مروة.. زوجى أجبرنى على معاشرة بلطجية

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


أمنيتها الأخيرة الوحدة حتى الموت


أقصى طموحات، مروة، 32 سنة، مسجلة خطر نشل وتسول، أن تعيش دون أن تتعامل مع رجال، وهى الحكمة التى توصلت إليها بعد رحلة قاسية، دخلت فيها السجن 6 مرات آخرها عام 2011، ومعاناة استمرت سنوات طويلة مارست فيها ما لا يمكن أن تتخيله من جرائم وأفعال شائنة لا يقبلها الضمير السليم، إلا أنها لم تكن قادرة على الاختيار وعندما تعودت على مواجهة المجتمع القاسى كانت السنوات والرجال الذين تعرفت عليها جروها إلى عالم الجريمة.

يومياً يتم القبض على مروة تحت بند التحرى، إذ إن وجهها صحيفة حالة جنائية، تحكى وتكشف المعاناة التى شعرت بها طيلة السنوات الماضية، والتى حولتها من جانية إلى ضحية أقصى ما تتمناه أن تعيش فى سلام دون أن تؤذى أحداً أو أن يعتدى عليها آخر.

مسجل خطر، هو تصنيف مروة، ويستدعى المسمى صوراً وحشية مخيفة ودلالات سلبية، ولكن أقصى خطر تشكله الشابة البائسة هو سلب أى شخص أمواله سواء بالتسول أو سرقة أى أموال من جيوبه، فوجه مروة يدعو للخوف من النظرة الأولى، لكنه سرعان ما يتبخر الرعب ويتحول لتعاطف مع معرفة تفاصيل رحلتها من صبية إلى شابة.

اسمها «مروة. م. ص»، مشهورة بـ«أم يوسف»، وتعيش بمنطقة منشأة ناصر مسجلة خطر يتحاشاها كثيرون لأنها خسرت كل شىء ولم يبق لها إلا سلسلة طويلة من المعاناة والجرائم المحتملة.

هربت مروة من منزل أسرتها وعمرها 16 سنة، نتيجة لخلافاتها مع والدتها التى تصل إلى حد الكراهية: «أمى هى سبب اللى أنا فيه.. ومقدرش أنسى صورتها وهى بتخلص من أخويا الصغير إلى كان عنده 3 شهور.. ومعرفشى هى عملت كده ليه لغاية دلوقت».

مروة لم تستطع التعامل مع والدتها بعد تلك الواقعة وتركت بعدها المنزل وذهبت إلى عمتها التى كانت بمثابة الصدر الحنون لها لكنها توفيت فى سن صغيرة ولم تجد أمامها سوى الشارع.

بعد نحو سنة، تعرفت مروة إلى أحد الأشخاص وتزوجته وأنجبت ابنها الأول أحمد، لكن الزوج توفى لأنه كان مريضاً من الأصل، وخلال هذه الفترة لم تكن تعمل، بعد وقت قصير تعرفت على شخص آخر يدعى رضا، وضع أمامها أحد اختيارين إما هو أو ابنها، فتخلت عن أمومتها وأودعت رضيعها فى أحد ملاجئ الأيتام بمنطقة بمصر الجديدة، وكانت تذهب لزيارة نجلها كل فترة إلى أن أخبرتها صاحبة الدار أن ولدها لا يرغب فى رؤيتها مرة أخرى، لأنه سيعيش مع آخرين راغبين فى تربيته ولا يريد مشاكل.

تغيرت حياة مروة على يد رضا، رجلها الجديد، المسجل خطر سرقات، حيث علمها التسول وأنجبت منه نجلها الثانى، إبراهيم، دون زواج، قبل أن تفقده منذ كان عمره 5 سنوات، وعمره الآن 9 سنوات، ولكنها لا تعرف مكانه أو مصيره.

تعددت علاقات مروة رغم ارتباطها غير الشرعى برضا، حيث ربطتها علاقات جنسية بـ3 أشخاص، ثم تعرفت إلى محمد سعيد، أشهر مسجل خطر فى منطقة الأزبكية وأنجبت منه يوسف، 4 سنوات وهو مفقود أيضاً وتشك فى أن والده هو من اختطفه وباعه.

بعدها تعرفت مروة إلى علاء وتزوجت منه دون شهود، منذ نحو 7 شهور، وبعقد عرفى، اشترته من محل مجاور لدار القضاء العالى، وهى أطول فترة قضتها مع شخص، وتقول مروة إن علاء خرج من السجن فى عام 2009 وتم سجنه 3 مرات ولكنه طيب ويحبها رغم شكلها ووجهها الممتلئ بالجروح الناتجة عن ضربات بشفرات أمواس الحلاقة، إذ إنه اشترى لها شقة فى منطقة الطوابق بفيصل ويبحث معها عن ابنها يوسف.

العلامات الموجودة فى وجهها كانت نتيجة اعتداء أحد البلطجية عليها، والذى ارتبطت به وهو من أجبرها على ممارسة الجنس مع بلطجية، وحين رفضت فقاموا بالاعتداء عليها وأحد الجروح التى أصابوها بها احتاج لـ«30 غرزة».

ليس لدى مروة سوى شقيق واحد هو من يعطف عليها، ولكنه يحظر عليها زيارته فى منزله خوفاً على سمعته بين جيرانه لأنها سوابق.

أكثر ما يحزنها هو وجهها الممتلئ بالجروح، كما أنها مصابة بمرض السكر، تقول مروة باكية: «نفسى أشوف ولادى»، رغم أنها لا تعرف مكانهم كما لا تملك أى مستندات بأنها أمهم.