محمود عبد العزيز.. "أبو هيبة والساحر والهجان" تنوعت الأدوار وبقي التألق

الفجر الفني

بوابة الفجر


لم يكن ممثلًا موهوبًا فحسب، وإنما كان فنانًا من طراز خاص، تقرب إلى المشاهد بحرفية نادرة فكون قاعدة شعبية عريضة، وقدم على الشاشتين الصغيرة والكبيرة جميع الأدوار والشخصيات المختلفة باتقان شديد.

الفنان محمود عبدالعزيز، "الساحر" الذي بدأ رحلة كفاحه في المجال الفني عبر مسرح كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، ورغم اهتمامه بالتمثيل، إلا أنه نجح في الحصول على درجة البكالوريوس، ثم درجة الماجيستير في تربية النحل.

بدأ عبدالعزيز، مسيرته الفنية من خلال مسلسل "الدوامة" في بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دورًا في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي، ومع السينما من خلال فيلم "الحفيد" أحد كلاسيكيات السينما المصرية 1974، وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما لعب دور البطولة في فيلم "حتى آخر العمر".

كما تنوعت أدوار محمود عبد العزيز، في فترة الثمانينيات فقدم فيلم "العار"، ورسخ محمود عبد العزيز نجوميته بعد هذا الفيلم، ونوع أكثر في أدواره فقدم دور الأب في "العذراء والشعر الأبيض"، وفي فيلم "تزوير في أوراق رسمية".

وجاءت الخطوة الكبرى، والمؤثرة له من خلال دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم "إعدام ميت"، وفى منتصف الثمانينيات قدم دورًا من الأدوار الهامة في حياته الفنية وهو دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملف المخابرات المصرية.

أبهر "الساحر" جمهوره في مصر والوطن العربي، من خلال دور "عبدالملك زرزور" في فيلم "إبراهيم الأبيض" مع الفنان أحمد السقا، قدم من خلالها تركيبة شخصية صارمة قاسية، لكنه نجح في إبراز الجزء الكوميدي، الذي يتميز به ويستطيع أن يخرجه من داخل خبايا الشخصية التي يلعبها مهما بلغت جديتها، وكانت أشهر عبارات المعلم زرزور: "الجرأة حلوة.. الجرأة حلوة مفيش كلام".

ومن بعد هذا الفيلم، قدم عدد من الأعمال الدرامية في رمضان، حيث ظهر في مسلسل "باب الخلق"، والذي قدم فيه "الساحر" مدرس اللغة العربية الذي يعيش وسط حي باب الخلق العتيق ويقرر السفر إلى خارج مصر باحثا عن سبل أخرى للرزق بعد أن ضاقت به الدنيا في بلده، وعندما يعود يفاجأ بالكثير من التغييرات والتطورات، ثم قدم مسلسل "جبل الحلال"، ومثل فيه دور رجل من قرية "الكوامل"، في محافظة سوهاج يدعى منصور أبو هيبة، وهو أحد أهم رجال الأعمال في مصر، كما أن له علاقات مع المافيا الأوروبية، ويتاجر في المخدرات والسلاح والآثار.

وكانت آخر أعماله مسلسل "رأس الغول"، الذي قدمه في رمضان الماضي، برفقة مجموعة من النجوم، كان أبرزهم ميرفت أمين، وفاروق الفيشاوي.

ورحل الساحر اليوم بعد رحلة طويلة مع المرض، تلقى خلالها العلاج في باريس، ثم نقل في أيامه الأخيرة إلى أحد مستشفيات المهندسين، عن عمر ناهز 70 عامًا.