"توتال" و"شل" و"إكسون موبيل" في مصيدة المقاطعة بعد دعمها لقطر

الاقتصاد

بوابة الفجر


تساؤل بات يحتاج إلى إجابة واضحة بعد دخول المقاطعة بين مصر والسعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى شهرها الثاني، حيث أصبح واضحاً أن قطر بدءت استغلال شركائها العالميين من الشركات متعددة الجنسية في كسر جدران المقاطعة والضغط على الدول الأوروبية للوقوف بجوارها حيث أن معظم الشركات تمتلك فيها الحكومات نسب وهو ما قد يؤثر على اقتصادياتها.

توتال الفرنسية  وشل البريطانية وإكسون موبيل الأمريكية شركات عالمية عملاقة التقى رؤسائها التنفيذين بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في الدوحة، قبل أيام من إعلان "قطر للبترول"، الثلاثاء الماضي، عن خطة لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30%، في صورة توحي بدعم تلك الشركات للنظام الحاكم في قطر وعدم اعترافها بالمقاطعة العربية، مؤكدين أنها لن تؤثر على النواحي التجارية والاقتصادية.

يأتي هذا في الوقت الذي تنوى فيه الدول الأربع تصعيد المقاطعة وسط غضب شعبي على كل الشركات التى تتعاون مع قطر ولعل الدعاوي لمقاطعة فودافون بعد تغيير أسم شبكتها في قطر إلى "تميم المجد" بداية مقاطعة شعبية لكافة الشركات الداعمة لقطر وهو ما ينذر بتصعيد اقتصادي قد يترتب عليه عقوبات على قطر.

ويذكر أن شركة "Shell" وقعت مع  "قطر للبترول"، منتصف يونيو الماضي، أي بعد أيام من قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، اتفاقاً لتطوير البنية التحتية في مواقع استراتيجية في مختلف أرجاء العالم لاستخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود للشحن البحري، وينص على توريد ما يصل إلى 1.1 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً لمدة خمس سنوات تبدأ في يناير 2019 من مشروع (قطر غاز 4) وهي مشروع مشترك بين قطر للبترول التي تمتلك حصة 70 في المئة والحصة الباقية لـ "شل" .

وذكرت "قطر غاز"  في بيان أن الغاز الطبيعي المسال سيسلم إما لمرفأ دراجون للغاز الطبيعي المسال في بريطانيا أو مرفأ جيت للغاز الطبيعي المسال في هولندا دون أن تكشف عن قيمة الصفقة.

في الوقت ذاته وقعت شركة توتال الفرنسية العملاقة اتفاق بقيمة نحو خمسة مليارات دولار مع إيران لتطوير استخراج الغاز المسال من حقل بارس الجنوبي المشترك مع قطر والذي تسعى من خلاله الثانية حالياً زيادة انتاجها منه.

ومن جانبه رفض باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة "Total" الفرنسية، الانحياز إلى طرف من طرفي الخلاف بين قطر وعدد من الدول العربية الأخرى في المنطقة.

ونقلت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن بويان قوله: "أنا قطري في قطر، إماراتي في الإمارات، إيراني في إيران وهذه هي فلسفتنا..ليس علي أن أفاضل بين الدول".

وردا على سؤال حول احتمال إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران شريكة قطر في حقل غاز ضخم، قال بويان: "إن اتفاق (توتال) متوافق مع القواعد الدولية الحالية..إذا تغيرت تلك القواعد سيكون علينا التكيف".

وأضاف على هامش مؤتمر أعمال في مدينة آكس أون بروفانس بجنوب فرنسا:"هناك عدم ارتباط واضح اليوم بين التوتر السياسي والأمور الاقتصادية. هم لم يستخدموا الأعمال لمحاولة تصعيد التوتر".

في الوقت ذاته اجتمع أمير قطر تميم بن حمد أل ثاني  في 25 يونيو الماضي مع دارين وودز، الرئيس التنفيذي لـ"exxon mobil " النفطية في الدوحة، لبحث سبل "التعاون" عقب الأزمة مع الدول العربية، وسط مخاوف من نقص إمدادت النفط لقطر.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية أن هدف الاجتماع مناقشة علاقات التعاون الثنائي مع "إكسون موبيل"، وسبل تطويرها بالإضافة إلى أحدث التطورات في قطاع الطاقة.

وأثار الخلاف الدبلوماسي مخاوف بشأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال القطرية إلى الأسواق العالمية، خاصة بعدما أعلنت بعض الموانئ في منطقة الخليج، أنها لن تسمح بدخول سفن ترفع علم قطر.

يذكر أن وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، كان قد رأس شركة إكسون موبيل، حيث تم تعينه وزيرا للخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وامتنع متحدثون باسم الشركات الثلاث عن التعليق، لكن مسؤولا تنفيذيا كبيرا لدى إحدى شركات الطاقة الكبرى التي تتطلع إلى التوسع في قطر قال إن الفرصة التجارية الضخمة تستحق المخاطرة السياسية الكبيرة، وإنه "هناك سياسة واحدة هنا، يجب العمل كشركة تجارية... يجب عليك أن تقوم باختيارات تجارية بحتة.

وتُعد قطر المنتج والمصدر العالمي الأول للغاز الطبيعي المُسال، فبحسب بلومبرج، تتنافس 4 دول للحصول على لقب "المُصدر الأول للغاز"، فيما تتصدر قطر القائمة بنحو 78 مليون طن سنوياً، بما يُعادل 10.3 مليار قدم من الغاز يومياً، وهو ما قد يتأثر بشكل كبير بالمقاطعة.