خيري بشارة.. قائد الواقعية الشاعرية في السينما المصرية

الفجر الفني

خيري بشارة
خيري بشارة


نشأ في حي شبرا ب محافظة القاهرة ، وتخرج في المعهد العالي للسينما قسم إخراج عام 1967، وكانت بدايته من خلال السينما التسجيلية خاصة مع إنشاء المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة عام 1967 وبعدها أصبحت الفرصة متاحة للإعلان عن جماعة السينما الجديدة والتي كان خيري أحد أعمدتها .

 

أفلامه تحمل بصمته الخاصة واقعية شاعرية راقية نراها في فيلم "يوم حلو ويوم مر"، كما نراها في فيلم "آيس كريم في جليم"، و فيلم "أمريكا شيكا بيكا"، و فيلم "إشارة مرور"، حتى في المسلسلات نشعر بذلك مثل مسلسل "ملح الأرض"، و مسلسل "ريش نعام".

 

بدايته

استهل حياته العملية كمساعد مخرج بعد أن تخرّج من المعهد العالي للسينما في القاهرة عام 1967، إذ عَمِل مع المخرج عباس كامل في فيلم " أنا الدكتور " عام 1967، ومع المخرج توفيق صالح في فيلم " يوميات نائب في الأرياف " عام 1969، ثم سافر إلى بولندا في بعثة دراسية استغرقت عاماً ونصف العام، حيث عمل مساعداً للمخرج في فيلم " الصحراء والأحراش " ثم قفل عائداً إلى القاهرة ليبدأ رحلته الفنية مع الفيلم التسجيلي، ويـتألق فيه رغم أن مساحة التوهج محدودة في الفيلم التسجيلي، أو أن فضاء التجليات ليس كبيراً كما في الفيلم الروائي.

 

عدَّه الكثير من النقاد السينمائيين واحداً من أبرز مخرجي السينما التسجيلية في مصر، وقد خلّف بصمات واضحة المعالم لا يمكن تفاديها أو تجاهلها بأي حال من الأحوال.

 

أفلامه التسجيلية المميزة

ومن بين أفلامه التسجيلية المميزة " صائد الدبابات " 1974، و " طبيب في الأرياف " 1975، و " طائر النورس " 1977، و " تنوير " 1978، وقد نالت هذه الأفلام إستحسان النقاد وعنايتهم، كما حصدت العديد من الجوائز المحلية.

 

وبعد أن رسّخ خيري بشارة مكانته في الفيلم التسجيلي، وذاع اسمه كمخرج من طراز رفيع، بدأ مشروعه الفني مع الفيلم الروائي الذي سيوفر له إمكانيات جديدة لم تكن متاحة من قبل، ولعل " الأقدار الدامية " 1980 هو الفيلم الروائي الأول الذي فتح أمامه آفاقاً جديدة احتوت بعض طموحاته وتمنياته الفنية، بالرغم من أن هذا الفيلم " وهو إنتاج مشترك مع الجزائر " لم يُعرض في مصر، ربما لحساسية الموضوع السياسي الذي كان يتناوله إبان حرب 1948، وتداعيات تلك الحرب على الشعب المصري، وتركيزه على الاحتكاك المباشر بين الطبقتين الحاكمة والمحكومة.

 

آراء النقاد السينمائيين في خيري بشارة

أغلب النقاد السينمائيين في مصر والعالم العربي اعتبروا أن فيلم " العوامة رقم 70 " عام 1982 يمثل نقلة حقيقة، ومنعطفاً جدياً في تجربة بشارة الإخراجية سواء على صعيد الرؤية أو التقنيات الجديدة، بل أن البعض من النقاد والمعنيين بالفن السابع اعتبروا هذا الفيلم بداية القطيعة مع السينما المصرية التقليدية التي كانت تدور في فلك السائد، والمألوف، والمُستنفد.

 

على الرغم من أن النقاد يضعون تجربة خيري بشارة الإخراجية في خانة " الواقعية الشاعرية " إلا أنه لم يرضَ هذا التصنيف، وربما يراه متعسفاً بعض الشيء، فهو يميل إلى إدراج تجربته ضمن تيار " السينما المصرية الجديدة "، وإذا كان هذا التوصيف لا ينطبق على أفلامه الروائية الأربعة الأولى " الأقدار الدامية 1980، والعوامة رقم 70 ، 1982، والطوق والإسورة 1986، ويوم مر. . يوم حلو 1988" لأنها أفلام واقعية بامتياز، فإن " كابوريا " 1990 هو فيلم مُغاير في رؤيته وتقنياته، بل يشكّل انعطافة جديدة في أسلوبه وصفها بعض من النقاد بأنها " فنتازيا ساخرة " أو " كوميديا غنائية " تنتقد بشدة الطبقة البرجوازية الكسولة التي لا تجد من تتسلى به سوى الفقراء، وتحّط من شأنهم، وتمسخ إنسانيتهم.