بعد تصاعد الأزمة الأمريكية مع كوريا الشمالية.. هل ستصل الأمور إلى حرب عالمية ثالثة؟‎ (تقرير)

تقارير وحوارات

كيم جونج وترامب
كيم جونج وترامب


تفاقمت الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الشمالية، في الآونة الأخيرة، وتصاعدت الحرب الكلامية بين الطرافين، خاصة عقب كشف الأقمار الاصطناعية استعداد كوريا الشمالية، لإجراء تجربة نووية جيديدة، وهو ما أثار تخوف بعض المراقبون المختصين في الشأن السياسي، مؤكدين أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، لتفادي اندلاع حرب عالمية ثالثة.

 

وأعلنت كوريا الشمالية استعدادها للحرب وقصف أمريكا وكوريا الجنوبية بالنووي، بعدما أصدرت أمريكا أوامرها بتحريك حاملة الطائرات كارل فينسن ومجموعتها الضاربة من السفن الحربية باتجاه شبه الجزيرة الكورية.، بعدما نددت، الثلاثاءالماضي، بإرسال الولايات المتحدة مجموعة بحرية ضاربة إلى مياه شبه الجزيرة الكورية، مؤكدة أنها لن تتوانى عن الرد على هذه الخطوة "المتهورة"، وأنها مستعدة لخوض "حرب" إذا ما أرادت واشنطن ذلك، في تصعيد جديد للوضع المتوتر في المنطقة.

 

كواليس الأزمة بين "واشنطن وكوريا الشمالية"

استمرت الأزمة الكوريا الشمالية والولايات المتحدة، إلى عدة أعوام، حيث  بدأت هذه الأزمة بإطلاق كوريا الشمالية القمر الصناعي كوانج ميونج سونج، في فبراير 2013، وانتهت الأزمة باتفاق بين الكوريتين على إعادة فتح منطقة كيسونج الصناعية بعد اجتماع بين مبعوثين في 10 سبتمبر 2013، إلا أنها عادت في الانتعاش من جديد وتفاقمت الأزمة بين الطرافين، إلى أن وصلت إلى حرب كلامية، حذر خلاها عدد كبير من المراقبين في الشأن الكوري، من أن كوريا الشمالية تعد لتجربة نووية سادسة، إن لم تصل جميع الأطراف لحلولا سياسيًا سريعة.

 

وتسعى بيونج يانج إلى تطوير صاروخ بعيد المدى قادر على بلوغ أراضي الولايات المتحدة، ويمكن تزويده برأس نووي، وقد أجرت حتى الآن خمس تجارب نووية، بينها اثنان العام الماضي.

 

فيما حذر مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، من أن بيونج يانج، قد تكون قادرة على تحقيق هدفها بضرب أراضي الولايات المتحدة خلال أقل من عامين.

 

وترصد "الفجر"، فيما يلي، آراء بعض المسئولين في كل من تلك البلدان، حول هذه القضية الشائكة على الساحة.

 

وزير الخارجية الكوري: أمريكا ستتشاور معنا قبل ضرب بيونج يانج

من جانبه قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي "يون بيونج سي"، إنه يعتقد أن "واشنطن" ستتشاور مع سول إذا فكرت في توجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية.

 

وأضاف "يون " خلال جلسة بالبرلمان الكوري الجنوبي، في ظل التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يجري اتخاذ أي إجراء مهم بالتشاور مع حكومة كوريا الجنوبية وسيستمر ذلك في المستقبل.

 

أمر بإخلاء العاصمة بيونج يانج

فيما أصدر زعيم كوريا الشمالية "كيم جونج أون"،  أوامر بإخلاء فوري للعاصمة بيونج يانج، ومغادرة  المدينة على الفور، ما أثار مخاوف من استعداده لحرب قريبة، حسب صحيفة "ديلي اكسبرس" البريطانية.

 

واكتسبت إمكانية قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري، ضد كوريا الشمالية، ردا على عمل اختبارات نووية زخما في أعقاب الضربة الأمريكية ضد سوريا الأسبوع الماضي، والتي جاءت ردًا على هجوم بغاز سام أوقع عشرات القتلى.

 

الصين: كوريا الشمالية لديها القدرة على إطلاق غاز السارين

في سياق متصل قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن كوريا الشمالية ربما تكون قادرة على إطلاق صواريخ مزودة بغاز الأعصاب السارين وسط مخاوف من أن تجري الدولة المعزولة سادس تجاربها النووية، أو تطلق مزيدا من الصواريخ قريبا.

 

وأضاف "آبي"، خلال جلسة البرلمان اليوم: "هناك احتمال أن تكون كوريا الشمالية لديها بالفعل القدرة على إطلاق صواريخ برؤوس حربية من السارين".

 

وأفاد معهد "نورث 38" المتخصص في الأبحاث حول كوريا الشمالية بأن صورا التقطتها أقمار صناعية أمس الأربعاء، أظهرت أن موقع "بونجيي-ري" المخصص للتجارب النووية في شمال هذا البلد بات "جاهزا" لإجراء تجربة جديدة.

 

تحذير "ترامب" بالتصرف فرديًا

بينما حذر الرئيس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أن الولايات المتحدة مستعدة تتخذ إجراءات فردية، إزاء التهديد النووي لكوريا الشمالية إذا لم تضغط الصين على بيونج يانج.

 

وقال"ترامب"، خلال مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، إن الصين تتمتع بنفوذ كبير على كوريا الشمالية، وعليها أن تقرر ما إذا كانت ستساعدنا في هذا الأمر أم لا، مضيفا "إذا ساعدونا فهذا الأمر سيكون مفيدا للغاية للصين، وإذا لم يفعلوا ذلك، فلن يأتي ذلك بمنفعة لأي طرف".

 

وكانت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ قد أمرت حاملة الطائرات "كارل فنسون"، والقطع البحرية القتالية التي ترافقها بالتوجه نحو شبه الجزيرة الكورية، بهدف احتواء الخطر الكوري الشمالي.

 

اليابان ترفض توجيه ضربة عسكرية لكوريا

وعن التحركات الدبلوماسية من جانب طوكيو، أفادت وكالة "Kyodo" بأن وزير الخارجية اليابانى "فوميو كيشيدا"، نقل هذا الموقف لنظيره الأمريكى ريكس تيلرسون، خلال الاجتماع الذى عقد فى إيطاليا 10 أبريل الجارى، وأن رئيس الدبلوماسية اليابانية شدد أيضا على أن طوكيو تعلق آمالا على أن الصين، الشريك الاقتصادى والعسكرى الرئيسى لكوريا الشمالية، ستمارس ضغطا أكبر على بيونج يانج، وتقنعها بوقف برنامجها الصاروخى والنووى، وشددت الوكالة على أن الحكومة اليابانية تعول بشكل خاص على وقف بكين إمداد كوريا الشمالية بالنفط.

 

 

الحل السياسي الأمثل

واتفقت موسكو وواشنطن بدرجة كبيرة على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية أزمة كوريا الشمالية، وأن شبه الجزيرة الكورية يجب أن تكون خالية من الأسلحة النووية_ بحسب ما قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف.

 

أسعد: تصعيد الأزمة رسال إلى الصين

علق الدكتور جمال أسعد، مفكر سياسي ومختص بالشان الدولي، إن هذه الأزمة وإن جاءت قبل ما مجىء "ترامب"،  ولكن تم استغلالها من قبله، موضحًا أن "ترامب"، اتخذ مواقف مبدائية من بعض الدول على رأسهم  "الصين"،  واعتبر أن الصراع معها واجبًا ، خاصة في الجانب الاقتصادي.


وأضاف "أسعد"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن أزمة كوريا الشمالية هي مشكلة تخص النظام الأمريكي الرأسمالي المسيطر على العالم، والذي يريد فرض سلطته على العالم، كما أن تصعيد الأزمة يعد نوع من ارسال رسال إلى الصين، بالرغم العلاقة التي بدأت الأن مع رئيس الصين، والذي لا أحد يعلم نتائجها الحقيقة على أرض الواقع.