انقسام يضرب "قطر" حول مواجهة الأزمة مع دول الخليج

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يبدو أن دولة قطر اقتنعت أنها لن تستيطع أن تعيش بدون الدول الخليجية والعربية، ولكن الاتفاقيات التى وقعتها من أجل تفتيت الدول وإنهائها تجبرها على مواصلة المشوار التى بدأته منذ ثورات الربيع العربي 2011.

صحيفة "الأخبار" اللبنانية فى تقرير اليوم، كشفت عن انقسام داخل حكام قطر حول كيفية مواجهة الأزمة التى اندلعت بين الدوحة ودول الخليج، مشددة على أن هناك صراع بين جناحين داخل الأسرة الحاكمة حول الخطوات التى يمكن اتخاذها فى المستقبل.

وبينت الصحيفة أن نقاش داخل قطر يدور حول سبل مواجهة الأزمة، لافته إلى أن من بين الأصوات من يدعو إلى عدم التهور، وإلى الأنحناء للعاصفة، وإلى التقشف فى السياسات الاستفزازية والنقدية، وإلى الصبر والعمل على كسب رضى الكبار فى العالم، وإلى لعب دور الضحية بين العرب والمسلمين.

وقالت إن أصحاب هذا الرأى لديهم نفوذ قوى، لكنهم ليسوا من يحسم الأمر، ما يعنى أن المواجهة القائمة داخل البيت الخليجى قد تشهد احتداما، لمجرد أن قرر مسئول أو مقيم فى قطر رفع الصوت احتجاجا على ما تقوم به الرياض والإمارات، بالإضافة الى أن قطر نفسها تدرس إمكانية فتح خزائنها المليئة بالأموال لشراء صمت الغرب عنها، أو لشراء تسوية يرعاها الغرب بينها وبين السعودية والإمارات.

وشددت الصحيفة على أن قطر تحتاج الى من يبرد الرئوس الحامية فيها، ودعوتها إلى مراجعة حقيقية، وليس إلى مناورة سياسية تستهدف استدرار عطف هذا أو ذاك، لافته إلى أن حتى إذا تمت مصالحة مع الرياض وأبو ظبى ستظل ناقصة ومؤقتة وبلا نفع، لو تمت من دون مراجعة جدية لدورها خلال العقدين الماضيين.


ولفتت إلى أنه من الواجب تذكير القطريين بمسائل مثل أنهم لا يملكون القدرات الفعلية لأجل تولى دور قيادى، ولا يملكون الإرث الديموقراطى الذى يمنحهم حق منح شهادات لهذا الحاكم أو ذاك، وهم لا يملكون الهوامش الجغرافية التى تجعلهم يظهرون رغبة فى لعب أدوار أعلى بكثير من قاماتهم، وهم لا يملكون المخزون الثقافى والمعرفى والدستورى الذى يتيح لهم تقرير مصير الحكم فى دول المنطقة.


وأشار إلى أنه منذ انقلاب الأمير السابق على والده وبدأت قصة قطر فى الصعود منذ لقاء جمع الحاكم الجديد برئيس حكومة العدو فى حينه، شيمون بيريز فى أحد فنادق واشنطن، لتفتح بعدها الأبواب أمام حكام الإمارة الجدد، وأطلق لها العنان فى إدارة النقاش السجالى من خلال منبر "الجزيرة".

وعهد إليها بممارسة الشغب حتى عندما وقفت قطر إلى جانب نضالات اللبنانيين والفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلى، لم يكن الأمر خارج الموافقة المباشرة والواضحة من الأمريكيين.

وكانت وكالة الأنباء القطرية، نشرت تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، آثارت الرأي العام الدولي والمحلي أثناء حضوره حفل تخريج دفعة للخدمة الوطنية، حين طالب فيه دول الخليج وقف ما وصفها بحملة مناهضة لدولة قطر مدينا ربط دولته بالإرهاب، وجاء أيضًا في التصريحات التي نسبت إلى تميم إن علاقة بلده مع إيران قوية نظرًا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله.

وبعد نشر البيان بفترة قصيرة قامت وكالة الابناء القطرية بسحبه ونشرت على حسابها على "تويتر" إن موقعها تم قرصنته وأن البيان الذي نسب للأمير ليس له أساس من الصحة.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد في اتصال هاتفي، على مواصلة التعاون بين دول الجوار في منطقة الخليج، وقال: إن "المفاوضات هي الطريق الوحيد لحل المشكلات في المنطقة".

كما قدم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التهاني بمناسبة فوز روحاني لولاية رئاسية ثانية في إيران وحلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن الدوحة وطهران تجمعهما علاقات وثيقة وتاريخية عريقة.

وفيما دعا إلى مزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين، كما أكد الشيخ تميم أن بلاده لا ترى أي مانع في مسار تعزيز العلاقات الثانية، مضيفا أن الحوار والمفاوضات تشكل قطعا السبيل الوحيد لحل المشاكل، وأن عملية الوساطة التي تبنتها دولة الكويت بالنيابة عن دول الخليج العربية يجب أن تتواصل.

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن "الطائفية من الآفات الكبرى التي تمس الأمن والاستقرار في المنطقة"، مشددًا على أن "الطائفية" تشكل آفة كبرى تمس بالأمن الاقليمي، وقال: "نحن نريد للعالم الإسلامي الذي عانى من الانشقاقات، أن يخطو الخطوات نحو السلام والمؤاخاة، وعليه فإننا مستعدون للتفاوض وصولا إلى الأهداف الحقيقية".