يسري عبد الله: رواية "الزائر" لمحمد بركة تقدم عالما على وشك التداعي

الفجر الفني

بوابة الفجر


أكد الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله أن رواية "الزائر" للكاتب محمد بركة تتسع لجملة من الصراعات اليومية، داخل "كومباوند"، في مدينة السادس من أكتوبر، يضم خليطا من البشر، الرامزين إلى طبقة جديدة تتشكل في السياق الاجتماعي المصري.

وقال الدكتور يسري عبدالله، خلال ندوة استضافتها مؤخرا مكتبة ديوان بالزمالك لمناقشة وتوقيع رواية "الزائر"؛ إن هذا المكان يضم مزيجا من الشريحتين الوسطى والعليا من الطبقة البرجوازية، ويبدو الشخوص ممثلين لتكوينات اجتماعية وتيارات فكرية وليس لذواتهم الفردية فحسب.

وأوضح: هناك يوسف صديق البطل المركزي في الرواية، الذي يعد علامة على هذا الخليط الشائه، الليبرالي الذي يعمل في قناة دينية، الرافض للنمط الاستهلاكي في الدعاية والشريك في صنعه في آن، ما دام سيتلقى راتبا شهريا كبيرا وحسابه سيتضخم في البنك.

وأشار إلى أن يوسف صديق وزائره الذي يدخل معه في حوارات سردية دالة؛ يصبحان صوتين متداخلين يرصدان عالما على شفا التداعي، ومعهما أصوات أخرى تشكل متن السرد في الرواية: المهندس كمال الشاب الثوري ونقيضه ورئيسه في العمل المهندس عبدالهادي خليفة، والكابتن الرياضي مسعود، وغيرهم.

ولاحظ أن الكاتب يسائل الموروث الديني وربما تخيل المشاهد السردية التي تلت الافتتاحية إلى هذا المنحى خاصة بالنسبة إلى العلاقة بين الرجل والمرأة، وإرث الامتثال والخضوع الذي يتم فرضه على المرأة العربية.

واختتم الدكتور يسري عبدالله بالتأكيد على رواية "الزائر" الصادرة مؤخرا عن دار سما، تنبيء عن كاتب يملك مشروعه السردي الخاص، فهي تقدم طرحا جماليا وفكريا متميزا، وبنية سردية متجانسة ومتناغمة في آن، تمثل انتقالة نوعية في مشروع محمد بركة بعد روايتيه "الفضيحة الإيطالية" و"عشيقات الطفولة".