في الذكرى الثانية لـ"عاصفة الحزم" نجاحات عربية وآمال باستعادة اليمن من أيدي عملاء إيران

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



يظل تدخل دول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية والإمارات، من أبرز المشاركين في عاصفة الحزم اليمنية، التي يحين ذكراها في مثل هذا اليوم، ولعبت دول التحالف دورًا بارزًا في إنقاذ اليمن من المهالك، الذي لا تمتد خطورته فقط على الشعب اليمني، وإنما على المنطقة العربية بأكملها، وهو الاحتلال الفارسي الإيراني، الذي يستعمل دائما مليشيات داخلية للسيطرة ومن ثم زرع الطائفية واللعب على وترها المدمر والمهلك.

التحالف العربي وتراجعات الحوثي

منذ وقوع الانقلاب الحوثي، في 21 سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون وحلفاؤهم على أغلب المحافظات اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء، إلى أن وصل الأمر إلى وضعهم الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية وأجبروه على الاستقالة، لكنه تمكن من الهروب والإفلات، وانتقل إلى مدينة عدن لتكون عاصمة مؤقتة لليمن بدلا من صنعاء، نتيجة سيطرة الحوثي عليها.

الخطر يزداد 

ومع تمدد الحوثي ليشمل العديد من المحافظات اليمنية، حيث كانوا يسيطرون على أغلب المحافظات الشمالية، وكان نفوذهم يمتد إلى عدن ومحيطها من خلال القوات العسكرية، وكذلك قوات على عبدالله صالح التي سرعان ما تصالحت مع الحوثي، وأبرمت اتفاقا يقضي بوقوفهم ضد الشرعية هم الآخرين، والوقوف جنبًا إلى جنب مع الحوثيين، ليزداد الخطر على البلاد التي تديرها إيران في هذا التوقيت، وليست قوات يمنية خالصة.

ماذا فعل التحالف العربي؟

ومع حرمان اليمنيين من غير الحوثيين وما يتبعون لهم من حقوقهم التي يمنعون إياها، مع كل بلد تتواجد فيه تلك المليشيات التابعة لإيران، برز هناك دور كبير للدول الخليجية والعربية، يأتي على رأسهم السعودية ومصر والأمارات، حيث أعلنوا تدخلهم لحرمان إيران من ملاذ جديد لها، بعدما طلب الرئيس هادي.

وأصبحت مواقع الانقلابيين هدفًا لغارات جوية مكثفة، أدت إلى تغيير موازين القوى على الأرض، وانطلاقا من عمليات التحالف العربي، الذي كان يضم بداية كلا من "قطر والإمارات والكويت والبحرين والسعودية"، إضافة إلى مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان، حيث تمكن التحالف من السيطرة على كامل المياه والأجواء اليمنية، ونفذ آلاف الضربات الجوية، استهدفت عددًا كبيرًا من المعسكرات ومواقع الانقلابيين، تتوزع على ما يصل إلى 17 من بين 22 محافظة يمنية.

عمليات إعادة الأمل وما نتج عنها من تقدم

كما ركزت على معسكرات ألوية الصواريخ البالستية بأطراف صنعاء، لتبدأ موجة جديدة من المواجهات التي اتخذت اسم "إعادة الأمل" والتي تأسست معها المقاومة اليمنية، لتتوالى النجاحات بالسيطرة على محافظات عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة. 

وانتهت سيطرة الانقلابيين عمليًا في المحافظات التي تُصنف تاريخيًا ضمن منطقة جنوب اليمن، ثم انتقلت بعد ذلك المواجهات إلى محافظة مأرب الحيوية الواقعة وسط البلاد، والتي كانت في الأصل واقعة تحت سيطرة قوات موالية للشرعية في معظم مناطق المحافظة، باستثناء مناطق في الأجزاء الغربية والشمالية في المحافظة. 

وعمل التحالف، خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2015، على تأمين سيطرة الشرعية على مأرب وتحويلها إلى مركز لقوات الشرعية ومنطلق لعملياتها نحو محافظة الجوف، وفي غضون ذلك تستمر الحرب في ظل تقدم مستمر وبطيء لقوات الشرعية، وذلك في أطراف مأرب الغربية ومحافظة الجوف.

وسيطرت قوات الشرعية على معظم مناطقها، إلا أن هناك تقدم ميداني على جبهة مديرية نهم، وجبهات محافظة تعز، وأجزاء من محافظة البيضاء، بالإضافة إلى منطقتي ميدي وحرض، بمحافظة حجة الحدودية، شمال غرب البلاد.

الدور الإنساني للإمارات

ومع هذا التقدم العسكري الواضح لقوات التحالف، لم تنس الإمارات العربية دورها في التعمير، والذي تضطلع به دائما، في ظل هذا الخراب والتدمير الحاصل.

وأكدت التقارير أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات استجابة للأزمة الإنسانية التي يعانيها الأشقاء اليمنيون، منذ بدء الأزمة، أكثر من 744 مليون درهم، بنحو 202 مليون دولار أمريكي. 

فيما أكدت إحصائية إن المساعدات الإماراتية لليمن، ووصل حجم مساعدات الإمارات خلال عام 2015 إلى اليمن حوالي 430 مليون درهم، منها نحو 190 مليون درهم لتوفير الوقود والطاقة الكهربائية، ونحو 110 ملايين درهم للمساعدات والمواد الغذائية، بجانب 80 مليون درهم مساعدات طبية، و30 مليون درهم لتوفير المياه والصرف الصحي، و20 مليون درهم لمواد إغاثية متنوعة.

وأوضحت إحصائية لأعمال المساعدات الخارجية لدولة الإمارات في اليمن، أن المساعدات خلال الفترة من أبريل 2015 إلى نوفمبر 2016 نحو 5.99 مليار درهم أي ما يعادل 1.64 مليار دولار أمريكي، وفق لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي.

وذكرت الأرقام الصادرة عن خدمة التتبع المالي، FTS، وهي قاعدة بيانات تديرها الأمم المتحدة التي تسجل كل المساهمات الدولية في مجال المساعدات الإنسانية، أن القيمة الإجمالية للمساعدات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى اليمن بلغت 508.7 مليون درهم، ما يعادل "138.5 مليون دولار" من إجمالي قيمة المساعدات الدولية.

إشادات كبرى بدور التحالف في اليمن

وبرزت العديد من التصريحات التي تزامنت اليوم مع الذكرى الثانية لعاصفة الحزم، كان من أهمها تصريحات الكتاب والمسئولين اليمنيين، كان من بينهم الكاتب اليمني، عباس الضالعي، الذي أكد في تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر": "ذكرى انطلاق عاصفة الحزم، تعتبر أشجع قرار عربي ضد نظام الملالي الإرهابي وهذا ما يدفعنا أكثر للمطالبة بطرد سفراء الإرهاب الإيراني".

وفي ذات السياق أشاد فراس اليافعي، رئيس حملة "شكرًا مملكة الحزم"، و"شكرًا إمارات الخير"، بتضحيات الإمارات العربية المتحدة في اليمن، التي تعكس أصالة هذا البلد العربي الأصيل في نصرة قضايا الأمة العربية والذود عنها بالدم والروح والمال. 

وأوضح في كلمة له بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق عاصفة الحزم والأمل، أن الإمارات لم تبخل على اليمن في أي شيء، ولم يقتصر ميدان مشاركتها على الجانب العسكري فحسب، بل توسعت لتشمل أيضا مختلف الجوانب الإنسانية والخدماتية والتنموية، مشيرا إلى أن هذا أسهم في إعادة البسمة والأمل في وجوه الملايين من أبناء اليمن، قائلا: "وهذا العطاء سيظل عالقًا في وجدان أبناء البلد".

وقال نائب رئيس الحكومة اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، عبدالملك المخلافي، اليوم الأحد، إن قوات التحالف العربي جاءت لإنقاذ الشعب اليمني من الحوثيين واستعادة الدولة منهم، مشيرا إلى أن عاصفة الحزم فعل عربي خالص لإنقاذ الشعب اليمني من المليشيا الطائفية وإسهام عربي في الجهد اليمني لاستعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن".