نظام لاي فاي الجديد أسرع بمائة مرة من واي فاي

تكنولوجى

لاي فاي الجديد
لاي فاي الجديد


في عام 2011 تم ابتكار مصطلح الاعتمادية الضوئية[1]، والمدعوة لاي فاي اختصاراً بالإنجليزية، خلال أحد مؤتمرات تيد والتي قدمها البروفيسور هارالد هاس من جامعة إدنبرة.

كان ذكر ذلك في إشارة إلى فكرة كانت لدى هاس باستخدام المصابيح الكهربائية كمسيرات[2] لاسلكية. إلا أن المصطلح قد تطور ليشمل أنظمة اتصال الضوء المرئي للاتصالات اللاسلكيةـ والتي تستخدم الصمامات الثنائية الباعثة للضوء[3] والمتواجدة في أي بيت.

وقد كشف فريق بحث علمي عن طريقة جديدة لتسخير قوة الضوء في تأمين اتصال لاسلكي آمن وأكثر ثباتاً. وقد طور فريق الباحثين في جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا، بقيادة جون أوه، نظام لاي فاي يستخدم أشعة تحت حمراء حميدة. وقد كان ذلك جزءاً من مشروع "براوز" بقيادة تون كونين.

بمعدل يزيد عن الـ40 جيجابت في الثانية للشعاع الواحد تتفوق سعة البيانات التي يقدمها نظام لاي فاي عن مثيلتها في نظام الواي فاي. ويعود الفضل في ذلك إلى الأشعة تحت الحمراء التي استخدمها العلماء، ذات موجات بأطوال 1500 نانومتراً أو أكثر. ووفقاً لأوه فقد تمكنوا من تحقيق سرعات تصل إلى 42.8 جيجابت في الثانية على مسافة تقارب المترين والنصف. فيما كان أقصى ما يمكن أن تحققه أنظمة الواي فاي هو 300 ميجابت في الثانية.

أشعة تحت حمراء قابلة للتوجيه
يستخدم نظام لاي فاي هوائيات ضوئية لنقل البيانات لاسلكياً. وتستطيع هذه الهوائيات أن توجه أشعة الضوء القادمة من الألياف الضوئية. إذ يملك كل هوائي زوجاً من المشابك تستطيع إرسال أشعة ضوئية بأطوال موجية مختلفة، وبزوايا متعددة. بهذا يستطيع هذا النظام أن يتخلص من أثر التداخلات. يمكن لهذه الهوائيات أن توضع ببساطة على أسطح المنازل، وبمجرد أن يخرج المرء من مجال أحدها يدخل مجالاً آخر منها.

كما يمكن، وبدون أي مشكلات، أن تعمل عدة أجهزة على الهوائي نفسه. إذ يحصل كل جهاز على طول موجة خاص به. مما يعني عدم ضرورة تشارك الأجهزة لنفس الاتصال، فيمنع ذلك بدوره حصول أي ازدحام، والذي يكون عادة السبب في بطء اتصال أنظمة الواي فاي الحالية. أما المشابك التي قدمها فريق أوه فلها أن تتعامل مع العديد من الأجهزة والأشعة الضوئية في نفس الوقت.

عمَلُ هذا الفريق سيزيد من فوائد أنظمة لاي فاي، بما في ذلك زيادة الأمان والفعالية. ويتوقع كونين أن تكون هذه التقنية متاحة للمستهلك خلال الخمس سنوات القادمة، أو ما يقارب ذلك. فيما سيسعى الباحثون خلال ذلك الوقت إلى تحسين "شبكاتهم البصرية اللاسلكية الداخلية".

[1]  الاعتمادية الضوئية تدعى Light Fidelity بالإنجليزية، لذا فإن اختصارها هو Li-Fi أو لاي فاي
[2]  مسير أو موجه وهو ما يدعى أيضا بالراوتر router
[3]  صمام ثنائي باعث للضوء، أو ما يدعى ليد LED بالإنجليزية