقلهم إلى مستشفي العامرية المركزي.

وأعلنت حينها حالة الطوارئ وقد تم إسعاف التلاميذ جميعًا خلال ساعتين وسمح لهم بالخروج وهم في حالة جيدة‏، كما قامت النيابة العامة بالمحافظة بالتحقيق في الواقعة وأكدت في تقريرها أن السبب وراء تسمم هؤلاء الطلاب هو تناولهم البسكويت والوجبات الجافة التي وزعت إليهم ‏وهي غير صالح للاستخدام الآدمي.

*  قنا  

وفي عام 2009، نظمت جامعة قنا ملتقي فني للطلاب وكانت تستضيفه في الفترة من 14 إلى 19 مارس، وقامت إدارة الجامعة بتوزيع بعض الوجبات الغذائية للحاضرين، وبعد ساعات من تناول الوجبات، أصيب 21 شخصًا بحالة تسمم غذائي وقىء وتم نقلهم إلى مستشفى قنا العام ومستشفى اليوم الواحد وقتها، وأثبتت معامل وزارة الصحة أن سندوتشات الجبنة الرومي وراء التسبب في تسمم هؤلاء طلاب الجامعة، حيث كانت تحوى على بكتريا المكورات العنقودية السامة.

* سوهاج

أما بالنسبة لوقائع تسمم الطلاب منذ عام 2010 حتى عام 2017 فتم إصابة 3353 من الوجبات المدرسية، من 9 مدارس ابتدائية بمحافظة سوهاج وهم "مدارس المؤسسة الابتدائية المشتركة، ناصر الابتدائية المشتركة، نجع عميرة، الحسانية، أبار الوقف، نجع عطية، الحواويش، العيساوية الابتدائية، نجع ملاك الابتدائية، طه حسين الابتدائية، ساقلتة التعليمية".

* الشرقية

وفى محافظة الشرقية تم تسمم 50 طالب بمدرسة العباسة التابعة لإدارة أبو حماد التعليمية.

* الصعيد

وفي محافظات الصعيد تم إصابة 150 تلميذ بإحدى مدارس ملوي بالمنيا، وفى الغربية تم إصابة 14 تلميذا بثلاث مدارس بإدارة بسيون التعليمية، وفى بني سويف أصيب 17 تلميذا بالتسمم و12 طالب بمدرسة فاريبقة الابتدائية و3 تلاميذ في مدرسة سمسطا الابتدائية وتلميذين في مدرسة بنى بخيت الابتدائية وبني هارون الابتدائية.


* هاشتاج الغضب

ومع تصاعد الأزمة بدأ أولياء الأمور والمعلمين في تدشين هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت عنوان "بدل نقدي لوجبة التسمم"، اعتراضًا على انتشار حالات التسمم التي تعرض لها أبنائهم في الآونة الأخيرة، مؤكدين أن الوجبات المدرسية بها سم قاتل.

* متابعة الأزمة

وفى سياق متصل، أصدر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تعليمات بدفع لجان متابعة لجميع المحافظات للوقوف على صحة وسلامة الإجراءات المتعلقة بتخزين، وتداول الوجبات المدرسية داخل المدارس، وإتباع الإجراءات والتعليمات الخاصة بالتعاقد، والفحص قبل الاستلام؛ لضمان وصولها للطلاب بحالة ممتازة.


* الحل الأمثل

من جانبه، طالب أيمن البيلي الخبير التربوي، بوقف التغذية المدرسية على الفور في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.

وقال البيلى، إن السبب في فساد التغذية المدرسية وتسمم الطلاب هو أن مخازن "البسكويت" في الإدارات التعليمية عبارة عن مرتع للفئران ومنعدم التهوية متسائلا :"كيف لا يفسد البسكويت؟"، مشيرًا إلى أن الوجبة المدرسية هي في الأساس ليست مجانية ولها ميزانية قائلا: "لا ذنب لأولادنا الفقراء في أن يصيبوا كل يوم جراء فساد الوجبات".


كما أكد الخبير التربوي، أن أبرز المحافظات التي تم التسمم فيها خلال الفترة الماضية هما "الفيوم، سوهاج، المنيا، الغربية والمنوفية.

* الأزمة ستتفاقم

وفي نفس السياق، قالت الدكتورة ليندا جاد الحق استشاري التغذية، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إنه في الأيام المُقبلة ستتفاقم أزمة تسمم الوجبات المدرسية بشكل كبير لأن البكتريا تنمو في الصيف أكثر من الشتاء.

وأضافت ليندا، أن مُوردي تلك الوجبات للمدارس يمكن أن يقوموا بالاحتفاظ بغلاف عبوات الوجبات وتكون محتوى الوجبة مُنتهية الصلاحية وبالتالي سيتعرض الطالب لأزمة صحية بالإضافة إلى أن منظومة التعليم في مصر لم تع نهائي وسيلة تخزين الوجبات وهذا ما يترتب عليه فساد ما يقدم للطلاب.

كما أكدت استشاري التغذية، أنه على وزير التربية والتعليم أن يشكل لجان خاصة بصرف الوجبات للمدارس من قبل مندوبي بوزارة الصحة وتكون هناك مخازن مهيأة للاحتفاظ بتلك الوجبات حتى لا تتعرض لأشعة الشمس لتهالكها أو مكشوفة للفئران كي لا تكون مُسممة.