هاني سامي يكتب: مهرجان الإسماعيلية دورة بنكهة عصام زكريا

الفجر الفني

هاني سامي
هاني سامي


ترددت كثير قبل الكتابة عن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ 19 والتي تنطلق بعد غد الأربعاء، والسبب أن شهادتي فى رئيسه الجديد قد تكون مجروحة رغم أن رأيي قلته على حسابي الخاص بموقع التواصل الاجتماعي face book، حيث كتبت بعد أن اصدر حلمي النمنم وزير الثقافة، قراره بتولي "زكريا" رئاسة المهرجان: " تولى عصام زكريا رئاسة مهرجان الإسماعيلية يعد أفضل قرارات وزير الثقافة على الإطلاق لأنه يستحق رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، وأنا جاد فعلا فيما أقوله وخاصة أخر جملة، ولأن حسابي شخصي فكتبت رأيي وأعلنت سعادتي دون أى غضاضة أو خوف من اتهام بالمجاملة تجاه أخ وصديق وزميل مهنة عرفته عن قرب.

 

لم استطيع مقاومة رغبتي في كتابة رأيي في عصام زكريا عبر مقال فهو يستحق لأنه من القلائل الذين يمارسون الصحافة والنقد والتحليل السينمائي عبر قالب الحب، والحب فقط فتجده لو لم يكن يلقى أريحية في المكان الذي يمارس فيه الكتابة يرحل فى هدوء مع كلمة "سلام عليكم" وأظن أن اختياره في كل الأحوال يكون نابع من قناعاته بعيدًا عن أي ضغوط سواء الحاجة للمال أو حاجته لجرعة ممارسة الكتابة في النقد السينمائي وربما يجلس في بيته في هدوء دون أن يلعن الجميع مثلما يفعل غيره.

 

لا يختلف احد في الوسط الصحفي أو الإعلامي والسينمائي على رقى ودماثة أخلاق عصام زكريا ووعيه السينمائي رفيع المستوى، فهو لم يختار طريق النقد والتحليل الشعبي أو التجاري بمفرداته الصارخة الرنانة من اجل "أكل العيش" وكتابته فى 95 بالمائة من المطبوعات المصرية والعربية، بل اختار طريقا فريدًا وهو ربط السينما بتاريخ البشر بكافة الأزمنة والبيئات وهذا إنما ينم عن ثقافة رصينة تمكن صاحبها من وضع أطروحات سينمائية شديدة الاختلاف والخصوصية أمام القراء والمتخصصين، وهذا ما تثبته مقالاته النقدية وكتابه "سينما ماركيز" ناهيك عن تطبيق ذلك في تحليل زكريا لفنون الدراما والمسرح.

 

أمام عصام زكريا تحديات عديدة في تلك الدورة أهمها كما اعترف الميزانية، فقد كان التصريح الصحفي الأول له بعد توليه المنصب رسميًا ولكنه في نهاية هذا التصريح قال إن تلك المشكلة في طريقها للحل وذلك لتقديم دورة مختلفة، ويواجه الرجل تحدى هام للغاية وهو عزوف أهالي الإسماعيلية من المهتمين بالشأن السينمائي من المشاركة والتفاعل مع المهرجان وهنا لابد من إجراء الناقد الكبير لمصالحة أدبية بين المهرجان وأهالي الدولة المقام فيها وباسمها المهرجان.

 

 زكريا، ليس غريبًا عن مهرجان الإسماعيلية؛ فقد كان عضو لجنة تحكيم في الكثير من دوراته آخرها دورة العام الماضي 2016، كما يعد من أكثر النقاد مشاركة فى لجان مشاهدة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وإدارة لندواته، وكذلك عدد من المهرجانات الإقليمية والمحلية فى مصر ورغم ذلك يحتاج عصام زكريا الدعم الإعلامى الكامل فى هذه الدورة وكذلك دعم وزارة الثقافة اللا محدود وان كنت اشعر بذلك من الدكتور خالد عبد الجليل مستشار الوزير للسينما ولكن يجب زيادة الدعم والدفع لنجاح هذا المهرجان.

 

كنت أود ان أكون قريبا من الأحداث فى هذه الدورة تحديدا من مهرجان الإسماعيلية ولكن لارتباطات خاصة اعتذرت للمسئولين عن وجودي هناك ولكن كلى ثقة أن "زكريا" ومهرجانه سيلقى كل الدعم من الجميع.