49 عامًا على بيان ناصر في 30 مارس لتصحيح أخطاء النكسة ...

منوعات

بوابة الفجر


يحل علينا اليوم ذكرى بيان 30 مارس الذي ألقاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1968م، وذلك عقب نكسة 67 لتصحيح مسار البلاد والأوضاع خاصة في الجانب التنظيمي والإداري والتشريعي.

  ويعد هذا البيان وثيقة دستورية لمصر، حيث بدأ عبدالناصر خطابه للشعب قائلًا: «إنه الآن يصبح فى إمكاننا أن نتطلع إلى المستقبل،  ومن دلائل الخير أن يكون ذلك فى مقدورنا اليوم فى ذكرى عيد الهجرة بما تحمله إلى المؤمنين من معانى التضحية فداءً للمبدأ، والنضال المستمر من أجل الحق، والصبر على المشاق فى سبيل نصر الله عزيزًا وصادقًا».

ذكر الرئيس الراحل عبدالناصر بالبيان عدد من التحولات الجديدة لمعالجة أخطاء النكسة. 

أولًا: أننا استطعنا إعادة بناء القوات المسلحة، وكانت تلك بداية ضرورية وبغير بديل، إذ كنا نريد جداً وحقاً أن نصحح آثار النكسة، وأن نزيل العدوان، وأن نسترد ما ضاع منا فيه. 

ثانيًا: استطعنا تحقيق مطلب الصمود الاقتصادى، فى وقت كانت الأشياء كلها تسير فى اتجاه معاكس لفرصة تحقيقه، ثالثًا: استطعنا تصفية مراكز القوى التى ظهرت، وكان من طبيعة الأمور وطبيعة النفوس أن تظهر فى مراحل مختلفة من نضالنا. 

رابعًا: أن نضع أمام الجماهير بواسطة المحاكمات العلنية صورة كاملة لانحرافات وأخطاء مرحلة سابقة، خامسًا: استطعنا أن نقوم بجهد سياسى واسع على جبهات عريضة جبهات عربية وجبهات دولية، وتنوعت جهودنا وتعددت على هذه الجبهات بالاتصال المباشر مع الأصدقاء فى الدول الاشتراكية، وفى مقدمتها الاتحاد السوفيتى الذى أكدت لنا ظروف النكسة صداقته المخلصة وتعاونه الصادق ووقوفه الصلب فى جبهة الثورة العالمية المعادية للاستعمار، وكذلك مع الدول غير المنحازة، ومع الدول الآسيوية والإفريقية، ومع الدول الإسلامية، ومع كل الشعوب الراغبة فى سلام قائم على العدل.

والجدير بالذكر أنه في 20 فبراير صدرت أحكام ضعيفة بحق قيادات سلاح الطيران الذين تورطوا بالإهمال في التسبب في نكسة 1967، فحكمت المحكمة العسكرية بالسجن 15 سنة على الفريق أول طيار متقاعد صدقي محمود، وبالسجن 10 سنوات على اللواء طيار متقاعد إسماعيل لبيب، وحكمت ببراءة كل من: الفريق أول طيار متقاعد جمال عفيفي، واللواء طيار متقاعد عبد الحميد الدغيدي.

أدت هذه الأحكام إلى غضب الشعب المصري، فظهرت التظاهرات فتظاهر عمال بعض المصانع وطلاب بعض الجامعات،  فقد  استجاب عبد الناصر للتظاهرات الشعبية، في 25 فبراير اصدر قرار لإعادة محاكمة قادة سلاح الطيران.

يقول سامي شرف سكرتير الرئيس  جمال عبد الناصر للمعلومات ووزير شئون رئاسة الجمهورية في حوار له أن بيان 30 مارس  1968الشهير الذي ألقاه الرئيس بمناسبة المظاهرات التي خرجت من الجامعات المصرية للمطالبة بمحاسبة المسؤلين عن هزيمة يونيو المريرة، مؤكدًا  أن النظام لم يسقط بل أن ماحدث هو العكس ليبدأ الرئيس عبد الناصر في خطوات حاسمة نحو إعادة تكوين الوطن العربي بأسره وليست مصر وحدها ففي مصر قامت عملية تغيير كاملة لكل القيادات في أعقاب محاكمة المسؤلين عن هزيمة يونيو وقد تم عزل جميع اعضاء مجلس قيادة الثورة ليدفع عبد الناصر بالصف الثاني نحو تولي أمانة المسؤلية.

وبهذا يُعد هذا البيان  ضمانًا للشعب المصري في حياة ديمقراطية سليمة وجديدة.