هذا هو الفرق بين "النبي" و "الرسول"

إسلاميات

النبي والرسول - صورة
النبي والرسول - صورة أرشيفية


هناك عدد من الفروق بين النبيّ والرّسول ذكرها العلماء، وهذه الفروق كالآتي:

النبيّ هو من نَبَّأَهُ الله بخبر السّماء، فإن أُمِرَ بتبليغ غيره فهو نبيٌ رسول، وإن لم يُؤمَر بذلك فهو نبيٌ وليس برسول. 

قيل: الرّسول من أُرسِلَ إلى قومٍ مُخالِفين، مثل نوح عليه السّلام، والنبيّ هو من لم يُرسَل إلى قومٍ مُخالِفين وإن أُمِر بتبليغ الدّعوة. الرّسول أَخَصُّ من النبيّ؛ أي أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً، وعليه، تكون الرّسالة أعمُّ من النبوّة من الجهة نفسها، فالرّسالة تتناول النبوّة وغيرها، وأخصُّ من النبوّة من جهة أهلها. 

إنّ النبوّة والرّسالة والنبيّ والرّسول من الكلمات التي إذا اجتمعتا معاً كان معنى كلّ واحد مُختلفاً عن الآخر، وإذا تفرَّقتا اجتمعتا في المعنى، فيكون المُراد منهما واحداً، ومثال ذلك قول الله عزَّ وجلّ: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )، 

وكذلك قول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )، والشّاهد من الآيات الكريمة أنَّ لفظة (نبيّ) جاءت مَعطوفةً على لفظة (رسول)؛ ممّا يَدلّ على أنّه يوجد اختلاف بينهما.

إنّ الرّسل من أُرسلوا إلى كفّارٍ يدعونهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فيُكذِّب القوم رُسُلهم، قال الله عزَّ وجلّ: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)، وقال الله عزَّ وجلّ: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ)؛ فالرّسول يُرسَل إلى قومٍ مُخالفين، فيُكذّبه بعضهم ويُصدقه بعضهم، ويُسمّى الرّسول رسولاً على الإطلاق؛ لأنّه يُرسَل إلى قوم بما لا يعرفونه وما لم يأتهم من قبل. 

إنَّ الرّسول من أُوحِي إليه بشرعٍ جديد، والنبيّ هو المبعوث لتأكيد شرعِ مَن قبله، وأكثر الأنبياء المبعوثين إلى بني إسرائيل من هذا القبيل.