الإمارات والسعودية يمدان "يد الخير" لليمن.. وقطر تدعم "أهل الشر"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


اتفقا كل من المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، على تدشين تحالف عربي لدعم الشرعية في اليمن بمساعدات الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، وبالفعل إلتزمت السعودية والإمارات بذلك، إلا أن قطر تراجع دورها تدريجيًا بل وبدأت في دعم الحوثيين في الخفاء.

ففي الوقت الحالي، تقدم المملكة والإمارات مساعداتها النقدية والاقتصادية والمساعدات الاغاثية الغذائية والطبية منذ أمد طويل وإلى الآن، لكافة الشعب اليمني بمحافظاته ومذاهبه وتوجهاته لا فرق، فضلًا عن سقوط الكثير من الشهداء السعوديين والإماراتين بسبب التدخلات العسكرية في اليمن على عكس ما تقدمه قطر في دعم الحوثيين.

دور السعودية والإمارات
وعن مد الإمارات والسعودية يد الخير لليمن، يقول وزير الخارجية اليمني في حكومة الإنقاذ الوطني هشام شرف، إن السعودية والإمارات جزء من عملية السلام في اليمن، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لوقف إطلاق النار في اليمن قبل شهر رمضان.

وأضاف شرف في حوار مع "سبوتنيك"، سوف يتم نشره لاحقا، أن الحكومة الروسية كانت من الحكومات القلائل التي حاولت أن تتوسط بين طرفي الصراع في اليمن لإحلال السلام، إضافة إلى سلطنة عُمان التي بذلت جهودا كبيرة في هذا الصدد.

وتابع الوزير اليمني، أن بلاده لازالت تمتلك الخيارات العسكرية الكبيرة لردع العدوان على اليمن، واصفا الأحداث التي شهدتها مدينة عدن بعد إعلان المجلس السياسي الانتقالي بأنها صراع على السلطة، وفشل للرئيس عبد ربه منصور هادي.

وأكد شرف أن أي جولة جديدة للسلام لن تسفر عن أي نتائج في ظل "الإرباك الحاصل للرئيس المنهية ولايته في عدن".

وفي الأيام الماضية، أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي أن السعودية قدمت 10 مليارات دولار لإعادة إعمار اليمن، منها ملياري دولار كوديعة لدى البنك المركزي اليمني لدعم العملة الوطنية، ووجه المحافظين ببذل المزيد من الجهود لحل مشاكل المواطنين وتوفير الخدمات وتلمس هموم المواطن، بحسب ما نقلته وكالة "سبأ".

وبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة بمساهمتها الفاعلة في جهود دعم اليمن على جبهات عدة، وفيما تفضل الآلة الإعلامية اتباع صخب الحرب وضجيج العمليات العسكرية في حرب استعادة السلطات الشرعية ومواجهة جماعة الحوثي الموالية للنظام الإيراني، فإن هناك جهوداً أكبر تبذل على المستوى الإنساني وعمليات أخرى أقل صخباً، لكنها أكثر وقعاً وتأثيراً، وهي تلك المتعلقة بخطط إعمار اليمن، وإعادة سعادته إليه.

تلعب هيئة الهلال الأحمر الإماراتية دوراً كبيراً ضمن استجابة مبكرة للنداء الإنساني للشعب اليمني بعمليات إغاثية جاءت على قدر الحدث وحجم الأضرار، في ظل تأكيدات باستمرار الهلال الأحمر في تقديم المساعدات المطلوبة لإعادة الحياة في المحافظات اليمنية كافة.

بجانب ذلك لعبت الإمارات دورًا كبير في دعم اليمن بالغذاء، وبلغ عدد اليمنيين المستفيدين من المساعدات الغذائية التي قدمتها الدولة حوالي مليون و100 ألف شخص من أبناء الشعب اليمني، وقدر حجم المساعدات بنحو 29 ألف طن، فيما وصلت قيمة المساعدات الإماراتية التي تم توجيهها منذ بدء الأزمة في مجالات الطاقة وتوفير الكهرباء وإصلاح ما تضرر من إنشاءات وشبكات إمداد الطاقة الكهربائية واللازمة لاستمرار المعيشة لأفراد الشعب اليمني حوالي 314 مليون درهم، فيما بلغ إجمالي قيمة المساعدات الغذائية الإماراتية العاجلة نحو 188 مليون درهم، وتشمل الحبوب والزيوت والأغذية المحفوظة، وغيرها من الإمدادات الغذائية. وقدرت قيمة المساعدات الطبية العاجلة والأدوية بحوالي 122 مليون درهم، ومساعدات خدمات الدعم والتنسيق بـ 46 مليون درهم، فيما بلغت قيمة المساعدات الإماراتية لتوفير مياه الشرب والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي نحو 41 مليون درهم، ومساعدات الوقود بـ 14 مليون درهم، إضافة إلى مواد إغاثية متنوعة بقيمة 12 مليون درهم، وقطاع النقل بنحو سبعة ملايين درهم.

بدأت الإمارات مبكراً تنفيذ مشاريع إنسانية في مختلف مناطق اليمن المتضررة من الحرب والظروف الاقتصادية، وقد بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الإغاثية التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لليمنيين منذ شهر يناير 2015 وحتى سبتمبر 2016، نحو 2.6 مليون شخص.

دور قطر في اليمن
أما عن الدور القطري فبعد أن كانت رفيقة للسعودية والإمارات بدأت في التراجع شيئًا فشئ، ليس ذلك وحسب بل بدأت في دعم الحوثيين في اليمن ضد السلطات اليمنية بالتعاون مع إيران، فضلًا عن هجوم الإعلام الخاص بها على الإمارات والسعودية.

ولم تدعم قطر الحوثيين فقط، بل دعمت تنظيمات إرهابية داخل اليمن فيشير تجاوب فرع تنظيم القاعدة في اليمن مع دولة قطر في قضايا الرهائن والفدى، خلال الأعوام الماضية، إلى أن هذه الدولة تحظى بمكانة خاصة لدى التنظيم، فرغم أن وساطات محلية وغير محلية بذلت جهودًا للإفراج عن رهائن أجانب اختطفهم هذا الفرع، إلا أن التنظيم تجاوب مع قطر، دون غيرها، أكثر من ثلاث مرات.

وفي ملف الخسائر البشرية لقوات التحالف العربي، منذ بداية عاصفة الحزم، خسرت قطر 4 جنود لا غير، ثلاثة منهم أعلنت وكالة أنباء قطر نقلاً عن بيان للقوات المسلحة القطرية عن استشهادهم في اليمن في الـ 13 من سبتمبر من العام 2016، ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل بشأن ملابسات مقتل الجنود القطريين الثلاثة، وبمقتل أولئك الجنود يكون عدد الجنود القطريين الذين قتلوا في اليمن ارتفع إلى 4، بعد مقتل أول جندي في نوفمبر من العام 2015.