"الفجر" ترصد.. كتائب "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي

العدد الأسبوعي

عناصر داعش الإرهابية
عناصر داعش الإرهابية


تعتمد التنظيمات الإرهابية، ومنها بالطبع تنظيم داعش، على الجانب النظرى فى تثقيف أفراده وتجنيد أعضاء جدد، فإلى جانب إنتاج الأفلام والبيانات الدعائية، مثل الفيلم الأخير الذى جاء تحت عنوان «صاعقات القلوب»، ينتشر أفراد التنظيم على صفحات التواصل الاجتماعى لنشر تلك الأفلام على أوسع نطاق وأدلجة ما حوته، بحيث تظهر كذباً أنها جاءت تنفيذا لما جاء فى الكتاب والسنة المحمدية.

رصدت «الفجر» على سبيل المثال عدة حسابات تقوم بالترويج لتلك الأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعى، ومنها حساب على الفيس بوك لشخص يدعى أحمد سعيد أحمدانى «البحر أبوعمر»، قام بنشر فيديو «صاعقات القلوب» الذى حذفته إدارة الفيسبوك، وأغلقت الحساب بعد يومين من نشره الفيديو.

ظهر أحمد سعيد أحمدانى على حسابه قبل إغلاقه وهو يرتدى «أفرول الجيش المصرى» ملوحا بعلامة النصر، ويخفى ملامح وجهه خلف قناع أسود، وامتلأت الصفحة بمجموعة من البوستات التى تزدحم بعبارات التهديد والوعيد لمن وصفهم بالكفار والمشركين، والطواغيت، وأيضاً بوستات تحمل شماتة فى شهداء القوات المسلحة والشرطة، مع نشره لصورهم، وبوستات أخرى يتباهى فيها بما أسماه «تنظيم ولاية سيناء».

ويزيد عدد أصدقاء المدعو «أحمدانى» على 500 صديق، معظمهم تابعون لداعش، والآخرون انضموا للصفحة لإرضاء فضولهم، وكحب استطلاع، لكن أغلب الصفحات تتشابه فى المحتوى، وإن خفت حدة ما يكتبونه، وبينهم جنسيات مختلفة، عراقيون، وباكستانيون، وسوريون، وليبيون، ويشتركون جميعهم فى عدم نشر صورهم الحقيقية، فهى إما صور من الطبيعة أو يخفون وجوههم بقناع أسود، أو صور لراية التنظيم، وبعضهم يضع صورة زعيم داعش أبوبكر البغدادى.

 أغلب البوستات تقتطع آيات الجهاد من القرآن الكريم من سياقها، لتكون مبررا كافيا لجرائم التنظيم، بخلاف بوستات يسبون فيها العناصر الأمنية بدولهم، ويتوعدونهم بالقتل والسحل، كما ينشرون صور الرؤساء ملطخة بالدماء.

 تحمل تلك الحسابات أسماء مثل أبومصعب السلفى، وأبوعمر المصرى، وأبو عبد الباسط السلفى، ولابد وأن تبدأ الأسماء بأبوفلان، ويتباهون بتنظيماتهم الإرهابية من خلال بعض المنشورات مثل ما نشره أبومصعب قائلاً: داعش فى كلمات،وهابية عند الأمريكان، همجية عند الفاتيكان، خوارج عند سعوديان، عمالقة عند أهل البيان، مجاهدون عند عباد الرحمن! 

عند البحث على محرك البحث فيس بوك عن «ولاية سيناء»، ستجد أكثر من 10 حسابات تحمل اسم صاحب الحساب المزيف وبجواره تبعيتهم إما للقوات المسلحة، أو الشرطة المصرية، وبعض تلك الحسابات حقيقية واستطاع هاكر التنظيم من الاستيلاء عليها ووضع صورة البروفايل «ولاية سيناء»، وجميع تلك الحسابات تبدأ أول منشوراتها بعملية ضرب مدرعات للشرطة بمدينة العريش . 

 من جانبه صرح مصدر أمنى بمباحث الإنترنت، بأن هناك عمليات ملاحقة دائمة تقوم بها وزارة الداخلية لحسابات الفيس بوك الخاصة بالعناصر الإجرامية، مشيرا إلى أن الكثير من تلك الحسابات مزيفة، ويهدف الكثير منها لضم عناصر جديدة للتنظيمات المتشددة. وأكد أن الأجهزة الأمنية تمكنت فى بداية الشهر الجارى، من ضبط 4 أشخاص بمحافظة الغربية، تواصلوا مع عناصر التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وتداولوا رسائل سرية لتكدير السلم العام، وارتكاب عدد من الجرائم التخريبية.